اليوم السبت العاشر من نوفمبر من العام الميلادي 2012 .. لن يكون بأي حال من الأحوال يوماً عادياً في تاريخ الكرة السعودية وعلى وجه التحديد في تاريخ الكرة الأهلاوية العريقة في هذا النادي العملاق الذي ولد كبيراً وبطلاً .. فالأهلي اليوم في كوريا الجنوبية يلعب على نهائي دوري أبطال آسيا للمحترفين أمام أولسان الكوري في مباراة تجاوز فيها الأهلي الجغرافيا وعبر المحيطات من أجل كتابة تاريخ جديد ما هو إلا امتداد لتاريخ عريق لهذا الفريق الذي ولد كبيراً وبطلاً على خلاف بقية الأندية السعودية. وللذين استكثروا على الأهلي أن يصل لنهائي أكبر بطولة في القارة التي تمثل نصف العالم يبدو أنهم يجهلون أو يتجاهلون تاريخ الأهلي الذي عرّف الأندية السعودية ما هي بطولة آسيا، فهو أول فريق سعودي لعب على نهائي هذه البطولة قبل 26 سنة أمام دايو الكوري في جدة. الذين اعتقدوا أن الأهلي صغير وأن إقصاءه للاتحاد في مباراة الإياب التي وصفت بهزيمة القرن لم يكونوا سوى إما جاحدين أو جهلة بتاريخ الكرة السعودية .. إن عودة الكرة الأهلاوية للواجهة والمنصات لاشك أنها أقلقلت مضاجعهم وهاهي شمس الأهلي تعود إلى الذهب وهي أصلاً لم تغب عنه لكن وصول الأهلي للنهائي القاري لاشك أنه جاء من خلال عمل رجال مخلصين كان على رأسهم الأمير الرياضي الخلوق خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز الذي صبر وظفر .. وتحمل على كاهله كل الضغوط النفسية والمالية وصبر حتى أقرب المقربين لكنه في النهاية لا يصح إلا الصحيح ومن حقه اليوم أن يفاخر بالأهلي وبجماهيره الوفية .. فالأمير خالد لم ينس في يوم من الأيام وقفة الجماهير الأهلاوية مع فريقها فهو لم يصل إلى قلوب الأهلاويين من باب الصدفة، إنه أهلاوي حتى النخاع منذ أن كان طالباً في الجامعة ومنذ أن وضع فيه رائد الأهلي والرياضة السعودية الأمير عبدالله الفيصل تغمده الله بواسع رحمته ثقته في الأمير خالد ونصبه رئيساً للنادي وهو في ريعان شبابه ومن يومها كان خالد بن عبدالله الرجل المتواضع والصبور عاشقاً للأهلي وقف مع كل الإدارات .. من حق خالد بن عبدالله والذي أعاد الأهلي بجهده وماله وصحته ووقته أن يفاخر بالأهلي هذه المؤسسة الرياضية التي بناها عبدالله الفيصل وأخلص لها الكثير من الرجال الأوفياء .. نعم من حق خالد أن يفاخر بهذا النادي العملاق الذي شمل كل الألعاب وهو اليوم يمثل الكرة السعودية في أكبر بطولة قارية كروية مؤهلة لبطولة أندية العالم .. حتى قبل سفر الفريق بساعة واحدة كان الأمير خالد مع اللاعبين في مقر النادي يتابع أدق التفاصيل .. واليوم كل أنظار 20 مليون سعودي وكل عشاق الكرة العربية تتابع اللقاء التاريخي ظهر اليوم أمام أولسان والدعوات تتابع الأهلي بالتوفيق .. ولا عزاء للحاقدين. إن الذين استصغروا الأهلي عليهم أن يصمتوا اليوم فالأهلي تاريخ وبطولات، واليوم بإذن الله سوف يضع لاعبو الأهلي الدرة الآسيوية على تاج هذا النادي الملكي بشرط أن يتعامل اللاعبون وجاروليم بنفس الروح الرجولية التي لعبوا بها أمام الاتحاد ومن قبله أمام الجزيرة الإماراتي ولخويا القطري وسباهان الإيراني .. إن الأهلي الذي تجاوز كل الضغوط النفسية في مباراة الإياب أمام الاتحاد قادر بإذن واحد أحد أن يجيد التعامل مع أولسان الكوري اليوم ولاشك أن المدرب جاروليم أصبح يحفظ كل صغيرة وكبيرة من إمكانيات كل لاعب ولاشك أنه ذاكر وقرأ ما بين السطور في كل تفاصيل أولسان .. المهم أن يلعب الأهلي على عامل الزمن وكلما سارت المباراة والنتيجة 00 فالأمور ستبقى بيد الأهلي .. والكرة الكورية محفوظة عند السعوديين وأتمنى ألا يرتكب الأهلي غلطة الهلال مع أولسان بفتح اللعب ولابد من تأمين الأمور الدفاعية خاصة وأن أولسان سيلعب تحت الضغط الجماهيري على ملعبه وعندها يستطيع الأهلي من خلال تأمين مناطق الخطر أن يخطف أهدافا من كرات مرتدة خاصة وأن الأهلي يملك مهاجمين سراعاً وخطافين أهداف مثل فيكتور وعماد الحوسني ومن خلفهم تيسير الجاسم ولاشك أن جاهزية عبدالرحيم الجيزاوي والمحياني تريح نفسية جاروليم .. وإذا كان غياب الظهير الأيسر الخلوق منصور الحربي إجبارياً فإن الأهلي بحاجة ظهير يدافع أكثر مما يهاجم ولاشك أن كامل الموسى أو المسعد سوف يؤدي الأجهز منهما الدور .. أما المغامرات الهجومية المبكرة فقد تعطي الكوريين ميزة الهجوم والمطلوب من الأهلي على الأقل في الشوط الأول عدم مجاراة السرعة الكورية التي قد يستنفد فيها لاعبو الأهلي مخزونهم اللياقي. الكل يعرف أن أولسان فريق جيد ولكنه ليس برشلونة أو ريال مدريد، والجميع يعلم أن الكرة السعودية منتخبات وأندية كعبها عالٍ على الكرة الكورية .. والمطلوب التعامل بالمنطق والعقل والاحتفاظ بالكرة أكثر وقت ممكن .. وطالما أن الطموح موجود فإن التفاؤل أكبر .. ولاشك أن وصول الأهلي بحد ذاته إنجاز كبير للأهلي الذي قد يمنح الكرة السعودية أربعة مقاعد ويضع الأهلي في مقدمة الأندية العربية من حيث التصنيف الدولي .. ومن حق كل أهلاوي أن يتفاءل بالكأس الآسيوية وليس الموضوع بالمعجزة فالأهلي هزم فرق أقوى من أولسان .. ومن حق عروس البحر الأحمر جدة أن تزهو بقلبها الأخضر اليوم .. ومهما ابتعدت الأميال وابتعد الأهلي عن النظر فيبقى في القلب ليس في قلوب جماهيره فقط ولكن في قلوب كل الأوفياء من الكرة السعودية .. ولا عزاء للحاقدين.