أصاب بالدهشة والعجب عندما اقرأ خطط الدراسة بأقسام العلوم الإنسانية بالجامعات السعودية ولا أتعجب من كثرة المواد ، وإنما من عدم وجود مادة باسم مادة الأدب الشعبي ، فعندما يتصفح القاري أو الدارس أو المطلع خطة الدراسة يجد مواد الأدب الموزعة على الفصول الدراسية والتي تنحصر في الأدب الإسلامي والأدب العباسي وأدب بني أمية وعصر صدر الإسلام والأدب الأندلسي والأدب العربي والأدب العربي الحديث والأدب السعودي ... وهذا جميل أن ندرس تراث كل أمه لنتعرف على حضارتها وما كانوا علية من ازدهار فكري وتنوع ثقافي ، ولكن أدبنا السعودي في الجامعات لا أجد إلا بعض الأسماء المكررة وبعض المقتطفات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ثقافي وفكري ، والعجب العجاب أننا لا نورد فصلا في أدبنا السعودي يختص بدراسة الأدب الشعبي من حكايات وروايات وأساطير شعبية وقصائد وألوان شعبية فبلادنا تزخر بالفنون الشعبية الجميلة وتمثل تاريخ عريق يحكي عن أجيال نشأت وترعرعت على ارض الجزيرة العربية.. ناهيك عن وجود مادة مستقلة تعنى بدراسة الأدب الشعبي ، فكيف بنا أن ندرس تاريخ الأمم وأدبياتها ونفتخر بما كان لديهم ونترك تراثنا الذي شابة الكثير من الشوائب بفعل الدخلاء والمتطفلين. أليس حري بنا آن ندرس أدبنا الشعبي بكل فنونه ونتعرف على خصائصه ورواده ونربط الأجيال بتراثهم وحضارتهم وأصالتهم. فدول العالم المتقدم كألمانيا تُدرس أدبها الشعبي في مختلف مراحل التعليم. فكيف نرقى ونحن لم نرجع إلى الأصل في كل أمر ، وكيف نتقدم وتراثنا يندثر ، وكيف نحافظ على القيم وكيف نزرع تلك الاصاله وذالك الإرث الكبير في نفوس شبابنا الذي يبحث عن ذاته في نصوص ونفوس الغير. وكيف نرتقي ونحن نفتخر بان لدينا التراث والحضارة ولدينا كل المقومات ولم ندرك إننا لن نتقدم ونحن نفتخر بما ترك لنا ، لا يكفي لحماية التراث وتعميمه وجود جمعيات للثقافة والفنون وكذلك وجود عرس ثقافي تراثي اسمه الجنادرية ، فذلك لا يكفي ، لابد من دراسة أدبنا الشعبي بكل فنونه وخصائصه وأدبياته ورواده دراسة تحليلية نقدية ، لنفخر بما لدينا ونفتخر بما ترك لنا.... ألا يجدر بنا ربط الماضي بالحاضر والمحافظة على تراثنا وأصالتنا لنقول عندما نرتقي كنا ومازلنا محافظين على تراثنا وأصالتنا. فمتى أرى أدبنا الشعبي يدرس في مراحل التعليم لمختلفة متى يا تُرى أرى ذالك؟؟؟؟..؟ اسأل الله ان يصلح الحال والى الله المشتكى.