هكذا هي سُنّة الله في خلقه، يموت قائد ، ويأتي قائد ، وقطار الحياة يسير بتوفيق الله ورعايته. ومن نِعم الله علينا في هذا الوطن أننا نُفجع بموت مَنْ نُحبُّه ، ولكن الله يعوِّضنا خيراً فيمن فقدنا. لقد خيَّم الحزن والأسى على كل مواطن في السعودية بل إنه عمَّ دول العالم بفَقْد نايف الأمن والسلام ؛ فقد كان -رحمه الله- القائد الملهم ، سديد الرأي ، لين الجانب ، صادق القول ، قوي الشكيمة ، لا تأخذه في الحق لومة لائم ، نصير الضعفاء ، قاهر الأعداء ، نايف العز والكرامة .. الجميع يشهد على أننا عشنا في عهده أمناً لا يضاهيه أمن في أي من بلاد العالم ، وقد شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء ؛ فرحم الله الفقيد برحمته الواسعة ، وأسكنه فسيح جناته (وإننا على فراقك يا نايف لمحزونون). لكن عزاءنا بعد رحيله أن مَنْ تحمَّل المسؤولية بعده ، ومن وضع خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- ثقته بهما هما (سلمان الخير والرقي والإخلاص ، وأحمد الشهم الأبي) ، هما من شارك الفقيد مسؤولياته ، وسيواصلان المسيرة -بإذن الله تعالى- بما رسمه الفقيد من خطط أمنية وغير أمنية مميزة. إننا نفخر بهذه الشجرة المباركة من آل سعود ، ونحمد الله أن مَنّ على هذا الوطن بقيادته الحكيمة ، ولا نشك مطلقاً في مقدرتهم في سد الفراغ عندما يموت قائد منهم ؛ فكلهم أمناء على هذا الوطن ومن يعيش على ثراه ؛ فتهنئة لكل الشعب السعودي بالأميرَيْن سلمان وأحمد على الثقة الملكية الغالية ، ونسأل المولى -جلَّت قدرته- أن يعينهما على مواصلة ما رسمه لهما مَنْ سبقهما في هذه المسؤولية . وفَّق الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لكل خير ، وأعانه وإخوانه على قيادة الأمة ، وسدَّد خطاهم على دروب الخير والعطاء ، وحفظ الله لهذا الوطن أمنه واستقراره ورخاءه.