من بديهيات الإعلام وشفافيته وحرية الكلمة فيه أن تتحدث بما تراه لكن ما ليس صائباً ولا مقبولاً أن يتم استغلال مثل هذه الآراء لتقريع نجاحات الآخرين ومعاداتهم وتقديمهم في إطار أسود غير ذاك الإطار الأبيض الذي يؤمن بحقيقته المنصف فيما ينال السخط كل السخط من آخر لا يؤمن بشيء أكثر من تعصبه لناديه المفضل. وفي مجالنا الرياضي هناك الغث والسمين والصالح والطالح لكن الفرز السليم والصحيح بات محكوماً بقرار القارئ والمشاهد ذلك أن الاثنين معاً يملكون المقدرة في تحديد الأماكن وتحديد من يمثلها إن كان بالرأي المكتوب أم كان بلمحة عابرة لما تحتويه تلك البرامج الحوارية التي تحمل النقيضين معاً الفكر الهادف والنقد الهادم. بالطبع لكل وسيلة إعلام أسلوبها في ما تراه مناسبا للمتلقي وبالتأكيد الكل في الوسط الرياضي لا ينشد المثاليات المصطنعة والرسمية القاتلة في الطرح والنقاش والحوار المتبادل لكنه ينشد الاتزان والإنصاف مثلما ينشد الإثارة المقبولة التي لا تنحاز ولا تتجاوز ولا تمارس الإسقاط والشتيمة والعبارات التي قد تصل حد التأثير على الرأي العام الرياضي وأخلاقياته. سنوات ونحن بين ما نقرأ ونسمع ونشاهد لانزال نكرر ذات الأسلوب نكرر الخطأ .. ندون بحروف التعصب ونتحدث بعباراته ولا نهتم بأي أمر آخر سوى الاهتمام بإشباع رغبة الانتماء العاطفي للفريق المفضل على حساب البقية. نتجادل بالكلمات .. نتصارع بالعبارات .. نقسوا .. وفي الأخير سرعان ما يأتي وعي المدرجات لكي يكشف القناع عن أقلامنا وقناعاتنا وعن كل تلك الآراء التعصبية التي هزمنا بها المهنة الإعلامية قبل أن نهزم بها منطق الحقيقة. ها هو الموسم الرياضي ينتهي رسميا ولا نعلم هل سيكون لنا وقفة جادة مع هذا الخطأ الجسيم الذي بات يفترش كل مساحاتنا وبرامجنا حتى نذيب كل ترسباته في بوتقة المهنية التي تتعاطى مع الحدث بموضوعية وتنقله وتحلله بوعي؟ هنا يبقى السؤال الكبير مفتوحا إلى أن يجد الإجابة أعني تلك الإجابة التي تسهم في خلق مناخ إعلامي مختلف ومتطور وصادق وموضوعي نعلن من خلاله الشراكة الحقيقية التي تدعم الرياضة وترقى بمنافساتها إلى أن تصل حيث النتائج والإنجازات التي نحلم بها ونتطلع إليها ونتمنى بزوغ نورها الساطع. نعم لا يجب أن نلغي كل الآراء أو نطالب بكبح جماح الحرية في أوراقها المكتوبة لكننا نتمنى في ذات السياق معاينة إعلام راق محترف منصف يتجاوز سفاسف الأمور ويرتكز على إيجابية الطرح والرؤية والكلام الموزون ، فهيا معاً نعلن بالصوت الواحد رسم اللوحة المشرفة لهذه المهنة حتى تكون في قادم الأيام مغايرة ومختلفة وجميلة وداعمة للعمل لا أن تستمر معول هدم في أركانه . ياسر القحطاني .. أسامة هوساوي .. عيسى المحياني .. أحمد الفريدي بعضهم غادر توليفة الهلال وبعضهم الآخر في الطريق. السؤال لماذا قررت هذه الأسماء الرحيل ولماذا تعذرت بالظروف ، بل إن السؤال الأكثر أهمية يكمن في ماذا يمكن لهؤلاء أن يقدموه في مشوارهم الجديد. الهلال ليس بالفريق المتواضع ومثلما صنع وهج النجومية لهذه الأسماء لن يعجز في أن يصنع ما يضاهيها طالما أنه المعين الذي لا ينضب .. وسلامتكم.