إن من توفيق الله سبحانه أن سخر الصحف الالكترونية ليشهد الوطن حراكا ثقافيا , يحظى فيه جميع المثقفين بطرح أرائهم لإثراء النقاش الممتع والمفيد . إن جناية وسيطرة الصحف الورقية التي مارستها طوال عقود من الزمن بالسماح لظلها أن يتسع فقط لعدد محدود من الكتاب (سمهم إن شئت بتيار) الليبراليين , الذين شوهوا وزورا فكر المجتمع , فليس لهم هم إلا الانتقاص من ثوابتنا الدينية والأخلاقية قد انتهى , وحل محله العدل الذي قدمته الصحف الالكترونية , التي امتد ظلها ليشمل الجميع, صاحب الشهادة العليا ومن يستطيع تهجئة الحروف, والصغير والكبير, من الشمال إلى الجنوب , ومن الشرق إلى الغرب , إنها مظلة يستطيع الجميع أن يتظلل ظلالها. إن الصحف الورقية شحذت همم كتابها في هجومهم ضد المثقفين وأصحاب الفكر, وهمشت الكثير من العقلاء بسبب أفكارهم المعتدلة المناهضة لأجندة تلك الصحف , وتستطيع التأكد من ذلك عندما تستعرض أسماء ومقالات أولئك الكتاب , ولنأخذ على سبيل المثال لا الحصر بعض الكتاب في الصحف الورقية الذين ساهموا في تشويه الحقائق وهم : تركي حمد التركي الحمد / عبدالله بن بجاد / مشاري الذايدي / عبدالله أبو السمح / محمد بن عبداللطيف آل الشيخ / محمد آل زلفة / ناصر الصرامي / محمد ناهض القويز / بدرية البشر / نادين البدير / محمد بن ناصر الأسمري / عثمان العمير / عبد الرحمن الراشد/ حمود أبو طالب / منصور النقيدان / عبدالله الغذامي / حسن فرحان المالكي / قينان الغامدي / عبدالله بن بخيت / جمال خاشقجي / يحيى الأمير / عبده خال / محمد المحمود / يوسف أبا الخيل / فارس بن حزام / عبدالله الكعيد / ناهد باشطح / سهيلة زين العابدين / تركي الدخيل / حسناء القنيعير / خلف الحربي وغيرهم. وتقوم تلك الصحف الورقية بمهمة التحصينات الدفاعية للحماية والدفاع عن هؤلاء الكتاب بعدم نشر الرأي الأخر , حتى في النسخة الالكترونية منها يتم حجب الآراء المخالفة لتوجهات الكُتاب والصحيفة. نعم إن الصحف الالكترونية هي نبض الشارع , والمجس الحقيقي لتوجهات المجتمع وأفكاره ومعتقداته , لن نحرق أعصابنا ونعكر مزاجنا بعد اليوم بقراءة مقال فيه تجني على حقوقنا وثوابتنا , فمن يقرأ مقالا فله أن يعلق ويقارع الحجة بالحجة , وأن يفحم بالدليل النقلي والعقلي , ويبين فساد ما جاء به الكاتب , إن منهج مقارعة الحجة بالحجة هو منهاج واضح في دعوة الرسل عليهم الصلاة والسلام , وهو السبيل للرقي بالمجتمع وعدم الوصاية لفئة على عقله وحرية تفكيره ولنتمعن في قول الله سبحانه وتعالى : ( اَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258 إننا علي يقين دائما وابدأ بأننا سنترصد لكل فاقدي منطق الحروف ومنطق المقارعة بالحجة , فقد ولى زمن التقوقع والسكوت عن تلك الصحف الورقية , وأولئك الكتاب الذين ينصرفون عن لب الموضوع إلى حيلة العاجز , ولن تسعفهم حروفهم الهزيلة في إضلال المجتمع. انه لينتابني شعور الفرحة عندما أقرء تعليقات القراء على المقالات التي تنشر في الصحف الالكترونية , والتي تدل على إن روح جديدة بعثت لإحياء ذلك الجسد الذي كاد أن يموت , ولم يكن ذلك ليتحقق لولا فضل الله ثم تلك الصحف الالكترونية .. أتمنى التوفيق والسداد لجميع القائمين على الصحف الالكترونية.