تحت العنوان أعلاه كتبت مقالاً قبل عشرين عاماً بعد قرأت إحصائية مروعة عن حوادث المرور بالمملكة ، وفي نهاية عام 1428ه ذكرت إحصائية أن المخالفات المرورية بجدة لوحدها بلغ مليوني مخالفة وتجدد الأمر بعد سنتين حيث ذكر أن أكثر من مليوني مخالفة لعام 1430ه سجلتها إدارة مرور جدة و ذكر حينها مسؤول كبير أن هذا معدل عالٍ جدا ونحن ننظر إلى انخفاض معدل الحوادث بشكل اكبر من الأعوام السابقة ، مشيراً إلى أكثر من 6000 شخص توفوا بسبب الحوادث المرورية خلال ذلك العام الماضي ، وبالأمس كشف سعادة مدير مرور جدة العميد محمد بن حسن القحطاني عن إصدار مليوني مخالفة مرورية في العام الماضي . أي ان المعدل هو لم يتغير وكنا على مدار ثلاثة عقود نتناول الهم المروري مرحلة مرحلة نعترف ان هنالك تطوراً ملحوظاً في تطوير معاملات المراجعين وفي اعداد الصالات وتطوير الكوادر والدعم المالي والمفتوح ، وبين مقالة كتبتها قبل عقدين تقريباً من أن المرور لازالوا يقومون بدور ( فزاعة ) وآخرها مقالة قبل اشهر عن برنامج ( ساهر ) والحقيقة ومع تقديري الخاص لكافة القائمين على هذا المرفق الحيوي سواء في هذه المحافظة الحيوية او على مستوى المملكة لم اعد أكترث بما اسمعه من حلول لأن الواقع لا يشير إلى مساحة من الحلول الناجعة ، فلا زال العك المروري ولا زالت الحوادث في تصاعد مخيف والمخالفات هي هي والعديد من السلبيات وعدم وجود حلول ناجعة حتى مع ما سخرته الدولة يومها من إمكانيات فنية وبشرية وابتعاث وخلافه وطالبت بضرورة التطوير الذي كنا ننشده ، ومما حز في النفوس وكسر كل مجاديف الأمل اطلعت على تقرير قبل فترة جاء فيه (حوادث السير في العالم العربي تخلف 40 ألف قتيل سنويا حيث قالت المنظمة العربية للسلامة المرورية إن حوادث السير في العالم العربي تخلف سنوياً 40 ألف قتيل . ويناقش خبراء من عدة بلدان سبل توعية السائقين الشبان لتفادي حوادث السير . ويقول الخبراء إن معدلات الحوادث لدى الشبان مرتفعة بسبب الإفراط في السرعة والمجاوزة الممنوعة والموسيقى الصاخبة في العربة وحالات السكر واستعمال الهواتف وعدم ربط أحزمة الأمان . وبين تلك الأرقام المجحفة والمخيفة وما تقوله الأرقام الرسمية المحلية عندنا والمحدثة والتي لاتكذب أن خسائرنا من حوادث المرور في العام الواحد هي : 13 مليار ريال خسائر مادية سنويا و 9ملايين مخالفة سنويا و 18 حالة وفاة يومياً وحالة وفاة كل ساعة ونصف الساعة وإصابة أو إعاقة كل ربع الساعة وبلغ عدد الحوادث المرورية العام الماضي 485931 حادثاً مرورياً وعدد الوفيات العام الماضي 6458 حالة وفاة ، أي هناك 13 حالة وفاة لكل 1000 حادث . والذي اعلمه ويدركه كل متابع بل حتى العوام أن إحصائيات حوادث المرور كانت في متناول الجميع ومنذ أكثر من عقد من الزمان ، ورغم فداحتها إلا اننا نجدها للأسف في إزدياد وكأننا في حروب طاحنة على كافة الجهات ، وكلما يحدث اللهم أطروحات تنظيرية لم نلمس لها أثراً ملموساً على أرض الواقع ، رغم الوعود والبرامج والحملات التي نسمع بها بين فينة وأخرى ، فقتلى الحوادث تفوق 14% مما يجري في العالم العربي ، إذاً للأسف اجندة الإدارة العامة للمرور في وادٍ والواقع في وادٍ آخر ، أتمنى أن تكون برامجها اكثر جدية تكون رافداً من روافد الدعم وأن لاتكون إحصائياتها مجرد ارقام كتلك الإحصائيات والتي نمر عليها مرور الكرام دون أن نوظفها لتكون قاعدة بيانات نحو رسم خطط مستقبل أكثر إشراقاً ، ونعترف في ذات الوقت بأننا لازلنا في حاجة ماسة لتكاتف جميع المرافق ذات العلاقة لنتخلص من وصمة الفزاعة والمحصلات المرتاعة . في الختام استهليت هذه المقالة بإحصائية مخالفات مرور جدة لما اعرفه عن هذه الإدارة من جدية وحسن نظرة مستقبلية وتقبل النقد بكل رحابة صدر بل الذهاب الى ماهو أكبر من ذلك لما فيه الصالح العام ، وقريباً نتحدث عن المآسي التي تسببها رسوم تلك المخالفات على الاسر السعودية هذا وبالله التوفيق .