على مدار ثلاثة عقود ونحن نتناول الهم المروري مرحلة مرحلة نعترف ان هنالك تطوراً ملحوظاً في تطوير معاملات المراجعين وفي اعداد الصالات وتطوير الكوادر والدعم المالي والمفتوح ، وبين مقالة كتبتها قبل عقدين تقريبا من ان المرور لازالوا يقومون بدور ( فزاعة ) وآخرها مقالة قبل اشهر عن برنامج ( ساهر ) والذي جاء في تعريفه أنه نظام آلي لضبط وإدارة الحركة المرورية باستخدام نظم إلكترونية تغطي المدن الرئيسية في المملكة ، والحقيقة أنني اصبحت غير مكترث بما اسمعه من حلول لأن الواقع لا يشير إلى مساحة من الحلول الناجعة، فلا زالت الحوادث في تصاعد مخيف و العديد من السلبيات وعدم وجود حلول ناجعة حتى مع ما سخرته الدولة يومها من إمكانيات فنية وبشرية وابتعاث وخلافه وطالبت بضرورة التطوير الذي كنا ننشده. واليوم وبعد مرور ثلاثة عقود وبعد أن مرت الإإدارة العامة للمرور بعدة مراحل وتجارب مريرة كان من بينها ( الدمج ) والذي افقد المرور في فترة من الزمن شيئاً من توازنه ومما حز في النفوس وكسر كل مجاديف الأمل اطلعت على تقرير بالامس جاء فيه (حوادث السير في العالم العربي تخلف 40 ألف قتيل سنويا حيث قالت المنظمة العربية للسلامة المرورية إن حوادث السير في العالم العربي تخلف سنويا 40 ألف قتيل. وقال أمين عبد الحميد سعيد نائب رئيس المنظمة العربية للسلامة المرورية متحدثا إلى مؤتمر دولي عن (أخطار السياقة عند الشبان) أن 60% من ضحايا حوادث في العالم العربي والبالغ عددهم 40 ألفا سنويا هم من الشبان ويناقش خبراء من عدة بلدان سبل توعية السائقين الشبان لتفادي حوادث السير. ويقول الخبراء أن معدلات الحوادث لدى الشبان مرتفعة بسبب الإفراط في السرعة والمجاوزة الممنوعة والموسيقى الصاخبة في العربة واستعمال الهواتف وعدم ربط أحزمة الأمان. وبين تلك الأرقام المجحفة والمخيفة وما تقوله الأرقام الرسمية المحلية عندنا والمحدثة و التي لاتكذب أن خسائرنا من حوادث المرور في العام الواحد هي : 13 مليار ريال خسائر مادية سنويا و9 ملايين مخالفة سنويا و 18 حالة وفاة يومياً و حالة وفاة كل ساعة ونصف الساعة و إصابة أو إعاقة كل ربع الساعة و بلغ عدد الحوادث المرورية العام الماضي 485931 حادثاً مرورياً و عدد الوفيات العام الماضي 6458 حالة وفاة، اي هناك 13 حالة وفاة لكل 1000 حادث. والذي اعلمه ويدركه كل متابع بل حتى العوام أن إحصائيات حوادث المرور كانت في متناول الجميع ومنذ أكثر من عقد من الزمان ، ورغم فداحتها إلا اننا نجدها للأسف في ازدياد ، و كل الذي يحدث ماهو إلا أطروحات تنظيرية لم نلمس لها أثراً على أرض الواقع ، رغم الوعود والبرامج التي نسمع بها بين فينة وأخرى ، فقتلى الحوادث تفوق 14% مما يجري في العالم العربي ،إذاً للأسف اجندة ادارة عام المرور في واد والواقع في واد آخر أتمنى أن تكون برامجها اكثر جدية تكون رافدا من روافد الدعم وأن لاتكون إحصائياتها مجرد ارقام كتلك الإحصائيات و التي نمر عليها مرور الكرام دون أن نوظفها لتكون قاعدة بيانات نحو مستقبل أكثر إشراقا، و نعترف في ذات الوقت باننا لازلنا في حاجة ماسة لتكاثف جميع المرافق ذات العلاقة لنتخلص من وصمة الفزاعة والمحصلات المرتاعة هذا والحديث موصول عن قرب بإذن الله وذلك لما فيه الصالح العام وبالله التوفيق.