لماذا اكتب عن أسواقنا الشعبية؟!.. المعاناة هي التي جعلت كاتبكم يكتب.. معاناة الناس في هذه الأسواق.. معاناة أوضاع هذه الأسواق.. معاناتهم أيضا من تفتيتها والقضاء عليها.. هناك من يلوي ذراع المواطنين في هذه الأسواق.. يخرب و(ينغص) حياتهم.. الأسواق الشعبية جزء من ذاكرة الناس.. وثقافتهم المحلية.. واجهة للأجيال والتغيرات.. ومؤشر للكثير من القراءات. الأسواق الشعبية تعتمد على مسيرة حياة العامة.. هم الذين أسسوا.. شجعوا.. سوقوا.. وتسوقوا.. تفتيت الأسواق الشعبية يعني فشل فهم واقع الناس.. فشل تحقيق متطلباتهم.. وفشل المحافظة على طابع هذه الأسواق المألوف.. اختاره وارتضاه الناس.. اجمعوا على قبولها.. تحقق لهم بعدا نفسيا واجتماعيا واقتصاديا مريحا. الأسواق الشعبية لعامة الناس.. لا يملكها فرد.. البعض يراها جزءا من ممتلكاته الخاصة.. يسمحون ويمنعون وفقا لنزواتهم.. يرون ما لا يراه الناس.. هل هي عندهم أشبه بوجود خطر يهدد الأمة؟!.. يقررون مستقبل السوق والناس.. وفقا لملاحظات وخواطر قاصرة.. يتجاهلون خصائص ومتطلبات المجتمع.. يخلقون المعاناة ب(محاربتهم) هذه الأسواق. هل يعتقدون أن مرتادي هذه الأسواق غثاء ورعاع يسيء للأمة؟!.. هل يرون أنفسهم أوصياء على نشاط الناس؟!.. يدمرون أي شيء لا يروق لهم.. يعتقدون أن الحكمة في أيديهم. هذا ما جعلني اكتب عن الأسواق الشعبية.. تتهاوى بين أيدينا.. ليتشرد ناس هذه الأسواق.. يعززون فقرهم.. ومعاناتهم.. ومكابدتهم.. وقلة حيلتهم.. اتقوا الله في هؤلاء المواطنين.. الناس هم الذين يقررون الأفضل لهم.. هذه الأسواق جزء من الأفضل.. ما ترونه انتم في مكاتبكم عن هذه الأسواق غثاء وأذية. وهذا سوق الخميس بالاحساء.. وهذا سوق واقف بالقطيف.. وهذا سوق الحراج بالدمام.. وهناك أسواق أخرى بالمملكة.. أسواق شعبية مطاردة من كل مسئول لا يروق له أشكال ونشاط هؤلاء الناس.. هل يرونهم تخلفا ؟! هذا ما جعلني اكتب عن الأسواق الشعبية، نقاطا من فيض واسع.. في النهاية، لا نحتج على ما يجري فقط، ولكن نحاول رفع القهر والبهدلة .. ونمد أيدينا لنقول.. توقفوا عن إقصاء الأسواق الشعبية وإهانتها.. الناس في حاجتها وسيظلون. للأغنياء أسواقهم الفخمة.. المكيفة.. بمواقف نظيفة.. وحرس خاص.. وإدارة ترعى وتحمي وتراقب.. من حقهم الاستمتاع بهذه الأسواق الفخمة.. لكن ماذا عن الأسواق التي اختارها الناس في المساحات الفراغ في المدن وحولها عبر التاريخ؟! الأسواق الشعبية تساند وتعطف على الفقراء .. والمحتاجين.. الذين يرون أنفسهم جسما غريبا في تلك الأسواق المغلقة الحديثة.. الأسواق الشعبية تعبر عن واقع اقتصادي لفئة كبيرة من المواطنين.. هل يخشون أن تفضح المستور؟! اجزم.. لن يستغلها الناس للسكن.. في ظل تنامي أسعار الأراضي والمساكن الفاحش.. يتنقل الناس من سوق إلى آخر.. بحثا عن الرزق في هذه الأسواق المفتوحة.. يبيعون بضاعتهم الزهيدة.. التي لا تروق للبعض؟! وهذا أخيرا سوق واقف في القطيف.. تنادوا لمحاربته بطريقتهم المعهودة.. قرروا نقله إلى سوق الخميس في المدينة.. سلوك متعجرف وعدواني.. يخلق المعاناة لسوق الخميس وأيضا سوق واقف.. كيف يقبلون بهذا التهريج؟!.. ناس (تبسط) في الصباح وآخرون بعد الظهر.. قصة تدل على خواء المسئول.. (تنزيلات).. (سوقين) في سوق واحد. يسروا مجال العيش للناس، وليس مطاردتهم .. إليكم مقاطع من كلام المواطنين عن سوق واقف الذي يحاربون.. كلام ورد في جريدة اليوم.. لا يسمعونهم.. هل أصبح الناس نكرة في كل مكان؟!.. لا يؤخذ رأيهم.. ولا يسمع كلامهم.. هل هم أوصياء على خلقه في هذه الأسواق؟! يرتاده الناس حسب قول احد المواطنين ..[بسبب تنوع بضاعته وتدني الأسعار مقارنة بالأسواق الأخرى].. وآخر يقول : [اشتهر السوق بتجارة السلع والمنتجات اليدوية البسيطة، والملابس الشعبية، وبعض الحلويات، والأقمشة، وأدوات المطبخ والزينة، والأجهزة الكهربائية، وبيع الخضار والأسماك، وبيع الأحذية والكماليات، والأدوات الصحية والمنزلية، التي تتوفر في السوق بكميات كبيرة]. ويضيف آخر: [السوق اكتسب سمعة واسعة بين مرتاديه من الجبيل، والدمام، والاحساء، والخبر، وأبناء دول الخليج، الذين يسعون للتبضع من السوق لتدني أسعاره].. ويصفه احدهم : [يعد السوق مهرجانا احتفاليا.. فهو يعتبر معلماً من معالم السياحة في القطيف.. وان عوائده التي يجنيها أصحاب البسطات من عملهم جيدة]. وبعد، للأسواق الشعبية أهل يجب إشراكهم في أي قرار.. تنظيم هذه الأسواق لا يعترض عليه أحد.. لكن قطع أرزاق الناس وأذيتهم في هذه الأسواق الشعبية هو الضرر بعينه.. ويستمر المقال بعنوان آخر.