لا أحد يتصور مدى فرحتي عندما اطلعت على الصفحة الخامسة من عدد جريدة اليوم بتاريخ 4 محرم 1433ه. فقد رأيت أجمل صور التلاحم و الوفاء بين الشعب و القيادة. رأيت سيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية يستقبل وفدا من أبناء هذا الوطن قادمين من محافظة القطيف. و قال لهم سمو الأمير....مشاعركم ليست غريبة فمعروف عنكم الولاء للقيادة. هذه الكلمات البسيطة تكفي لإسكات كل مشكك في اللحمة الوطنية السعودية. و لكن ماذا عن القطيف؟. بعد قراءة الصفحة بدأت أجول بخاطري في شوارع القطيف و أتذكر أحاديثي مع زملائي من القطيف. تذكرت عندما أذهب و يذهب غيري لرؤية القرقيعان في القطيف. كنا نرى كل شيء منظما. و الكل يبتسم. و الشباب الصغار يتعاونون. كانوا يرحبون بالكل و يعطون الصغير و الكبير كيسا يحتوي على أنواع من الشوكولاتة و العصير و أنواع من الحب (الفصفص). و عندما أقول لا أريد. فقد كبرت على القرقيعان...فيأتي الرد من الطفل المبتسم....القرقيعان للصغير و الكبير. و تذكرت عندما أذهب لأحد المعارض التي تقام لعرض اللوحات الفنية و الأشغال اليدوية في أي مكان في المملكة. فأجد لوحات رسمتها أنامل شباب و فتيات من القطيف يوازي جمالها أفضل اللوحات العالمية. فالقطيف مليئة بالمواهب الكثيرة. و تذكرت زملائي من أصحاب الشركات من جميع أنحاء المملكة عندما يقولون لي إن شباب و فتيات القطيف من أكثر الأيدي العاملة محافظة على الدوام و من أكثرها نشاطا. لا يشتكون من ضغط العمل. و عندما يأتي زملائي من الرياض فأول شيء يريدون الذهاب إليه, هو سوق القطيف للأسماك. أنا لا أعرف لماذا شراء السمك من أسواق القطيف له طعم مختلف؟. و عندما يأتي حصاد أي محصول في القطيف فترى في إنتاج القطيف شيئا من الطعم اللذيذ. هذه أرض القطيف و هؤلاء هم شباب و فتيات القطيف. الوطن غالٍ و لا يوجد عليه مزايدة. و بغض النظر عن ما حدث. فأنا أعتبرها سحابة صيف و تبخرت. لأن اللحمة الوطنية لدينا جبل شامخ لا تهزه الرياح. قيادتنا حكيمة لا تؤثر فيها مجموعة من الشباب الخارجين عن القانون والنظام . و شعبنا يعلم من الصديق و من العدو. نحن شعب واحد. ذو دين واحد. و تحت نفس المظلة. و لن تستطيع أي قوة مهما بلغت أن تفرق بيننا. [email protected]