جرى حوار بين أغاثا كريستي وأختها الوحيدة مادج كان بمثابة تحدي دفعها فيما بعد إلى التربع على عرش القصة البوليسية إذ قالت لها أختها: لم يولد بعد الكاتب البوليسي القادر على مفاجأتنا حتى النهاية فمن منتصف القصة أستطيع أن أعرف القاتل وانبرت أغاثا تقول: لكني قادرة على كتابة قصة لا يمكنك أن تكتشفي القاتل إلا في النهاية وكانت رواية ( لغز جريمة ستايلس ) وهي أول عمل يقبله الناشرون ولم تنفق سنوات كثيرة من عمرها حتى أصبح لديها رصيد مرتفع من القراء والمعجبين والمتحمسين فعندما فكرت أن تغير اسمها على كتاباتها بعد طلاقها من زوجها والد ابنتها منعها الناشرون ونصحوها ألا تفعل ذلك حتى لا يحدث بلبلة لدى القراء وسوف يكلفها الأمر الكثير من المال والوقت والجهد حتى تقنعهم باسمها الجديد وتزوجت بعد ذلك من عالم آثار منحها الكثير والكثير من الحب والاهتمام والتقدير إلى حد أنه خصص لها غرفة منعزلة في البيت تنفرد فيها عدة أشهر حتى تنهي كتابا جديدا أو رواية جديدة وتقديرا للحب الذي منحها إياه عالم الأثار قالت جملتها الشهيرة ( إن أهم ميزة في الزواج بعالم أثار هو هذا الاحساس الذي أشعر به فقد كان اهتمامه بي يزيد ويزيد كلما تقدمت بالسن )... مالشاهد في قصتي التي أرويها عليكم اليوم ؟ إنه موقف التحدي الذي وضعت فيه أغاثا كيف أثمر عن نجاح ودفعها إلى التفوق والعالمية.. فما الأسباب ؟ هل لأنها تعلمت ودرست في البيت وعلى يد أمها ..على يد امرأة حنون .. حيث قيل إنها في الرابعة من عمرها بدأت تتقن القراءة والكتابة أهم مهارات التعليم الأساسية ؟! تعرضت طالباتنا في مدارس التعليم العام والأهلي إلى تحدٍ عالمي كبير الأسبوع الماضي كانت الغلبة فيه للمدارس الأهلية... فما معنى ذلك ؟! وما الأسباب التي أدت إلى ذلك؟ أليست واقعة تحتاج إلى دراسة وبحث حتى نعرف الأسباب؟ هل لأن المدارس الأهلية تعلم الطالبة كيف تبحث عن المعلومة وبحرية؟ هل لأن المدارس الأهلية توفر المصادر والمراجع وبحرية؟ هل لأن المدارس الأهلية لديها الامكانيات اللازمة للبحث؟ هل لأن المدارس الأهلية تقدم دوافع للمعلمات ترتقي بهن من خلال التدريب والتأهيل؟ هل لأن المدارس الأهلية قائمة على ثقافة التفكير الحر والبحث العلمي الحر؟ هل لأن المدارس الأهلية تخطط.... كيف تمثل بطلابها الوطن وكيف تصل بهم إلى العالمية ؟ هل لأن المدارس الأهلية تهيئ الواقع قبل أن تخرج بطلابها للمسابقات العلمية؟ هل مثل هذه المسابقات تضيئ النقاط التي ينبغي أن نعيد فيها النظر؟ هل مثل هذه المسابقات خطوة أساسية أم خطوة تالية ضمن الواقع والمتغير؟ هل التحدي العلمي دافع للوصول إلى النجاح أم دافع للإحباط والإصابة بخيبة الأمل؟. مالذي ينقصنا حتى لانكون مثلهم ؟! من المسؤول عن هذا الفرق بيننا وبينهم؟