كان لمقالي عن (التدخين والإدمان) الذي نشرته قبل أيام في هذه الزاوية من الصدى ما أشعرني بأن مشكلة التدخين تأتي في مقدِّمة المشكلات التي تعانيها المجتمعات البشرية، ولقد استمعت ممن اتصل بي من الاخوة والأخوات إلى قصص ما كانت تخطر لي على بال، لأنها - كما وصفها أصحابها - تشبه قصص الخيال، ولكنها واقعة رواها من عاناها، وعاشها، واصطلى بنارها، وتبيّن لي أن أكبر مشكلة اجتماعية تحدث بسبب التدخين (الانعزالية) و(الهروب النفسي والشعوري والجسدي) من المنزل، حيث تبدأ بعد ذلك أنماط السلوك المنحرف الأخرى، وجميع من تحدّثوا معي يشيرون إلى ضرورة تفعيل القرارات الرسمية الواضحة التي تمنع التدخين تفعيلاً قوياً، ومعاقبة من لا يطبقها، ونحن نعلم بأن هنالك مرسوماً ملكياً كريماً قد صدر منذ سنوات بمنع التدخين في الدوائر الحكومية والمطارات والمرافق العامة، ومع ذلك فقد أخبرني أحد الاخوة أنه يفاجأ وهو يراجع بعض الدوائر الحكومية بأجواء التدخين الخانقة في بعض الأقسام، كما يشير كثيرٌ من الذين تحدثوا معي تعليقاً على مقالي (التدخين والإدمان) إلى ضرورة وجود موقف حازم من المقاهي التي تعد مأوى المدخنين الأول وفيها يتعرفون على الشيشة والمعسل، وما وراء ذلك من الآفات الخطيرة، وهي مقاهٍ كثيرة بدأت تنتشر وتستوعب الشباب من الذكور والإناث، يطالبون بموقف رسمي واجتماعي حازم من هذه المقاهي لأن أجواءها غير مطمئنة. وهنا أشيد بالموقف الإيجابي المباشر المبادر من (برنامج مكافحة التدخين) في وزارة الصحة، حيث تواصلوا معي مباشرة من خلال رسالة بعث بها إليَّ الأخ الكريم د. ماجد المنيف المشرف على هذا البرنامج، حمل هذه الرسالة إلى الموظفات في هذا البرنامج الأخ لؤي قصَّاص، والأخ عبد الهادي القحطاني اللذان شرحا لي برامج التطوير لهذا القسم في الوزارة، مؤكدين بذلك ما جاء في رسالة د. ماجد، حيث قال: (أشكر لكم مقالكم اليوم وأؤيدكم بأن المشكلة تحتاج إلى تضافر الجهود، وأبشركم بأننا في وزارة الصحة (برنامج مكافحة التدخين) بدأنا بعملية الشراكة مع الجهات ذات العلاقة، سواء الحكومية أو الخيرية، وحتى القطاع الخاص). وأنا هنا باسمي واسم القراء الكرام أشكر د. ماجد على هذا التفاعل والمبادرة وأرجو أن يكون هذا الموقف دليلاً على تطوير في برامج هذا القسم المهم، خصوصاً أن بعض من اتصلوا بي شكوا من ضعف برامج وزارة الصحة في هذا المجال، من حيث الوقاية بالتوعية والإرشاد إلى خطورة التدخين، ومن حيث المعالجة والإصلاح بوضع برامج ناجعة تساعد المبتلين بالتدخين على الإقلاع عنه. إننا بحاجة إلى هذا التفاعل المثمر القوي حتى نصل إلى نتيجة إيجابية في هذا الطريق الطويل، وأقترحُ أن يكون هنالك تفاعل من الجهات الحكومية وفي مقدمتها وزارة الصحة ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم، والتجارة، ووزارة الإعلام في الدعم المعنوي بخطابات الشكر ودروع التقدير والتنويه الإعلامي لمنشآت القطاع الخاص التي بادرت بمنع التدخين في منشأة تجارية تبحث عن الربح. كما كان لبعض الشركات التجارية والأسواق الكبرى دور كبير في منع بيع جميع أنواع (التّبغ). إشارة : عش في الحياة بقلب الحر يسلم من=حقد، ويدعو إلى الإيمان مَنْ شُغِلُوا