ثنائية القطب في السياسة انتهت بموت الاتحاد السوفيتي، أما في الرياضة التي يختلف المفهوم فيها عن الساسة والسياسيين فهي قائمة وستظل قائمة ولن تموت. في إسبانيا ثنائية القمة والهرم والمنافسة على البطولات مملوكة للبرشا والريال، وفي إنجلترا محصورة بين مانشيستر يونايتد وتشيلسي، وإن اختصرت كل الجغرافيا وقرأت تلك الثنائية بعين عربي أصيل لن أخرج من حروف القراءة إلا بالتأكيد على أن الزمالك والأهلي في قاهرة المعز هما الأساس الثابت الذي على غراره تشكلت ملامح القمة مثلما هو حالنا السعودي مع الهلال والاتحاد. في أوروبا وأمريكا وبلاد الأفارقة هناك ثوابت علمتني كيف استنجد بالأرقام كي أصل إلى نبع المعرفة الصحيحة على الأقل في كرة القدم، لكن الغاية هنا ليست غاية التوضيح بالمعطى والرقم لكل ما يختص بالمنافسة وتلك الثنائية التي باتت سائدة في معترك الحياة الرياضية، بل الغاية التي تهمني هنا هي غاية الإنصاف لمن يستحق الإنصاف. محلياً ومنذ أن غاب النصر في الرياض والهلال هو المتسيد، ومحلياً كذلك ومنذ أن تعثرت مسيرة الأهلي في جدة والاتحاد هو المنافس والبطل. ثنائي قال كلمته وتمسك بها فيما البقية حتى وإن بحثوا عن (الشو) أي الأضواء ضاقت بهم المساعي والسبب في أقدام مثقلة إما بهم (الإفلاس) وإما بهموم (الظروف). العام المنصرم الدوري بين هلال واتحاد، وهذا العام نفس المشهد يتكرر والمنافسة اتحاد وهلال، وربما عاش جيل الغد مع جيل اليوم على غرار هذا السيناريو الذي أثبت الواقع بأنه (الأصلح) لتطور ورقي كرة القدم السعودية.. مع كامل الاحترام لمن هم في مركب البحث عن المنافسة. ببساطة أسياد المتعة وصناع الإبداع هم الهلاليون، وبهدوء ودون تشنج عمالقة الروعة ومبتكرو الجديد في فن الكرة هم الاتحاديون، وطالما أن المنافسة محتدمة وحامية الوطيس فالأمل أن نجد الغيرة من النصر والرغبة من الأهلي والحماس من الشباب والاتفاق لتعديل المركبات في هذه المعادلة، وبعمل يؤسس ما يدفع بهم للدخول في المنافسة والمقارعة على أعتاب القمة. جميلة هي الإثارة بين الزعيم والعميد، لكنها أي هذه الإثارة ستكون أكثر جمالاً لو وجدنا مناخ المنافسة يتسع لأكثر من اثنين وبالتحديد نصر الماضي وقلعة الأمجاد. فهل تبقى الثنائية على قمة الكرة السعودية على حالها أم أن ما حدث بالأمس وما يحدث اليوم سوف يتبدد بقدوم يسابق العصر لتلك الأندية العملاقة التي لانزال نترقب عودتها؟ كل شيء ممكن الحدوث طالما أن القضية قضية كرة لاتعترف إلا بمن يهتم بها فقط. أخيراً مهمة الشباب والاتحاد في الإمارات نظرياً قد تكون سهلة، أما عملياً فهذه المهمة تحتاج الجهد المضاعف حتى يعودوا فائزين، والأمل كبير بأن تصبح الآسيوية سعودية.. وسلامتكم.