ورد في صحيفة اليوم , تحفل حياة محمد عياش منذ وقت مبكر بالمآسي الممزوجة بالمعاناة، فمنذ كان صغيراً، قرر التوقف عن تكملة تعليمه، لظروف أسرته الفقيرة التي تسكن مدينة الأحساء، والتوجه لسوق العمل، عله يساهم في مساعدة أفراد عائلته في توفير احتياجاتهم الضرورية. وعندما كبر عمره، انهمك في كسب رزقه عن طريق سيارة أجرة منهكة، تعمل يوماً، وتركن للراحة يوما آخر بسبب ما بها من أعطال، وكافح عياش من أجل الزواج, ونجح في مسعاه، وانتقل للعيش في الثقبة، وأنجب 15 ولدا وبنتاً، أكبرهم يبلغ من العمر 16 ربيعاً, وأغلبهم على مقاعد الدراسة. ويقول عياش، الذي يبلغ من العمر 48 عاماً: "لم ألتفت للظروف الصعبة التي تحيط بي، اهتممت بأبنائي فقط، وتوفير ما يحتاجون إليه من مستلزمات، فعملت على سيارة الأجرة على مدار الساعة، موقناً أن العمل والجد، سيوفران لي ما أحتاج، أما الشكوى والتضجر، فلا فائدة منهما"، مضيفاً "مرت السنون بحلوها ومرها، ما يرزقني به الله يكفي بالكاد أسرتي الكبيرة، إلى أن شعرت فجأة بآلام في الجهة اليمنى من جسمي، تبدأ من أسفل قدميّ وحتى أعلى رأسي, ولم أستطع بعدها الكلام ولا المشي، ذهبت للمستشفى، وأجريت فحوصات هناك, أفادت نتيجتها أنني مصاب بجلطة، مما أصابني بفاجعة وصدمة نفسية، ولم أستطع العمل وقيادة التاكسي"، مشيراً إلى أنه "حل إيجار شقتي منذ خمسة أشهر، ولم أستطع السداد لضيق الحال, فتم قطع المياه عني بنزع مضخة المياه بكاملها، لعدم سداد الإيجار، وأعيش الآن وعائلتي دون ماء أو طعام، ولم استطع إثبات ثلاثة من أطفالي الصغار في حفيظة النفوس, بسبب عدم تجديد إقامة زوجتي الأجنبية, وتحتاج هذه الجزئية وحدها 4500 ريال لتجديد الإقامة كي أستطع إضافة الأبناء إلى هويتي الوطنية". ويتابع عياش "ماذا يفعل رب أسرة مثلي، وراءه أفواه 15 طفلاً، مفتوحة، ويحتاجون إلى مستلزمات لا تنتهي"، متسائلاً "أين دور الجمعيات الخيرية في بلادنا مع من يعانون ظروفاً صعبة، لابد أن يكون لها دور إيجابي، ولابد أن تدعم الفقراء والمحتاجين، وأعتقد أن حالتي وظروفي في حاجة إلى وقوفها وأهل الخير في بلادنا معي ومع أسرتي التي أخاف عليها من الضياع والتشتت"، موضحاً "أخشى على أسرتي من التشرد إن أصابني مكروها، وآمل من أهل الخير والمسئولين النظر إلى حالتي بعين الرأفة ومساعدتي في توفير مسكن كريم لي ولأسرتي، وتوفير العلاج الذي يعيدني إلى ما كنت عليه، وأخيراً توفير عمل يتناسب وحالتي الصحية".