أعطى الزمن لأم نوف، أقسى ما لديه، وحرمها وبناتها الثلاث من الفرح والسعادة، بعد أن حصرها في زاوية الفقر والحرمان، لا تبرحها حتى هذه اللحظة، بيد أنها صابرة، ومحتسبة الأجر والثواب عند رب العالمين، مناشدة أهل الخير مساعدتها على العيش الكريم خلال شهر رمضان المبارك، وأن يعينوها على تكملة رسالتها في تربية بناتها والاطمئنان عليهن. أم نوف وهي مسنة سعودية، تعيش على مساعدات أهل الخير، بجانب مساعدات الضمان الاجتماعي، وتقول: منذ سنوات، غادرني زوجي، وهو من جنسية خليجية، متوجها إلى بلاده، وأنا في حيرة من أمري، لا أعرف ماذا يخبئ لي الزمان، موضحة «لم يكن سفر زوجي إلى بلاده عن طيب خاطر، وإنما مرغماً على ذلك، بعد أن فشل في العثور على عمل مناسب هنا في المملكة، نظراً لأنه أمي، ليس لديه أي شهادات أو مؤهلات تضمن له العثور على وظيفة، كما أنه مسن»، مضيفة «منذ أن رحل، انقطعت أخباره، ولم يسأل عنا، مما جعلني أعتمد على نفسي في توفير لقمة العيش الكريم لي ولأسرتي»، مبينة أن «العقبة الكبرى أمامي، توفير الإيجار السنوي للشقة التي نسكن فيها، فهي تحتاج إلى 15 ألف ريال. شهر رمضان على الأبواب، ومنزلي شبه خال من أي طعام أو مستلزمات الشهر، ولا أدري كيف أوفر هذه الأشياء لأسرتي»، معبرة عن أمنياتها أن «أجد من يمنحني فرناً لإعداد الطعام، ويساعدني في توفير الإيجار لمنزليومع حلول الشهر الكريم، يجيء موعد سداد الإيجار، ولا أدري كيف أوفره في موعده»، مؤكدة «لم أعد قادرة على الإيفاء باحتياجات أسرتي، التي تزداد يوماً بعد آخر، خاصة أنني مسنة، وقد أتعبتني الأيام، وترك الزمان آثاره على صحتي العامة، ولا أقدر على العمل»، موضحة «عندما فكرت في العمل كمستخدمة في مدرسة بالدمام، اشترطوا أن يعمل معي زوجي في المهنة نفسها كمحرم، ولكم من أين آتي بزوجي؟». وتتابع أم نوف «شهر رمضان على الأبواب، ومنزلي شبه خال من أي طعام أو مستلزمات الشهر، ولا أدري كيف أوفر هذه الأشياء لأسرتي»، معبرة عن أمنياتها أن «أجد من يمنحني فرناً لإعداد الطعام، ويساعدني في توفير الإيجار لمنزلي»، موضحة أن «مساعدات الضمان الاجتماعي لم تعد تكفي، ولولا مساعدات أهل الخير، ما كنت وفرت حاجات أسرتي، ولكنني تعبت بما فيه الكفاية، وأريد أن أرتاح، وأطمئن على أسرتي».