تعاني أسرة أم طارق من ضائقة مالية خانقة، تهددها بالخروج من مسكنها إذا لم تسدد الإيجار المتراكم عليهم. وما زاد من معاناتها هو صعوبة تنقل عائلتها الصغيرة وقضاء مستلزماتها، (أم طارق) في العقد الرابع من العمر تصارع الحياة في كل يوم جديد. تقول: «أنا مطلقة ولدي أطفال وأسكن مع أطفالي في شقة مستقلة، وما أتقاضاه من الضمان الاجتماعي شهرياً لا يسد حاجتي وحاجة أطفالي حتى آخر الأسبوع، ولا تضمد جراحي، ومع زيادة الأسعار والأعباء والالتزامات المالية الأسرية والحاجة الملحة لوجود مصدر دخل جيد وكافٍ لمواجهة متاعب الحياة وشظف العيش. وتضيف: «أنا مضطرة لتسديد ما عليّ من ديون ومستحقات شهرية غير الأقساط والإيجار، ولا يوجد باب إلا وطرقته، حاولت مراراً وتكراراً أن أجد وظيفة تعينني على تحمل كلفة ومصاريف أبنائي ولكن بلا جدوى»، مضيفة: «كيف تستطيع امرأة مثلي أن تتدبر أمورها، وهي مسؤولة عن بيت وأسرة صغيرة، والإعانة التي لا تتعدى (800 ريال) لا تكفي الذهاب للسوق لمرة واحدة؟». وتتابع: «صاحب العمارة لم يكتفِ بالتهديد بالطرد في حال عدم سداد الإيجار، بل رفع أكثر من شكوى ضدي للجهات المختصة، مطالباً بإلزامي بالخروج من الشقة ودفع الإيجار المتأخر». وتقول: «منذ أن حصلت على نسخة من تلك الشكاوى وأنا أعيش في حال من الرعب والخوف من أن يتم طردي بالقوة من الشقة، فإلى أين أتجه ولمن أشكوى». لم تتمالك أم طارق نفسها وهو تسرد مأساتها ل«الحياة»، إذ أجهشت بالبكاء ثم تتساءل: «ما شعور أم أصبحت عاجزة عن العمل وعن توفير لقمة العيش لأطفالها، أدعو الله أن يفرجها وأطلب من الله أن يرزقني عاجلاً غير آجل، فأنا لا أبحث إلا عن الستر».