يرى المواطن يوسف عبدالله الرويشد، أن أحلامه بسيطة للغاية، فهو يتمنى العيش الكريم، في منزل يحفظ له ولأسرته كرامتهم، كما يحلم أن يدخل يده في جيبه، ويخرج نقوداً وفيرة، يمنح منها أبناءه مصروفهم اليومي، قبل أن يتجهوا إلى مدارسهم، ثم يتساءل.. هل ما أحلم به ممكن أم أنه مستحيل؟ جانب من منزل أسرة الرويشد (تصوير- محمد العبدي) ويروي الرويشد، البالغ من العمر 42 عاما معاناته ومعاناة عائلته، ويقول: «نحتاج إلى بيت يضمني أنا وهؤلاء الأطفال، فأنا إنسان عاطل عن العمل، وغير قادر على بذل العرق والكسب، لأنني مريض، ولا أستطيع الحركة كثيراً، بسبب التورمات المستمرة التي تلحق قدمي، وجميع أنحاء جسمي، خصوصاً عندما أتحرك كثيراً، ونصحني الأطباء بعدم الحركة كثيراً». وتابع «أنا متزوج، ولدي عائلة تتكون من زوجة وخمسة أولاد، وبنت واحدة، وليس لدي أي دخل أستطيع أن أصرف به عليهم، ويعلم الله تعالى، أن حالتي صعبة للغاية»، مضيفاً «همومي كبيرة جداً، ويشهد على ذلك هذا المنزل المتهالك، الذي أعيش فيه أنا وأفراد أسرتي، فهو بالإيجار السنوي، ويهددنا بالخطر كل ثانية»، موضحاً «المنزل مكون من غرفتين وصالة صغيرة، والمشكلة أننا جميعاً نتجمع في غرفة واحدة، من أجل البحث عن هواء المكيف الوحيد الذي نمتلكه، وحصلنا عليه كتبرع من أهل الخير»، مؤكداً «عانيت كثيراً، ومازلت أعاني، وطلبات أبنائي وطلبات المدارس تفوق طاقتي، فالمبلغ الذي أتسلمه من الضمان الاجتماعي، أدفعه إلى صاحب البيت من أجل سداد الإيجار، ولولا هذا، ما وجدنا مكانا يؤوينا، رغم أنه مكان غير صالح للسكن، نظير وجود التشققات الخطرة على جدرانه، وأيضا معاناتنا الكبيرة عندما يكون هناك غبار وأتربة وأمطار، تدخل من السقف العلوي المكشوف، وتدمر البيت، بل وتزيد حال الرعب في نفوس الأبناء، فقد دخل الغبار إلينا، ودمرت مياه الأمطار المسكن كثيراً»، مؤكداً «أنا وأبنائي لا نستطيع حتى الخروج من البيت، فحالتنا صعبة جداً، وأبنائي هم همي الكبير، فهم دائما ما يسألوني متى نصبح مثل باقي الناس، وأطالبهم بالصبر الجميل، وقلبي يحترق، لأنني لم أستطع تحقيق المعيشة الجيدة لهم»، مستطرداً «الحمد لله أن هناك أهل الخير الذين يقدمون لنا بعض المساعدات البسيطة من الأطعمة وغيرها، وأمنيتي أن يكمل الأبناء جميعا دراستهم، حتى يستطيعوا الاعتماد على أنفسهم، وخدمة هذا الوطن الغالي في العديد من المجالات، لأنني أرى فيهم الطموح الكبير، إلا أنني لا أستطيع أن أوفر لهم كل ما يحتاجونه، لدرجة أن بعض الأيام والأشهر تمر دون أن أعطيهم أي مصروف، ومع ذلك يتحملون ويصبرون لأنهم أعلم بالظروف التي نعيشها، ومنهم من يفضل الغياب ممن المدرسة، حتى لا يحرج مع زملائه ومعلميه».