من بين أروقة الفقر، وتحت وطأة العوز، وعلى آهات زوجته المكلومة وبكاء أطفاله المرير، يعيش المواطن محمد الجميل متلحفاً الحاجة، ومتوسداً الهم، يطيل التفكير في مستقبل أسرته التي أصبحت على وشك الضياع، وينظر إلى القادم المجهول الذي سيقتل طموح أطفاله الذين حرموا من الدراسة، لا لشيء سوى لأن الفقر أحكم قبضته عليهم. ويقول عائل الأسرة محمد الجميل: «لا أعلم ماذا أقول ومن أين أبدأ، فأنا رجل فقير، لم أكمل دراستي، الأمر الذي حرمني من الوظيفة التي تعينني على توفير الحياة الكريمة لي ولأسرتي»، موضحاً «وضعي الأسري صعب، فلدي زوجة وخمسة أطفال ورضيع، قد توفي قبيل أشهر، بسبب سوء حالته الصحية»، موضحاً «كنت أعمل في شركة براتب زهيد، لكنه كان يعينني على توفير بعض مستلزمات أسرتي، وكنت أستعين بسيارتي بعد الله تعالى في تأمين ما ينقص علي من خلال عملي في المشاوير الخاصة, إلا أنني تفاجأت بإغلاق الشركة التي كنت أعمل فيها، مما جعلني خارج إطار العمل منذ ما يقرب من ست سنوات، وانتقلت إلى مدينة الدمام، بحثاً عن العمل وطمعاً في الكسب الحلال، إلا أنني لم أجد فرصة عمل واحدة، رغم أنني طرقت أبواباً كثيرة، وسلكت سبلاً شتى من أجل البحث عن وظيفة وسكن». ويتابع «حرم أبنائي من الدراسة بسبب سوء أوضاعي المادية، فلم أعد أستطع توفير أبسط متطلبات الحياة، وهي المأكل والمشرب، ناهيكم عن السكن الذي أصبح هو الآخر هاجساً لي، حرمني النوم». ويقول: «تعرضت سيارتي الخصوصية القديمة، التي كنت أستعين بها في توفير المال، لحادث مروري، مما جعلني أقف عاجزاً عن إصلاحها ناهيكم عن سداد قيمة سيارة الطرف الآخر الذي لم يتنازل عن حقه». ويذكر الجميل أن أسرته في غاية الحزن وأطفاله في أمس الحاجة لتوفير حياة كريمة لهم مشيراً أنه لا يجد قوت يومه. وطالب أهل الخير وأرباب الشركات والمؤسسات وأصحاب القلوب الرحيمة أن يوفروا له سكناً ووظيفة لكي يستطيع رسم البسمة على شفاه أطفاله، متسائلاً «هل ما أتمناه مبالغ فيه؟ مؤكداً أنه على أتم الاستعداد للقبول بأي وظيفة تؤمن له ولأسرته الحياة الكريمة. وقال: «كلي أمل في أهل الخير أن يستجيبوا لندائي حديث لم يبق لي بعد الله عز وجل سوى أهل الخير في هذه الأرض الطيبة».