شهد يوم أمس عدد من الفعاليات، التي نظمتها الاحزاب والقوى المعارضة المصرية، للرد على العدوان الامريكي السافر. وقد يكون التأخير، بسبب الإجرات التي يجب أن تتبع قبيل عقد أي موتمر شعبي أو حزبي، على رأسها الحصول على موافقات من جهاز أمن الدولة.بعد أيام على الإعتداء الأمريكي على الأراضي السورية، والذي راح ضحيته ثمانية مواطنيين في منطقة البوكمال. ومع ذلك جاءت الندوات والبيانات التي صدرت على مستوى الحدث، وتشير إلى حالة من اليقظة والوعي داخل تلك الأحزاب، بحقيقة ما يدور، من دون إنسياق إلى المحاولات المستمرة لغرس الوقيعة بين الشعوب العربية، وخلق حالة من اللامبالاة، التي تعتبر أحد اهم الأسلحة التي تستخدمها الولاياتالمتحدة وحليفتها إسرائيل في المنطقة. الحزب الناصري من جانبه، أصدر بيانا مشتركا مع عدد من أحزاب المعارضة المصرية، ادان فيه الإعتداء الأمريكي على الأراضي والسيادة السورية الاحد الماضي، من خلال الغارة التي شنتها قوة أمريكية منقولة جوا على منطقة البوكمال، وإستهدفت مدنيين آمنيين، وأدت إلى إستشهاد ثمانية مواطنيين. وجاء في البيان ( أدانت الأحزاب السياسية والنقابات والاتحادات المصرية ورموز الفكر والسياسة والفن، الاعتداء السافر والانتهاكات التى حدثت فى بلدة البوكمال، كما أدان المشاركون الغطرسة الأمريكية وخرقها للشرعية والقوانين الدولية، مؤكدين أن الجريمة الإرهابية التى ارتكبتها القوات الأمريكية لا تشكل انتهاكا فاضحا لسيادة سوريا والأمن القومى العربى فحسب، بل هى استمرار للنهج العدوانى الفاشى والغاشم الذى تنتهجه الإدارة الأمريكية. وأكدوا على أن الإرهاب الأمريكى على سوريا يهدف لفرض الاتفاقية الأمنية المشئومة على العراق، والتى تؤكد على استمرار الاحتلال الأمريكى للعراق وتحويله إلى قاعدة عسكرية أمريكية للعدوان على أشقائه وجيرانه. ويؤكد المشاركون على أنه إذا كانت الأنظمة العربية قد أصابها الوهن أمام الجبروت الأمريكى، فالموقف لا يحتمل المزايدات أو الأساليب الدبلوماسية فى قضية وطن. وأوضحوا أنه إذا كانت الشعوب العربية لم تقل كلمتها حتى الآن انتظارا لموقف حاسم من الأنظمة العربية، فإنها لن تصبر طويلا، وعلى أمريكا أن تراجع نفسها فكلمة الشعوب لم تنطلق بعد. ويطالب الحاضرون الشعوب العربية باستمرار مواجهة الاعتداءات الأمريكية فى العراق والسودان ولبنان وفلسطين وسوريا، بدءا من مقاطعة البضائع الأمريكية وانتهاء بحمل سلاح المقاومة المباشرة للعدو الصهيونى وراعيته أمريكا. ويطالبون بدعم قوى المقاومة فى العراق ضد المحتل الأمريكى ومؤازرة المقاومة الفلسطينية بكافة الوسائل وضرورة مواجهة التدخل الأمريكى الصهيونى فى السودان، محذرين من محاولات تدويل البحر الأحمر والتعرض لمداخله الاستراتيجية. ومشددين على ضرورة تفعيل اتفاقية الدفاع المشترك للتصدى للهجمات الأمريكية والصهيونية على الدول العربية وإزالة القواعد والتسهيلات الأمريكية العسكرية بالمنطقة. ومناشدين مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ضرورة اتخاذ موقف عادل وحاسم وسريع تجاه ما يحدث). لم ياتي البيان بشكل روتيني، أو للإستهلاك الإعلامي، ولكنه جاء من خلال مؤتمر حاشد، عقده الحزب الناصري بالمشاركة مع أحزاب اخرى، ومنها حزب الوفد، حزب السلام الديمقراطي، حزب الوفاق القومي، بالإضافة إلى عدد من الشخصيات الصحفية والسياسية ومندوب عن السفير السوري لدى القاهرة. بدأ المؤتمر بكلمة الأمين العام للحزب الناصرى أحمد حسن، الذى أدان أفعال الولاياتالمتحدةالأمريكية من تدمير المدن العربية اقتصاديا وإنسانيا، ومساعدتها لبعض الدول المستعمرة كإسرائيل للقضاء على فلسطين. ووصف حسن رئيس الولاياتالمتحدة جورج بوش بأنه " همجى وبلطجى يريد تدمير الدول العربية". وتحدث منير فخرى عبد النور مطالبا كل مصرى وكل عربى مؤمن بأن يقف ويعلو صوته ليرفض ما يفعله الأمريكان، وما يقومون به ضد كل المدن العربية سواء فى العراق أو فلسطين أو سوريا. كما دعا المؤتمر إلى التضامن مع شعب سوريا والوطن العربى بشكل عام، وجمع توقيعات 100 مليون مواطن من كافة المدن العربية لطرد كافة القوات الأمريكية، مشيرا أن الحملة ستنطلق من مصر، على أن يتفق كل الشعب المصرى على عدم الاعتراف بالاتفاقية الأمنية (بين العراق والولاياتالمتحدة) لعدم مشروعيتها، طبقا لما أكد عليه الحاضرون. كما اكد مندوب عن السفير السوري اقتناع بلاده التام بمدى اهتمام كل القوى الوطنية وبالأخص مصر، التى بدأت بالمبادرة من أجل مساندة أهل سوريا فى الحصول على حقوقهم وحمايتهم من العدو الذى يحاول أن يستغل كل الطرق للاستيلاء على كل الوطن العربى. الاخوان المسلمين علي الخط في غضون ذلك، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر بيانا مساء الخميس، أدانت فيه الإعتداء الامريكي على الأراضي السورية، من خلال العملية التي وقعت في منطقة البوكمال على الحدود السورية – العراقية. وقال البيان: " يستنكر الإخوان المسلمون الاعتداء الهمجي الذي قامت به قوات الاحتلال الأمريكي بالعراق على الأراضي السورية، ويعتبرون هذا الاعتداء امتداد للمشروع الصهيوأمريكي، الرامي إلى إضعاف دول الجوار للكيان الصهيوني وإحداث حالة من الفوضى، عن طريق إشاعة الذعر في المنطقة بين الحين والآخر. والإخوان المسلمون إذ يعربون عن قلقهم الشديد من هذا التصعيد العسكري الأمريكي، فإنهم يؤكدون أن الشرعية الدولية والأعراف الإنسانية لا تبرر مثل هذه الانتهاكات البربرية لسيادة الدول على أراضيها، ومن ثم فإن مثل هذا العدوان يكشف عن بعض جوانب أهداف جريمة الاحتلال الأمريكي للعراق، بما يتيح لقوى الاحتلال العسكري الجاثمة على أرضه أن توجه نيرانها إلى دول الجوار، شاهرة السلاح في وجوه الآمنين، ومهددة بضرب كل من يخالف السياسة الأمريكية أو يناهض المشروع الاستعماري الذي تقوده الإدارة الأمريكية، سعيا لضمان تفوق الكيان الصهيوني على الدول العربية. ويهيب الإخوان المسلمون بكافة الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الحرة إلى الوقوف صفا واحدا ضد هذا العدوان، ويطالبون الشعب الأمريكي بأن يقوم بدوره الفعال ضد جموح وسوء تصرف رئيسه وحكومته، الذي لا يؤدي بالضرورة إلى تحقيق مصالحه، وإنما يشعل نيران الغضب والكراهية في صدور أبناء المنطقة جميعا تجاهه، ويزعزع الاستقرار في العالم. كما يحذر الإخوان المسلمون الأنظمة العربية من الصمت على هذا العدوان الذي لن يصب في خانة إضعاف الجانب السوري فحسب، بل يأتي على ما تبقى من ماء وجه النظم والحكومات العربية والإسلامية كافة. ويؤكد الإخوان على أن ناقوس الخطر الذي دقنته قذائف الأمريكان على الأراضي السورية يحتم على الجميع حكاما وشعوبا، أن يتحدوا ويتحركوا في مواجهة العدو المتربص بالأمة، والذي لا يراعي حرمة لوطن أو مواطن ".