قالت الصحف المصرية الصادرة اليوم أن اقتحام الولاياتالمتحدةالأمريكية الشرق الأوسط بقوة في منتصف السبعينيات على حصان عملية السلام الذي أدعت رعايتها لتحقيق تسوية سلمية للصراع العربي الإسرائيلي لم يكن سوى وسيلة لإدخال المنطقة في دائرة النفوذ الاستعماري التي خلت بتهاوي بريطانيا وفرنسا كدولتين عظميين . وقالت الصحف أن الولاياتالمتحدةالأمريكية الآن تبسط نفوذها على رقعة واسعة من الشرق الأوسط ولم تعد تعتمد على إسرائيل كثيراً في حماية مصالحها وتقويض دعائم الحرية والاستقلال والتنمية في الدول العربية بل تجاوزت ذلك إلى إرسال قواتها فى غزو فاضح للعراق بعد تدمير طالبان في أفغانستان وشكلت بقوات الاحتلال قاعدة تحرش وإحداث قلاقل في الدول المجاورة للعراق خاصة تلك التي لا تنضوي تحت المظلة الأمريكية . وأشارت الصحف إلى أن الغارة الأمريكية على قرية بوكمال السورية على الحدود مع العراق وما أدت اليه من مقتل عدد من سكانها المدنيين بدعوى وجود عناصر من القاعدة في انتهاك سافر للقانون الدولي الذي تدعي أنها الناطقة باسمه يجعل المنطقة مهددة بتوسيع رقعة الحرب والعنف في الشرق الاوسط وهي التي اقتحمته تحت راية السلام . ورأت الصحف المصرية أنه ليس ثمة تبرير يمكن لواشنطن أن تعلق عليه جريمة اغتيال مواطنين مدنيين سوريين وانتهاك لسيادة دولة مستقلة وذلك لأن العدوان الأمريكي السافر الذي شنته طائرات أمريكية أمس الأول على قرية سورية محاذية لمنطقة حدودية مع العراق والاعتداء على مبنى مدني تحت الإنشاء مما أسفر عن استشهاد ثمانية عمال كانوا بداخله هذا العدوان يعتبر بكل المعايير والأعراف والقوانين والمواثيق الدولية عدوانا على دولة مستقلة وقتلا عن عمد ومع سبق الإصرار لمواطنين أبرياء . وقالت مهما تكن التفسيرات التي تختلقها واشنطن لمحاولة تبرير عدوانها على سوريا فإنها تبريرات مرفوضة ولا يمكن لأحد قبولها خاصة أن أمريكا قد فقدت مصداقيتها في منطقة الشرق الأوسط خاصة والعالم عامة منذ اختراعها أكذوبة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل في سياق تبريرها لغزو العراق عام 2003م واحتلاله منذ ذلك الحين ومن ثم فإن ملف الأكاذيب الأمريكية يحفل بالتبريرات الجاهزة والتفسيرات المضللة . وخلصت الصحف المصرية الى أن مثل هذا العدوان الأمريكي على سوريا من شأنه أن يفاقم الأوضاع الملتهبة في منطقة الشرق الأوسط محملة أمريكا وحدها مسئولية هذا العدوان على دولة مستقلة وذات سيادة . // انتهى // 1127 ت م