تواصلت ردود الفعل العربية والدولية المنتقدة للغارة الأميركية على منطقة سورية قريبة من الحدود مع العراق، ووصفت دمشق تلك العملية بأنها "اعتداء إرهابي" وتنطوي على رسالة سياسية سلبية إلى حلفائها في المنطقة. استنكر مجلس الوزراء التصريحات الصادرة على لسان الناطق باسم الحكومة العراقية وتبريره غير المقبول وغير المسؤول لهذا العدوان الغادر الذي انطلق من الأراضي العراقية ضد بلد عربي مجاور وشقيق. فقد دانت روسيا بشدة الغارة الأميركية التي استهدفت مساء الأحد مبنى في منطقة البوكمال ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين وإصابة آخر. وقال المتحدث باسم الخارجية الروسية إن من شأن ذلك الهجوم تصعيد التوتر في المنطقة. كما أعرب منسق السياسية الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا عن قلقه من الغارة الأميركية على سوريا. وأعربت كل من فرنسا وإسبانيا عن قلقهما من العملية. وفي طهران دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الهجوم على سوريا، واصفا إياه بأنه انتهاك لسيادة الدول وقتل للأبرياء لا يمكن قبوله. ومن جانبه ندد الأمين العام للجامعة العربية عمر موسى بالعملية العسكرية الأميركية ضد سوريا. وطالبت الجامعة العربية بإجراء تحقيق لكشف ملابسات الغارة. وأبدت منظمة المؤتمر الإسلامي أسفها لوقوع ضحايا مدنيين في تلك الغارة، واعتبرت أن الهجوم "يُعيق الجهود المبذولة لإرساء السلام في منطقة الشرق الأوسط". كما عبرت مصر عن قلقها بسبب الهجوم الأميركي على سوريا، واعتبرت الغارة بأنها خرق جسيم لسيادة سوريا، في حين وصف الرئيس اللبناني ميشال سليمان الهجوم ب"العمل العسكري العدائي". وانتقدت أطراف عربية أخرى الغارة الأميركية على سوريا حيث وصف بيان لهيئة علماء المسلمين بالعراق الهجوم "بالسابقة الخطيرة". كما نددت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين بالهجوم الأميركي، في حين استنكرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) العملية ودعت الدول العربية إلى "الوقوف أمام مسؤولياتها في مواجهة هذه العربدة الأميركية في المنطقة". وفي إسرائيل أعرب وزير الدفاع إيهود باراك عن اعتقاده بأن الهجوم العسكري الأميركي على أهداف داخل سوريا لن يكون له تأثير على إسرائيل، رافضا القول ما إذا كانت الولاياتالمتحدة قد أبلغت إسرائيل مسبقا بنيتها تنفيذ هذا الهجوم أم لا.