(شرق) (رويترز) - اتهم جنوب السودان السودان يوم الأربعاء بقصف سبع مناطق على الجانب الجنوبي من الحدود المتنازع عليها بينهما خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية ووصف ذلك بأنه خرق لوقف لإطلاق النار تدعمه الأممالمتحدة كان من المفترض أن يبدأ تنفيذه يوم السبت. وأشارت الاتهامات الأخيرة إلى أن التوتر المستمر بين البلدين والذي تحول الشهر الماضي إلى قتال حدودي يمكن أن يعوق جهودا دولية لدفعهما لاستئناف المفاوضات بشأن نزاعات متنوعة. وقال كيلا دوال كيث المتحدث باسم جيش جنوب السودان للصحفيين إن القوات السودانية هاجمت أراض في ولايات بحر الغزال والوحدة وأعالي النيل يومي الإثنين والثلاثاء باستخدام مقاتلات ميج وقاذفات انتونوف والقصف البري. وقال كيث "هذا بالطبع انتهاك (لوقف اطلاق النار).. إذا توصلنا إلى تسوية وكنا في حالة سلام ثم طعنتك بسكين في ظهرك .. فماذا يعني هذا؟" وفي الخرطوم لم يرد متحدث باسم الجيش السوداني على اتصالات متكررة للتعليق على المزاعم. وفي كلمة أمام نواب سودانيين يوم الاربعاء قال وزير الخارجية السوداني علي احمد كرتي إن الخرطوم ستتعاون مع قرار لمجلس الأمن الدولي دعا الجانبين إلى الالتزام بخارطة طريق للسلام وضعها الاتحاد الافريقي. وأضاف كرتي للنواب "إننا اليوم نتمسك بقرار مجلس الأمن الدولي.. لماذا نخشى التعاطي مع قرار مجلس الأمن؟ التعاطي الإيجابي يعطي فرصة لاصدقائنا للدفاع عنا." وتجعل القيود على دخول المناطق الحدودية النائية من الصعب التحقق من تصريحات كثيرا ما تكون متناقضة من الجانبين. وتحولت نزاعات بشأن صادرات النفط ووترسيم الحدود والجنسية بعد انفصال الجنوب العام الماضي إلى اشتباكات مباشرة بين الجيشين في ابريل نيسان. ومع تصاعد العنف أدانت الأممالمتحدة الغارات الجوية السودانية على جنوب السودان وأجبرت الضغوط الدولية قوات جنوب السودان على الانسحاب من منطقة هجليج الغنية بالنفط التي كانت احتلتها. ودفع القتال مجلس الأمن الدولي إلى إصدار قرار الأسبوع الماضي يهدد بفرض عقوبات إذا لم ينفذ الجانبان خارطة طريق وضعها الاتحاد الافريقي وتنص على وقف إطلاق النار والعودة إلى المفاوضات. وأصدر الجانبان بيانات تعبر بشكل حذر عن قبولهما خطة السلام المقترحة لكنهما يقولان إنهما يحتفظان بحق الدفاع عن النفس إذا تعرضا لهجوم. وتوسط الاتحاد الافريقي في وقت سابق في محادثات بين جوباوالخرطوم في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا. وقال كيث "سيقوض هذا (اي اتفاق سلام) لأنهما إذا كانا يتقاتلان فمن سينصت في أديس أبابا بشأن ضرورة السلام؟" واتهم جنوب السودان السودان أيضا يوم الجمعة بمهاجمة مواقع في منطقة نفطية. ونفى متحدث باسم الجيش السوداني الاتهام. ودعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون السودان إلى وقف كل الهجمات عبر الحدود ومن بينها ما وصفته بالقصف الجوي "الاستفزازي"