(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. السلام عليكم ورحمة الله.. مشكلتي في أبي فهو يرسل رسائل جوال وبرنامج ( الوتس أب) إلى زوجتي فيها حب وأنه لا يستطيع بوح ما بداخله ويكلمها في أوقات متأخرة في الليل. زوجتي تحترمه وتقول مرة بالغلط ومرة تقول يوجد شيء بداخله لا يستطع البوح به. الاستشارة الأخ الفاضل الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإن مشكلتك تتمثل في أن والدك الكريم يرسل رسائل جوال ورسائل عن طريق برنامج (الوتس آب) إلى زوجتك، وبعض هذه الرسائل تتضمن كلمات حب، وأخرى يذكر والدك في أنه لا يستطيع البوح بها، وأن الأمر تجاوز ذلك وأصبح يكلم زوجتك أوقات متأخرة من الليل. وزوجتك الكريمة – زوجة ابنه والذي هو خالها - تحترمه وتقدره كثيراً على اعتبار أنه أبو زوجها، وتقول لعل هذه الرسائل بالغلط، ولعل أن بداخله شيء لا يستطع البوح به. وتسأل ما الأسباب وما الحل؟ وأقول لك: هذه الحالة تحتمل أمرين: الاحتمال الأول: أن يكون والدك حفظه يحمل في قلبه مشاعر حب أبوي لزوجتك الغالية، بمعنى أنه يعامله كما يعامل أحد بناته، ويعتبرها كذلك، ولذا يبوح لها بمشاعر الحب الفطري، حب الأب لأبنته، وقد يكون سبب ذلك أنه ليس لها ابنة أو ليس له ابنة قريبة منه يستطيع أن يعبر لها عن مشاعر الحب الأبوي، ولديه من العاطفة والوقت والعطاء والبذل ما يريد أن يبذله لأحد بناته، فهو يخاطب ويراسل زوجتك ويعاملها هذه المعاملة من هذا المنطلق، وقد يكون أخطأ في الأسلوب والتعبير ولكن هدفه كما ذكرت لك سالفاً نبيل وإنساني عاطفي أبوي. الاحتمال الثاني: أن يكون والدك يمر بمرحلة مراهقة متأخرة، وبدأت تراوده أفكار المراهقة وطيشان الشباب، ولديه نزعات شهوانية داخلية، لم تصل ولله الحمد إلى حد التصريح أو التحرش أو ما شابه ذلك، وقد تكون بدوافع شيطانية لم يستطيع أن من البداية أن يدافعها، وخصوصاً عندما يشعر بعدم وقوف قوي من قبل زوجتك تجاه هذه الدوافع. وإن شاء الله لا يكون ذلك.... هذه الأسباب في نظري.... أما الحلول فهي على النحو الآتي: (1) وهو أهمها أن تبقى علاقتك بوالدك علاقة الابن بأبيه، علاقة بر واحترام وحب وعطف وتقدير، فلا يشعر والدك بشيء من الجفاء أو ما شابه ذلك. (2) وهو دور زوجتك الكريمة، لابد أن تكون واضحة وصريحة في ردودها على رسائل أبيك، مع الاحترام والتقدير، بمعنى أن ترد على هذه الرسائل برد محترم وفي نفس الوقت تعبر له أن مثل هذا الكلام يوجهه الزوج لزوجته أو يوجهه الأب لابنته، ولا ينبغي أن يوجهه الرجل لزوجة ابنه، وأيضا: تكون قوية في بعض الردود، مثل: أنا مثل ابنتك ولا أتوقع أن تصدر مثل هذه الكلمات منك لي، ومثل: أعتقد أن ابنك سوف يتضايق إذا علم بهذه الرسائل التي ترسلها إليّ، لو قرأ ابنك هذه الرسالة ماذا سيكون رد فعله. وعموما لابد أن تكون زوجتك حازمة وقوية ولا تترك المجال لأبيك لكي ينفرط في مشاعره ولا تكن عونا للشيطان له على الاستمرار، بل تكن صارمة وحازمة وقوية. (3) وهو تغيير مكان السكن، بمعنى أن كنت أنت وزوجتك مع أبيك في بيت واحد أن تخرج في بيت مستقل، وإن كنت تسكن قريبا منه أن تسكن في مكان بعيد عنه قليلا، وهكذا، وإن رأيت أن هذا لم يقطع هذه الرسائل فأنصحك بتقليل التواصل والزيارات بين زوجتك وأهلك إذا كان والدك موجودا. (4) وهو احتمالي: قد يكون والدك غير متزوج، إما مطلق أو أن أمك توفيت، فأعرضوا عليه موضوع الزواج، فقد يكون زواجه حلاً، إذا أن فيه رغبات جنسية يشبعها هذا الزواج، أو تكون أمك لم تف بحاجاته الجنسية، فيمكن أن تعرضوا عليه موضوع الزواج بأخرى، أو تشيروا على أمك بالتلميح أن تتجمل وتتزين له، وهذا قد يكبح جماح شهوة كبار السن أحياناً. أخيراً: تبقى علاقتك علاقة ولد بوالده بر واحترام وعطف وحنان، وتبقى زوجتك هي زوجتك وعرضك الذي لابد أن تحافظ عليه بكل الوسائل والسبل، وفقك ربي ورزقك بر والدك وصيانة عرض زوجتك وعفافها. المستشار الأسري د. حمد بن عبد الله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق