(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. السلام عليكم ورحمة الله،،، أريد أن اسرد لك مشكلتي لعل وعسى أن تساعدني لو بالقليل أنا فتاة عمري 23 سنة ولدي أربع أخوات أبي كان رجلا طيبا مقيما لواجباته الدينية ولا يقطع فرضا توفي منذ 4 سنوات وبعد وفاة والدي بدأت تصرفات أمي تتغير. وأول التغير انقطعت عن أداء الصلاة لم تعد تصلي كل همها أن تجلب المال لسداد الديون وكيفية تدبيرها دكتور.. منذ فترة ألاحظ على أمي حركات تقتلني وتحرق أعصابي دائما تخرج لساحة المنزل بدون غطاء الرأس أو الحجاب ولا يهمها وعندما أقول لها لماذا لا تضعينه ... تصرخ بوجهي انتبهي لنفسك فقط المشكلة دكتور أن منازل الجيران قريبة جدا من بعضها ولدي عم (يكون ابن عم والدي) بيتهم قبال بيتنا مباشرة ويرانا بشكل واضح جدا جددا عبر شرفة منزلهم أراه دائما ينظر لأمي وهي دائمة النظر إليه تخرج دائما إلى ساحة البيت بأي حجة أنا رأيتها وهي تنظر إليه وهو ينظر إليها واشك دائما بها وبه وتشاجرنا أنا وأمي ... وأنا الآن اهددها بأن اقتله ودائما أقول لها عاجلا أم أجلا سوف اقتله النيران تحرق قلبي و لا احد يصدقني يقولون عني أني مريضة نفسية وهذا مجرد خيال!! كل هذه النظرات وخيال!!! أرجوك دكتور أرجوك ساعدني قبل أن ارتكب جريمة به وبها فأنا لم اعد أطيق أرجوك ساعدني الاستشارة أختي الكريمة الفاضلة الغيورة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أقدم لك كل الشكر والتقدير على ثقتك بصفحة عزيزتي شرق الإلكترونية، وعرض مشكلتك على مستشارها، وأسأله سبحانه التوفيق والسداد لتقديم الاستشارة التي تساعدك الوصول إلى القرار الصحيح والحكيم في مثل هذه الحالة التي تشعرين بها وترقبينها في بيتك بين والدتك وابن عمك والدك. أختي الكريمة: سأبدأ معك الحل هذه المشكلة من التوجيهات الربانية، التوجيه الرباني الأول منها، وهو إحسان الظن واجتناب السيئ منه، "اجتبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم"، أما التوجيه الرباني الثاني الإحسان إلى الوالدين، "وقل لهما قولاً كريما". وأما التوجيه الثالث، إنكار المنكر عن التقين من وقوعه، "تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر". إذن يا أختي الفاضلة أحسني الظن بأمك أولاً ولا تحكمي عليها بشيء من السوء والخطأ والمنكر إلا بعد اليقين والتقين والبراهين والأدلة. ثم تذكري بعد ذلك كيف تقومين بالتوجيه الثالث مع تحقيق التوجيه الثاني. إنكار وفي نفس الوقت قولاً لينا كريماً. أختي الغيورة: إني ومن أعماق قلبي أحيي فيك هذه الغيرة على أمك الفاضلة، ولاشك أن هذه الغيرة ناتجة عن حبك لها وخوفك عليها، فالخوف والحب على أي إنسان يدفعان إلى الغيرة عليه من أن يناله أحد بشر أو سوء. لذا فإنني أقول أيضاً لك لابد أن تغاري على أمك وعلى كرامة أبيك وكرامة عائلتك عندما يتقين لك سوء أو خطأ. ولكن ... قد يدفعنا الواقع والظروف أحياناً أن نغير المنكر ونمنع من وقوعه بطرق غير الطرق المباشرة في الإنكار والتغيير. فمثلاً: مشاركتك الدائمة لوالدتك في جميع أمورها المنزلية والقيام معها بأعمال البيت. ومن ذلك الذهاب معها دائماً إلى ساحة المنزل والجلوس وإياها هناك، والحديث معها ومحاولة إشغالها بأحاديث مفيدة تنفع في الدين والدنيا. وأيضاً هناك طرق غير مباشرة مثل إهدائها بعض الهدايا المفيدة كالشريط والكتاب والمجلة، ولكن لا تكون هذه الهدايا مباشرة وتعرف منها أمك مقصدك منها. أخي الكريمة والفاضلة: قد يكون في بعض الحالات أن الآباء والأمهات لا يتقبلون النصح من أبنائهم وبناتهم ولكنهم على استعداد أن يتقبلوا نفس النصيحة من الآخرين. لذا فإن رأيت أحداً من قريباتك كبيرات السن وتفهمك جيداً وتستطيع أن تقوم بتوجيه أمك ونصحها وإرشادها إلى الطريق الصحيح وبأسلوب غير مباشر فهذا جميل وحسن. أخي الفاضلة والغيورة: الزواج هو سنة الحياة وهو رغبة كل رجل وامرأة، وقد تكون أمك الكريمة ممن ترغب الزواج بعد أبيك ، ولكن قد يكون هناك مبرر لا نعلمه يمنعها من البوح لكم عن هذه الرغبة، ولذا فإن هذا يدعوك إلى الحديث مع والدتك وأيضاً وبطريقة غير مباشرة... بأنها لا تزال في حيويتها ونشاطها وأن الأمل أمامها والزواج مشروع للمرأة بعد وفاة زوجها وانقضاء عدتها، فلماذا لا تتزوجين يا أمي ؟؟؟ أو بطريقة أخرى .... المقصد من هذا أنها إذا كانت ترغب في الزواج فإنها ستخبركم أو تشعركم بذلك، وإن كان ابن عم أبيك يرغب الزواج منها على سنة الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فليتقدم ويتزوج أمك. وأيضاً لابد أن أقول لك وبصدق قد لا أكون قمت بتشخيص المشكلة وحددت العلاج والطريقة بجميع أوجهها، بسبب عدم إلمامي الكامل بجوانب المشكلة، وخصوصاً المبرر الحقيقي وراء تصرفات أمك... كما أني لا أعرف كاملاً مستوى إيمانها وأخلاقها ... إذن : يمكنك كذلك لحل هذه المشكلة التأمل في أقرب أقاربكم ممن يتوافق معك ويكتم سرك وتتشاورين معه في حالة أمك. أخيراً: أختي الكريمة والفاضلة والغيورة،،، الحكمة ما كانت في شيء إلا زانته وما ابتعدت عن شيء إلا تكدر ذلك الأمر وانقلب إلى شر،،، لذا كوني حكيمة في التصرف مع أمك الفاضلة ،،، كوني حليمة فالحلم سيد الأخلاق،،، كوني صبورة فبالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين،،، كوني فطنة فلست بالخب ولا الخب يخدعني،،، كوني مستشيرة فلم يخب من استشار،،، ياااااااااارب أصلح أمها ووفقها لكل خير وجنبها كل شر، وأقر عينها ببنتها وأقر عين بنتها بها، ويااااااارب وفق السائلة لسلوك الحل المناسب في مشكلتها، البر بوالدتها، وأرشدها إلى الصواب، وألهمها الصبر والحكمة والحلم والرشاد،،، اللهم آمين،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق