(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. المشكلة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، أنا متزوج منذ 3 سنوات ولدي ابن وابنه ومشكلتي تكمن في أن زوجتي لا تحب الأطفال ولا تريد تربيتهم، وحصلت مشاكل عده بيننا بخصوص ذلك وتقتنع بهم فتره ومن ثم تقول بأنها لا تتحمل المسئولية. لا اعرف الطريقة المثلى للتعامل معها في هذه الحالة، والمشكلة الأهم أنها طلبت مني أن نخرج من منزلنا الذي وفر لي والدي رحمه الله شقه مستقلة، ونستأجر شقه أخرى لأنها لا تريد العيش مع أهلي وحصلت مشكله بيننا وطلبت الطلاق. ورفضت في البداية حتى أن قامت تهددني بأنها ستنتحر إن لم أطلقها..فلبيت لها رغبتها وطلقتها، وحاولت إقناعها بان ترجع عن قرارها ولا فائدة. وبعد فترة اتصلت علي وقالت لديك خياران إما أن نخرج من المنزل وإما أن انتحر ورفضت ذلك. ووعدت بان تنتحر لان الحياة لم تستجب لها وان فقدت الأمل في كل شي..وأريد الطريقة لكي أهدئها وترجع إلى صوابها. وللعلم فقط عاشت منذ طفولتها ووالداها منفصلان. وكذلك أنا لا أستطيع أن اخرج من المنزل لان والدتي لا ترى في الدنيا سواي. ارجوا إفادتي جزيتم خير. الاستشارة أخي الكريم: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: وأشكرك على ثقتك الكريمة بصفحة عزيزتي شرق والتي جعلتك تعرض هذه المشكلة الخاصة بك عليها، وأسأل الله السداد في تقديم المشورة التي تناسبك وتحقق مقصودك من عرض مشكلتك الأسرية. أخي الكريم: ربنا عز وجل عندما خلقنا رجالا ونساء جعل لكل منا خصائص وصفات تميزه عن الاخر، ومن ذلك أن الله سبحانه ميّز الرجل بالقوامة لما فيه من قوة تحملية ورصانة عقلية، تجعله في غالب أموره متئناً حكميا. وهذا لا ينقص من قدر ومميزات وخصائص النساء الفاضلات التي بهن كثير من الصفات الحميدة التي قد لا يتمتع بها كثير من الرجال. وهذه المشكلة التي تعاني منها زوجتك وهي عدم حب الأطفال، قد يكون بسبب نشأتها التي ذكرت في آخر سؤالك، حيث أنها عاشت منذ طفولتها ووالداها منفصلان، فهي لا تريد أن يعيش أطفالها كذلك، أو أنها تعتقد أن جميع الأطفال سيعاونون مثل ما عانت. لذا فإن الخطوة الأولى التي اعتقد أنها تناسب زوجتك الآن هي تحبيبها في الأطفال، من خلال زيارة بعض المدارس ورياض الأطفال والمتنزهات التي يوجد بها الأطفال، ورؤيتها للأطفال وهم يلعبون سعداء. وكذلك من خلال قراءة الآثار الشرعية التي تحث على الرحمة بالأطفال وحبهم والشفقة عليهم. كما أني أنصحك في الفترة الحالية ألا تلح عليها في الإنجاب، دعها الآن تربي طفليها وتحرص عليهم وتشفق وترفق بهم، وأعمل في هذه الفترة على التعاون معها في ذلك، من خلال القيام ببعض الواجبات التي هي أصلا عليها تجاه الأطفال، من خلال اللعب معهم وإصلاح طعامهم أحيانا ورعايتهم أثناء مرضهم – لا آراهم الله سوءً- ويمكنك كذلك إهدائها بعض الكتاب والأشرطة السمعية والمرئية في هذا المجال, ولا تنس الحوار والحديث معها حول أن هؤلاء الأطفال سيكونون لنا عونا وسندا بعد الله عندما نكبر، لذا فإنا إذا ربيناهم وحرصنا عليهم كانوا بنا بررة عند الكبر. وأذكرك أخي الفاضل بأن لا تشعر زوجتك بأن هؤلاء الأطفال – ابنك وابنتك- قد شغلوك عنها وصرفوا جل اهتمامك لهم وتركتها دون اهتمام، بل أشعرها أنك يزداد اهتمامك بها – زوجتك- نظرا لأنها تعتني بأطفالها. أما قضية الخروج من البيت فإنها قضية بينك وبين أمك – رعاها الله- فإن كنت ترى أن خروجك من البيت سوف يغضب أمك أو أنه يؤثر على علاقتك بها أو أنها لن تكون راضية فلا تخرج من البيت مهما قالت زوجتك، وخصوصاً أن هذا البيت – الشقة- قد وفرها لك والدك بدون مقابل-، ولكن إن شعرت أن والدتك لن تغضب وأنك قادر على أستأجر شقة فليس في هذا أي ضرر في خروجك وهي وأطفالك في شقة مستقلة، تراعي فيها أن تكون قريبة من أهلك. أما مشكلة التهديد بالانتحار!! فهي تتعلق بها هي، واعتقد أنك لست مسئولا عنها لو أنها انتحرت، فكل إنسان بما كسب رهين، وخصوصاً أنك من خلال عرضك لمشكلتك لم تظلمها ولم تخطئ في حقها، وإذا شعرت أنك ثابت على موقفك وأن قرارها قرار خاطئ وهي تتحمل نتائجها في الدنيا والآخرة، وأنها إن فعلت ذلك فلن يغير من الواقع شيء فإنها ستقتنع بإذن الله، وتدرك أن ما تقوم به محرم شرع وعقلا وعرفاً. ويمكنك أن تعدها خيرا بأنها إذا رجعت ولم تستقر نفسيتها في الشقة بأنك ستعمل ما تستطيع لتوفير شقة مستقلة حسب استطعتك وقدرتك، وأشعرها دائما بحبك لها وخوفك عليها، وقل لها: إن التهديد بالطلاق أو الانتحار لن يحل المشكلات التي بيننا بل إنه سوف يعقدها ويزيدها. ويمكن كحل آخر: عرضها على طبيب نفسي، فقد تكون مصابة بأحد الأمراض النفسية التي يعرفها المتخصصون في هذا المجال، وبهذا تكون قد فعلت الأسباب وقمت بالواجب تجاهها. أخيراً: وفقك ربي ورعاك، وحفظ لك زوجتك وأطفالك، وجعلك دائما في سعادة واستقرار عائلي،،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق