(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي : بسم الله الرحمن الرحيم المستشار العزيز الدكتور حمد القميزي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أنا متزوجة من سنتين والحمد الله رزقت بولد ومشكلتي أن زوجي يكلم بنات عن طريق المسن والجوال وإذا اكتشفت قال أوعدك إنها ما راح تتكرر أكثر من مرة اكشف انه يكلم بناااات ويرجع يواعدني ما راح تتكرر وهذا المرة يحلف بالله إنه ما راح يكلم بنات وقبل أيام اكتشف انه يرسل للبنات بس ما تكلمت معه لاني أريد أن اخذ القرار .... أنا ما أبغى اخسره ونفس الوقت تعبت من الكذب للي يكذبه أفكر بالطلاق لكن أفكر بولدي ... أريد حلاً ؟؟ الاستشارة ** أختي المستشيرة: السلام عليك ورحمة الله وبركاته، وبعد: فشكرك على ثقتك الكريمة التي أوليتها لصفحة عزيزتي شرق، جعلتك تبادرين بعرض مشكلتك الأسرية، وذلك سعياً منك للحصول على الحل الذي يسهم بإذن الله في توضيح الطريق الذي من خلاله تتخذين القرار المناسب لهذه المشكلة الأسرية. وأسأله سبحانه أن يوفقني لتقديم الاستشارة التي فيها سعادتك الأسرية واستقرارك الزوجي. ** أختي الكريمة: هناك عدد من الأمور التي ينبغي وأنا أقدم لك هذه الاستشارة أن أذكرك بها، وألفت انتباهك إليها، ومنها: أننا مأمورون كأولياء أمور وكزوجات وأزواج بالسؤال عن الرجل أو المرأة قبل أن نقدم على هذا المشروع الحياتي الكبير (مشروع الزواج)، وبناءً على الصفات المتوافرة نقدم أو لا نقدم في الزواج. وأتمنى أن يكون سؤالكم عن زوجك الكريم كان دقيقاً مما أرضك به كزوج وشريك في هذه الحياة. ومن الأمور المهمة كذلك: أن هناك صفات ومواصفات غير مرغوبة في الزوج أو الزوجة قد لا تظهر إلا بعد الزواج والاقتران والمعاشرة، مما يحتم على كل واحد منهما أن يتصرف تجاهها بالأسلوب الذي لا يزيدها ويعمل على تقليلها ومن ثم أن يبتعد عنها ذلك (الزوج أو الزوجة)، وهذه الصفة غير المرغوبة في زوجك من هذه الصفات. ومن الأمور المهمة التي أذكرك بها: أن الكمال في الزوج أو الزوجة عزيز، أي من ذا الذي وجد زوجة كاملة ومن تلك التي وجدت زوجاً كاملاً، ولكن نحن متفقون أن من غلبت حسناته سيئاته فهو على خير وإلى خير بإذن الله. ومن الأمور المهمة كذلك أن الطلاق في شرعنا حلال، ولكنه ليس أول الحلول لكل مشاكلنا الزوجية، كما أنه قد يكون باباً لمشكلات وماسي كبيرة نندم بعدها أن كنا فكرنا في الطلاق فضلاً عن الطلاق. ** أختي الكريمة: مشكلتك مع زوجك أنه يكلم البنات عن طريق المسن والجوال، وقد اكتشفت ذلك مصادفة عدة مرات، وفي كل مرة يواعدك زوجك بأنه لن يعود إلى هذا السلوك الخاطئ، ولكن بعد مرة تكتشفين انه وقع في هذا التصرف الغير أخلاقي مرة أخرى، وهكذا تكرر الحال أكثر من مرة، والآن اكتشفته ولم تكلميه وترغبين في اتخاذ قرار حاسم في هذا الموضوع لأنك مللت من تكراره لهذا السلوك ومن كذبه عليك. ** أختي الكريمة: وبعد التأمل في مشكلتك اقترح عليك ما يلي: وثقي علاقتك جيداً من زوجك الكريم، بمعنى اقتربي أكثر من زوجك، تحدثي معه في مواضيع كثيرة غير موضوع محادثته مع البنات، حديثه عن أفكاره تطلعاته همومه وطموحاته، حديثه عن مستقبل أسرتكم وعن ما يخطط لها في المستقبل من مشروعات، حديثه عن نفسك وهل هو راضي عنك أم لا؟، حديثه عن أشياء يرغبها في زوجته وأشياء لا يرغبه، وفي نفس الوقت حديثه عن حبك له وإعجابك به وبأخلاقه، وعن حديثك أمام القريبات والصديقات عنه وعن شهامته وغيرته عليك وعن أخلاقه الكريمة معك. واجعليه يشعر بفخرك به وقربك منه وحاجتك إليه وحاجته إليك. وشاركيه في اهتماماته وأفكاره. استمري دائماً في هذا الأسلوب فترة من الزمن واعتقد أنك ستجدين تغيراً في زوجك نحوك وفي نفس الوقت تغيراً فيك نحو زوجك. بعد فترة من الزمن راقبي زوجك بدون تجسس وتصنت هل لا يزال مستمر على سلوكه الخاطئ أم أنه تغيّر؟ إذا تغيّر فالحمد لله. أما إذا لم يتغير فصارحيه ليس من باب العتاب ولكن من باب الحب والخوف والشفقة. قولي له: لأني أحبك وأخاف عليك لا أود أن تسلك هذا السلوك الذي لا يناسب زوجاً مثل زوجي الكريم العاقل الشهم الغيور. قولي له: أي شيء موجود عند تلك البنات ليس موجداً عندي حتى أوفره لك. قولي له: أنا متأكدة أنك تغار علي ولا ترضى أن أكلم رجلاً غيرك. وأنا أحبك وأغار عليك ولا أرضى أن تلكم فتاة أو بنتاً غيري. قولي له: أنا أحبك وأرغب العيش معك في أسرة يملئها الحب والحنان، لا أريد أن أعيش مع زوج يبدد حبه يمنة ويسره، وبالتالي يفقدني الحب والحنان ويدفعني إلى نفس سلوكه. قولي له: أنا إنسانة شريفة تربية على الحشمة والوقار والحياء والغيرة، ولن أرضى أن أكون عرضة للوقوع في الحبائل الشيطانية وبالتالي فقد يكون الطلاق أرضى لربي عز وجل من تلك المسالك الخاطئة. ولكن هذا الحديث وهذا الحوار في هذا الموضوع، لابد أن يكون متأخراً بعد سلوكك الأول (توثيق العلاقة)، كما أنني أؤكد على أهمية الاحترام والهدوء أثناء الحوار مع زوجك في هذا الموضوع, وأنا متفاءل ومستبشر خيراً بإذن الله أن أمورك سترى النور والخير بعد هذا. ** أخيراً: وثقي العلاقة واقتربي أكثر وانظري في رغبات زوجك المباحة والمشروعة وأشبعيها له، وحاوريه بهدوء وذكريه بالله وبرجولته وشهامته وأخلاقه دائماً، وشاركيه كثيراً في اهتماماته وأفكاره. ولا تنسيه من الدعوات الصالحات بأن يصلحه الله ويحفظه ويديم عليكما نعمة السعادة والاستقرار والحب والمودة. حفظك الله وحرسك وأسعدك في حياتك الزوجية والأسرية.... المستشار د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظه : يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق 19 / 1 / 1432ه