(عزيزتي شرق ) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أنا فتاة على وشك الزواج بعد 4 شهور أنا حاليا في فترة (الملكة) منذ 4 شهور.. زوجي ولله الحمد طيب جدا ولكن مشكلته أنه شديد العصبية بالرغم من أنني كنت عصبية ولكن عصبيته جعلتني هادئة كثيرا.. عصبية غير طبيعية إطلاقا من أتفه الأمور يجعلها مشكلة كبيرة ومشكلتي أني حساسة جدا وعند الغضب لا أرضى بسهولة أبدا، أبدا.. هو شديد العصبية وسريع الهدوء والرضا وأنا لا أعصب بسرعة ولكنني لا أرضى بسرعة.. كم مرة أحاول بعد أن يهدأ أن نتناقش ونتحاور بشأن المشكلة يعود ليتعصب مرة أخرى وكأن المشكلة بدأت من جديد.. لا يقبل الحديث عن المشكلة بهدوء يصرخ بأعلى صوته ولا يجعلني أتحدث.. أصبحت أشعر أني نادمة للموافقة على الزواج منه أشعر أن عصبيته ستدمر حياتي مستقبلا.. كثير من الأمور المزعجة لدي غيرتها من أجله حاولت بكل الطرق أن أتخلص من كل أمر يزعجه وهو يشهد لي بذلك وأنا عندما طلبت منه أن يغير أسلوبه وأن يتخلص من عصبيته وأن نتحاور بهدوء يعدني بذلك وأنه لن يعود لعصبيته ولكن يومين من هذا الاتفاق ليعود كما كان.. بحثت في الإنترنت عن كيفية التعامل مع الزوج العصبي ولكن أغلب الحلول هي أن تكون المرأة هادئة وأن لا تشعره بعصبيته الزائدة، و ...إلخ أنا لا أستطيع ذلك لأني أشعر أني مجروحة جدا من سوء بعض ألفاظه أثناء عصبيته لا أستطيع أن أراضيه وهو المخطئ لا أريده أن يتمادى أشعر أني بحرقة شديدة عندما "أتنازل " بالرغم من أني أعلم أنه هو المخطئ .. وأنا الآن أخرج معه في بعض الأحيان وعند خروج أي زلة مني غير مقصودة يقوم بالصراخ في وجهي لا أعرف!! إذا كنا نحن الآن في فترة الملكة وهو بهذه العصبية فكيف سيكون بعد الزواج ؟ وحتى لا أظلمه فهو يقوم بأشياء كثيرة من أجلي ويحاول إرضائي ولكن لا يتغير!! فلماذا تغيرت أنا معه وتركت كل ما يكره ولا يحاول أن يغير أسلوبه العصبي وبعض ألفاظه البذيئة. أنا حزينة جدا وخائفة وأشعر بكآبة فظيعة ... أرجو مساعدتي. الاستشارة أختي الفاضلة: عندما خلقنا ربنا عز وجل ركّب فينا بعض الصفات الخلقية والخُلقية، وهذه الصفات نوعان، صفات لا تتغير ولا تتبدل وصفات أخرى قابلة للتغير والتحسين أو العكس. وصفة العصبية وسرعة الغضب من الصفات الموجودة في بعض الناس، وقد أقر بوجودها العقل والشرع، لذا فقد أوصنا حبيبنا صلى الله عليه وسلم بالبعد عن هذه الصفة فقال: لا تغضب، وأرشدنا إلى كيفية التصرف عندما يغضب أحدنا: قائما يجلس، جالسا يقعد، يتوضأ، إلى غير ذلك من الوسائل التي تذهب هذا الغضب وتقلله. وفي شرعنا وأدبياتنا الإسلامية والتربوية كيفية علاج هذا الغضب، وكيفية التعامل مع من بها مثل هذه الصفة. أختي الكريمة: أنت الآن على وشك الزواج، وفي فترة الخطبة، وزوجك الكريم شديد العصبية، وعصبيته غير طبيعية، ويغضب من أتفه الأسباب، وهو يصرخ ويرفع صوته عليك، ولا يجعلك تتحدثين، ومن صفاته الحلوة الجميلة أنه سريع الهدوء والرضا. وأنت الآن خائفة وتشعرين بالكآبة ... وتطلبين المساعدة !!! والذي أراه ما يأتي: (1) استمري على توطين نفسك على الحلم والهدوء والتغير في سلوكك من الحسن إلى الأحسن، وصدقيني أنت في النهاية الفائزة والكاسبة. (2) قد يكون بعض الأشخاص الذين أعتقد أن زوجك منهم لا يدري ما علاج سرعة الغضب والعصبية، لذا بأسلوبك الجميل وأدبك الجم الرائع أرشدي خطيبك إلى كيفية معالجة هذا السلوك، وكيفية التغلب عليه، من خلال تذكيره بأضرار الغضب وفوائد الحلم والتأني والهدوء. (3) تعرفي أختي الكريمة على الأسباب التي تجعل زوجك يغضب وينفعل، وحاولي الابتعاد عنها، وتعرفي على الأشياء التي تعجل من رضاه إذا غضب وحاولي فعلها عندما يغضب. (4) أحيانا يا أختي الفاضلة بعض الناس لا ينفع معهم إلا الصدمات المباشرة أحياناً، فمثلاً: في أحد المرات التي يعصب فيها زوجك عليك أو يرفع صوته عليك أو يغضب بدون سبب عليك، كوني حازمة في مثل هذا الموقف وأظهري عدم الرضا والزعل عليه بسبب هذا التصرف، لأنه أحيانا بعض الناس يتمادى في خطئه لأنه لم يجد من يردعه بالأسلوب المناسب. أقول: انتبهي استخدمي هذا الأسلوب بحذر ودون تكرار وعند المواقف التي فعلا يغضب بدون سبب ويقول أو يفعل تصرفات غير لائقة. (5) أنت متميزة في انك تعرفين ما ينتج من الغضب من أضرار قد تؤدي إلى نهاية الحياة الزوجية، فلابد أن يعرف هو أن الغضب قد يؤدي إلى نهاية حياتكما الزوجية، ولا بد أن يعرف أن الحياة الزوجية مليئة بالمشكلات والعقبات والاختلافات فإن كان سيغضب من كل مشكلة وعقبة وخلاف فسوف تكون حياتكما كلها غضب وعصبية وأعصاب مشدودة، وحياة كهذه قد لا تطاق أو لا تطاق. (6) في حالات نادرة يعمد بعض الشباب في بداية زواجه أو فترة الملكة أن يظهر لخطيبته أو زوجته أنه شديد الغضب أو أنه سريع الانفعال، كي يرضخ زوجته له – على حد قولهم – فقد يكون زوجك ممن يفتعل هذا الغضب من هذا الباب، أقول أيضاً قد، فإن كان كذلك فلا تقلقي كثيراً من هذه الصفة. وكيف تعرفين هل هي صفة فيه أو صفة مفتعلة؟ من خلال سؤال بعض أقاربه أو المقربين منه. (7) وقبل الختام: أسألك سؤالاً: لماذا تخرجين مع زوجك في فترة الخطبة (الملكة)، ولما يدخل بك؟ هل عقدتما عقد النكاح أو لا؟ إن كنتما لم تعقدا عقد النكاح (الزواج) فخروجك معه غير شرعي، لأن فيه الخلوة، أما إن كنتما عقدتما العقد فخروجكما ضرره أكثر من نفعه، وقد ينتج عن هذا مشكلات تجعل زواجكما لا يتم. لذا فوصيتي لك في هذا الجانب أن لا تخرجي معه إلا بعد عقد النكاح، وبعد العقد لا تخرجي معه إلا عند الضرورة، وبعد الزواج ودخوله عليك أخرجي معه متى شاء ومتى شئت. أخيراً: أسأل ربي عز وجل أن يوفقك في حياتك الزوجية وأن يجمع بينك وبين زوجك على خير وأن يرزقكما الذرية الصالحة، وأن تسعدي به ويسعد بك، وأن يبعدكما عن هذه الصفة – صفة الغضب- ويكفكما شرها وأضرارها. المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظة: يمنع نشر التعليقات في صفحة عزيزتي شرق