أوضح خبراء أمنيون أن 40% من بساتين قضاء شط العرب في البصرة مزروعة بألغام منذ الحرب الايرانية العراقية، وحرمت هذه الألغام أهالي البصرة من استثمار أكثر أراضي بلاد الرافدين خصوبة، كما جعلت من ذلك القضاء حاملا لاسم "بلد المليون مبتور" في إشارة إلى العدد الكبير لضحايا تلك الأسلحة الفتاكة. ويذكر أحد الخبراء ل"العربية.نت" أن وجود أكثر من مليوني لغم يعد سببا رئيسيا في عدم تأهيل القرى والنواحي، مضيفا: "هناك ناحية بالكامل هجرت وما زالت إلى الآن لا تتلقى أي خدمات من الحكومة". وتابع: حرمت تلك الألغام البصرة من استغلالِ أجملِ بساتينها الواقعةِ على ضفافِ شطِ العرب، التي تصلحُ لانْ تكونَ كورنيشاً ثانياً موازياً لكورنيشِ العشار الشهير". وتتعدد مآسي سكان تلك المناطق جراء "الموت النائم" في أراضيهم، فأبو محمد، واحدٌ من عشرات يطلقُ عليهم (البتران)، اي الذين بُتِرتْ أطرافُهم العليا او السفلى بسبب تلك الألغام، فيما يتحدث مواطن آخر عن مشاكل بلدته قائلا: "قضى بسبب تلك الألغام 150 شخصا من بلدتي، وهناك حوالي 150 آخرين فقدوا بعض أطرافهم". ويتحدث شخص ثالث عن مأساته مع تلك الألغام قائلا ل"العربية": إحدى الألغام انفجرت بشقيقي أمامي، وأنا تعرضت للإصابة. ويبدو أن الالغامُ هي العدو الاول للحياةِ والاستثمارِ في قضاءِ شطِ العرب، بلدِ المليونِ مبتور, فمساحةٌ شاسعةٌ تقدرُ ب"1500" كليو متر مربعٍ، حوَّلَها النظامُ السابقُ الى ارضٍ حرام، زارعاً إياها بملايينِ الالغام، واليومُ يحصدُ البصريونَ خراباً لم يزرعوهُ ويواجهون مصيراً لم يختاروه.