وصف مسؤول الملاحة في شط العرب الكابتن البحري كاظم فنجان الحمامي، مساعي العراق لاستغلال مياه شط العرب الغربية وضفافه بالخجولة مقارنة بنشاط إيران التي بنت، بعد ثلاثة عقود على امتلاكها نصف الشط بموجب «اتفاق الجزائر»، 3 مدن وستة موانئ تجارية ومرافق سياحية. وأعلنت شركة «شل» البريطانية - الهولندية فتح شط العرب للملاحة التجارية بعد أكثر من ثلاثة عقود على إغلاقه، وقال نائب رئيسها لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا منير بو عزيز «الخطوة تهدف إلى تسهيل إيصال المعدات الثقيلة، وبنينا ميناء صغيراً على الشط بملايين الدولارات، استقبل قبل أسبوعين شحنة من المعدات»، لافتاً إلى أن «هذا الميناء الصغير سيوفر على الشركة الكثير من الأموال، كما أنه سيخدم العراق تجارياً». ألغام بحرية وأوضح الحمامي في تصريح إلى «الحياة « أن «حركة الملاحة في شط العرب توقفت منذ اندلاع الحرب العراقية - الإيرانية بداية الثمانينات، وعادت فور انتهائها عام 1988 لكن ليس كما كانت بسبب كثرة الألغام البحرية». وفي ما خص إعادة ترسيم الحدود البحرية بين العراق وإيران، أكد وجود «لجنة مشتركة لمناقشة الموضوع، لكنها لم تتوصل إلى حل بسبب كثرة المتغيرات على الشط، كما أن أجزاء من الضفاف العراقية اقتطعت لصالح إيران، وتغيرت مستويات العمق ومجرى النهر». وأضاف: «قبل الحديث عن الاستثمار، علينا تسليط الضوء على مشاكل الشط، فالمياه ملوثة بسبب الفضلات التي ترميها إيران من مدن عبادان وغيرها، كما توقف تدفق بعض الأنهر الآتية من إيران وزادت الملوحة، إضافة إلى أن إيران، على رغم حصولها على نصف الشط منتصف السبعينات، تمكنت من إحياء الجانب الشرقي عبر استحداث ثلاث مدن، وهي مدينة خسرو وأباد وجزيرة نينو السياحية، إضافة الى انشاء مناطق سياحية أخرى وملاعب كرة قدم وستة موانئ متوسطة، أي أنها حولت الشط إلى جزء مكمل لطلتها على الخليج». وبيّن أن الجانب العراقي لا يقارن بالإيراني، إذ لم تنشأ حتى الآن أي مشاريع تجارية أو اقتصادية أو سياحية عليه، وحتى سكان المنطقة هاجروا بعد ارتفاع الملوحة وموت البساتين. مشاريع سياحية وأكدت رئيسة هيئة استثمار محافظة البصرة زهرة البجاري، وجود مساعٍ لضم شط العرب إلى الخريطة الاستثمارية للمحافظة، لافتة إلى أن الحكومة المحلية أنهت دراسة متكاملة عن إعلان الشط للاستثمار الأجنبي لإنشاء اكبر مشروع سياحي، خصوصاً مع وجود أكثر من خمس جزر سياحية، منها جزيرة أم الرصاص والتنومة، لكنها ستبقى مجرد دراسات تحتاج إلى إقرار وإعلان». وطورت الحكومة المحلية في البصرة كورنيش السياب والقصر على ضفاف الشط، ما يجذب السياح في المناسبات. وشط العرب هو عبارة عن نهر يتكون من التقاء نهري دجلة والفرات في منطقة كرمه علي، المدخل الشمالي لمدينة البصرة، ويبلغ طوله نحو 190 كيلومتراً، ويصب في الخليج العربي عند طرف مدينة الفاو، ويصل عرضه في بعض المناطق إلى 2 كيلومتر. وكان الشط مملوكاً للعراق في شكل كامل وبضفتيه الشرقيةوالغربية، إلا أن الرئيس الراحل صدام حسين تنازل لإيران عن نصف الشط بموجب «اتفاق الجزائر» عام 1975، وانشأ خطاً وهمياً في منتصف الشط يدعى «خط التالوك».