أكد مدير «شركة الموانئ» العراقية أن السيطرة البحرية على شط العرب لن تكتمل إلا بعد ترسيم الحدود مع إيران وإن هناك وفوداً تزور طهران للوصول إلى حل للمشكلة. وقال المدير العام لشركة الموانئ صلاح خضير ل «الحياة» إن «السيطرة البحرية العراقية على شط العرب لا تكتمل إلا بعد ترسيم الحدود البحرية بين العراق وإيران فضلاً عن وجود ظاهرة التآكل البحري». وأوضح ان «هناك تآكلاً للساحل، أو الشاطئ من الجانب العراقي، إذ أن عملية التآكل تجري من اليمين دائماً، وهذا ما جعل عملية التآكل لمصلحة الجانب الإيراني ما يتسبب في ضياع معالم الحدود البحرية التي كانت موضوعة في السابق». وأضاف: «هناك لجنة من الجانب العراقي تعمل من أجل هذا الغرض وهي الآن في طهران لإكمال ترسيم الحدود من جديد وإنهاء الملف». وتابع: «تم انتشال الغوارق البحرية في جميع القنوات الملاحية ما عدا بعض الأماكن في شط العرب في الأماكن الواقعة قريباً من الحدود». وقال مدير إعلام الشركة أنمار الصافي ل «الحياة» إن «زيارة اللجنة العراقية الى طهران حاليا ليست الأولى من نوعها بل كانت هناك زيارات سابقة من أجل التفاوض على ترسيم الحدود المائية بين البلدين». وأضاف: «تضم اللجنة خبراء في مجال البحار فضلاً عن أعضاء في المجال الديبلوماسي وهم مرشحون للتفاوض من جانب وزارة الخارجية العراقية». وأوضح أن «المحادثات تجري في إطار تحديد خط التالوك (القعر) الذي يقسم شط العرب إلى منطقتين عراقية وإيرانية الذي تم اعتماده في الاتفاق الذي تم توقيعه عام 1975 في الجزائر». ولفت إلى أن «المفاوضات بين الجانبين تضمنت زيارات ميدانية للمنطقة لدرس الموضوع والخروج بنتائج». وأشار إلى أن «الملف النهائي في هذا الجانب في طور الإعداد والتهيئة». وحذر مدير مركز علوم البحار في جامعة البصرة الدكتور مالك حسن من خطورة تفاقم ظاهرة تآكل السواحل بفعل تراكم الترسبات التي أدت إلى انحراف قناتي شط العرب. وقال ل «الحياة» إن «هذه الظاهرة أدت إلى فقدان مساحات كبيرة من الأراضي العراقية لمصلحة إيران» وأن «أهم المشاكل التي تواجهها السواحل والمياه الإقليمية والقنوات الملاحية العراقية هي عمليات الترسيب والتآكل التي تتسبب بطمر القنوات وانحرافها وبالتالي خسارة أراض ومياه إقليمية عراقية وتلوث القيعان وتغير ملامحها الجغرافية». وبرزت تحذيرات أخرى في شأن اكتساب الجانب الإيراني أراضي جديدة من العراق بفعل التآكل البحري كما أوضح بذلك الباحث الجيولوجي في جامعة البصرة الدكتور نمير الخياط الذي قال ل «الحياة» انه «تبعاً لمد وجزر الخليج العربي فإن عملية تآكل الجانب الغربي من شط العرب ستتواصل في شكل خطير مقابل اكتساب التربة الصخرية في الجانب الإيراني أراضي جديدة بسبب استمرار عمليات الترسّب». وأكد إن «جزيرة أم الرصاص الواقعة في شط العرب بين إيران والعراق والتابعة للسيادة العراقية بدأت تتصل مع الجانب الإيراني لتصبح أرضاً واحدة».