(عزيزتي شرق) يجيب عليها المستشار الأسري الدكتور حمد بن عبدالله القميزي: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،، أعاني من جفاف زوجي العاطفي وقسوته حاولت بشتى الطرق ولكن لا حياة لمن تنادي قولوا لي وش الحل تعبت؟؟؟ الاستشارة أختي الفاضلة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد: أشكرك أختي على ثقتك بصحيفة عزيزتي شرق، وعرض مشكلتك الزوجية على مستشارها، وأسأل الله التوفيق لتقديم المشورة التي تساعدك في حل مشكلتك وتخفف من التعب الذي تعانين منه. أختي الفاضلة: لابد أن نعلم أن ربنا عز وجل عندما خلقنا جعلنا مختلفين ومتفاوتين، في كل شيء، في الطباع والأخلاق والصفات وغيرها من الأمور. والأزواج والزوجات كذلك. فالأزواج بينهم اختلافات، فمنهم اللين الهين ومنهم القاسي الفض ومنهم الكريم ومنهم البخيل ومنهم الغيور ومنهم غير الغيور، ومنهم الحريص والدقيق ومنهم المتسامح، وهكذا الزوجات، فهناك زوجة رومانسية وهناك زوجة لا تعرف من الرومانسية إلا اسمها، وهناك النظيفة التي تهتم بكل شيء في بيتها ليكون نظيفاُ، بل تصل ببعضهن إلى درجة الوسوسة، وهناك غير المبالية. وبالتأمل ستجدين الناس (الرجال والنساء والأزواج والزوجات) بينهم فروق واختلافات شتى. أختي الفاضلة: والمشكلة التي تعانين منها هي أن زوجك الكريم فيه جفاف عاطفي وقسوة، وقد حاولت كثيراً في تغيير هذه الصفات ولكن لا جدوى، وقد تعبت من هذه المحاولات. فما الحل؟ 1- قد يكون زوجك من الأزواج الذين تربوا منذ الصغر على هذه الصفتين (الجفاف والقسوة)، وأصبحت جزء من تكوينه وتركيبه الشخصي، وبالتالي يصعب تغييرها، وفي مثل هذه الحالات، ينبغي للزوجة العاقلة مثلك أن تتأقلم مع زوجها ومع حياتها الزوجية، وتعلم أن الحياة الزوجية ليست فقط رقة وعاطفة ورومانسية. 2- قد يكون زوجك من الأزواج الذين ينظرون إلى الجفاف والقسوة على أنه رجولة وأنه هو الأسلوب الأمثل للتعامل مع الزوجة، وفي مثل هذه الحالة يكون التغيير أسهل من الحالة الأولى، وذلك من خلال إطلاع الزوج على نماذج من الأزواج الرجال وأصحاب الهامات العالية في المجتمع ومع ذلك فهم يتعاملون مع زوجاتهم بعاطفة لين وحب، دون أي يقلل هذا من شخصياتهم ورجولتهم. ويمكنك إطلاع زوجك على مثل هذه النماذج من خلال الحديث معه ومن خلال سماع ومشاهدة بعض البرامج واللقاءات الهادفة في الإذاعة والتلفزيون. 3- قد يكون زوجك من الأزواج الذين ليس لديهم مانع من التعامل باللين والعاطفة والرومانسية مع زوجته، وفي مثل هذه الحالات يحتاج هؤلاء الأزواج إلى تعليم وتدريب فقط على التعامل مع الزوجة، وهذه الحالة سهلة، إذ يمكنك أنت أن تبدأ مع زوجك بهذه الأساليب، فيكون تعاملك معه بالعاطفة والرومانسية، والكلمات الرائعة الجميلة، ولا تتوقعي أن يتغير الزوج في يوم وليلة فالأمر يحتاج إلى وقت طويل، وكذلك يمكنك دعوة زوجك لحضور دورة تدريبية في العلاقات الزوجية، ويمكنك أن تحضري معه، أو تحضرا معاً. أختي الفاضلة: قبل الختام أقول إن كان زوجك الكريم قام بكل الحقوق والواجبات، وليس هناك أي مشكلات زوجية بينكما، غير هذه المشكلة الجفاف والقسوة في التعامل، فأنا أنصحك بالصبر عليه والصبر ولو طويلا ولو إلى الأبد، لأن هذه المشكلات لا تقلل من قيمة الزوج ولا تسبب القلق والبعد أو التفكير في الطلاق. وصدقني مع الأيام والسنين وأنت تحاولين سوف يتغير زوجك. أخيراً: ما أجمل أن نتعاون مع بعضنا كأزواج وزوجات في تحقيق أهدافنا، وما أجمل أن نتحاور ونتصارح فيما بيننا من أجل الوصول إلى حياة زوجية سعيدة، وما أجمل أن نصبر على بعضنا ونحتمل بعضنا، فالحياة تتطلب ذلك، والحياة الزوجية بالذات تتطلب أكثر وأكثر. وأسال الله أن يوفقك في حياتك الزوجية وأن يجعل زوجك يعطف عليك، ويتعامل معك بالأسلوب الجميل، مثل ما كان عليه الصلاة والسلام يتعامل مع زوجاته. وأن يحفظك ربي،،، المستشار الأسري د. حمد بن عبدالله القميزي ملاحظه : يمنع إضافة التعليقات لصفحة عزيزتي شرق