بعث والد المعتقل السابق في جوانتانامو ياسر طلال الزهراني شريط فيديو إلى المحكمة العليا الأمريكية يتضمن إفادته بشأن الدعوى التي أقامها فريق يتألف من ستة محامين عرب لكشف خفايا مقتل ثلاثة معتقلين في جوانتانامو قبل ثلاثة أعوام، وهم السعوديان ياسر الزهراني (23 عاما) ومانع العتيبي (29 عاما) واليمني صلاح السالمي. وذكرت صحيفة عكاظ عن طلال الزهراني أنه تأكد من تسلم فريق المحامين شريط الفيديو المرسل لعرضه على المحكمة العليا في نيويورك التي تنظر ملف قضية مقتل ابنه ياسر، وأشار أن الشريط يحوي تسجيلا صوتيا مدته قرابة سبع دقائق، وجه خلاله حديثا إلى الرئيس والشعب والقضاء الأمريكي، قال فيه إن عدم الكشف عن ملابسات قتل سجين أعزل يمس مبادئ وأسس الحرية وحقوق الإنسان. لكن المحكمة لم تقرر بعد الاستماع للشريط أو البت في القضية التي أصدرت رئيسة المحكمة الابتدائية قبل ثلاثة أشهر حكما برفض قبولها شكلا لا مضمونا، استنادا إلى مادة قانونية في القضاء الأمريكي تمنعها من قبول الدعاوى الخاصة بمعتقلي جوانتانامو حسب منطوق الحكم. وأضاف الزهراني أنه طلب من فريق المحامين إرسال الشريط إلى المحكمة تمهيدا لعرضه ضمن ملف الدعوى، وجاء فيه «إن رفض النظر في القضية لا يتناسب مع شعارات ومبادئ الحرية والمساواة التي تنادون بها وتحرصون على تطبيقها داخل أراضيكم، فهل حقوق الإنسان لديكم تقتصر على الإنسان الأمريكي، كما أنكم تنظرون إلى قضايا انتهاكات ضد الحيوانات فيما ترفضون محاسبة مرتكبي جريمة قتل إنسان رغم توافر أدلة وبراهين تثبت حقيقتها». ووجه الزهراني في شريط الفيديو عبارات مقتضبة إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما جاء من أبرزها «لست مضطرا إلى تلطيخ يدك بجريمة حصلت في عهد رئيس الحكومة السابق»، وقوله «لقد تعهدت بعد توليك رئاسة بلادك بإغلاق معتقل جوانتانامو، ولكن لا زال أسرى من عدة دول يقبعون خلف أسواره دون محاكمة منذ سنوات». وضمن الزهراني إفادته اعترافات أدلى بها جنود أمريكيون في شهر مارس الماضي ونشرتها مجلة «هاربرز» التي يعود تاريخها إلى أكثر من 160 عاما، وخاطبت المجلة والد الزهراني قائلة «لا تصدق أية رواية تشير إلى أن ابنك ياسر انتحر شنقا داخل زنزانته، فالمحتجز السابق اقتيد وزميلاه العتيبي واليمني إلى مكان ما خارج المعتقل وبعد ساعات أبلغوا بوفاتهم انتحارا». وأشار الزهراني إلى أن الضغوطات التي يمارسها اليمين المتطرف على المحاكم الأمريكية أفضت إلى رفض قبول الدعوى خوفا من ردود أفعال وسائل إعلام مستقلة داخل أمريكا وخارجها تجاه القضية فيما لو تم قبولها، وعن مصير الجنود الأربعة الذين أدلوا باعترافات عن حادثة مقتل أسرى داخل المعتقل، قال الزهراني «تضمنت لائحة الدعوى أسماء أولئك الجنود وطالبنا باستدعائهم للمثول أمام المحكمة للإدلاء بشهاداتهم، ولكن الأمر يتوقف على قبول المحكمة العليا للقضية، وفي حال تم صرف النظر عن القضية للمرة الثانية سنتوجه إلى المحكمة الدستورية الكبرى».