انتهت منظمة حقوقية نرويجية متخصصة في حقوق الإنسان من تسجيل مقاطع تحكي فيه تفاصيل حياة الأسير السعودي السابق في معتقل غوانتانامو ياسر الزهراني لضمه إلى حلقات فيلم وثائقي تضع المنظمة اللمسات الأخيرة على مراحل إعداده وإنتاجه لعرضه خلال شهر أكتوبر المقبل. وأكد ل«عكاظ» والد ياسر الزهراني أنه التقى أعضاء في المنظمة الحقوقية التي تنشط في مجال حقوق الإنسان، وسرد لهم تفاصيل عن حياة ابنه، الذي أعلن عن مقتله عام 2006 في المعتقل، مضيفا أنه وافق على الظهور في الفيلم دفاعا عن سيرة ابنه الذي اعتقل في أفغانستان بينما كان يعمل ضمن وفد إغاثي هناك، ونقل إلى معتقل «غوانتانامو» بحجة مشاركته في أعمال عنف هناك. وجدد والد المعتقل المتوفى تكذيبه للرواية التي أعلنتها إدارة المعتقل بأن «ياسر» غافل الحراس وانتحر بواسطة قطعة قماش ربطها في عنقه أدت لوفاته، مبينا أن الفيلم الذي سيعرض في أكتوبر المقبل على نطاق دولي، يرتكز على فضح الممارسات اللا إنسانية التي تعرض لها معتقلون في غوانتانامو وإبقائهم دون محاكمة. وأضاف الزهراني في حديثه ل«عكاظ» أن رواية انتحار ابنه كذبها حراس سابقون في ذات المعتقل، كشفوا بأن ياسر اقتيد خارج زنزانته إلى مبنى منفصل، ثم أعلن عن وفاته بعد ذلك، إضافة إلى أن إجراءات تشريح جثمانه كشفت عن تعرضه للتعذيب وكدمات في الرأس وأجزاء من جسده. وأضاف الزهراني الذي يواصل تقديم دعوى قضائية في المحاكم الأمريكية لمحاسبة من يتهمهم بقتل ابنه، «أن فريق الادعاء الذي يضم محامين عرب في نيويورك ينتظر قبول محكمة الاستئناف الأمريكية دعوى المطالبة بالتحقيق مع مسؤولين بارزين في الحكومة الأمريكية السابقة بشأن الممارسات التي شهدها المعتقل الذي لازال يقبع داخله نزلاء دون محاكمات». وزاد «نسعى لمطالبة الحكومة الأمريكية الحالية بالوفاء بالتزاماتها التي أعلنتها قبل أشهر بأنها ستنظر جديا في إغلاق المعتقل» سيئ السمعة. وعبر الزهراني عن أمله في مداولة القضية بعد رفض المحكمة العليا الأمريكية قبول الدعوى قبل عدة أشهر، وأضاف: «وجهنا مطالبات إلى القيادة الأمريكية الحالية بأنها ليست مضطرة إلى أن تلطخ سمعتها بممارسات الحكومة السابقة، وأنه يتعين عليها إغلاق المعتقل وتقديم كل من تثبت صلته بانتهاكات داخله خلال الفترة من 2001 حتى الآن».