يقول فلان ابن فلان ابن فلان ابن فلان_ أطال الله في اسمه _ وهو أحد ملاك الإبل ممن امتلكوا ناقة وسيمة جلادة تجبرك على التفرج ناحيتها مع القليل من العطالة العقلية كأنها تترنم في صفاقة : (تظل ملوك الأرض تلثم ظهري). يقول مالكها بعد مطالبة المنافسين له بسحب ناقته من السباقات لتوزيع فرص الفوز على بقية النياق الدميمة قليلة الحظ منتوفة الحيلة : ( لو أردتم مني الانسحاب من هذا المفاز فليأت ملاك الإبل ويطلبوا مني هذا أمام شاشات التلفزة الشعبية , وأعدكم أن أغادر السباق بناقتي) . هذا الرجل المنتفخ سذاجة وغرورا وفشافيش يريد من الناس أن يعلنوا في صغار وذل أن يترك لهم متسعا من الهواء تقتسمه أنوف نياقهم وتجريب حظوظها الرديئة . سيقول السفهاء من الناس : (هذا كلام معه لا ضده لأنه بسبق حائز تفضيلا شعبيا ويحق له أن يطلب هذا الطلب) . في الحقيقة وددت لو أمسك بحلق هذا السيد وناقته الغانية وأرمي به في العصر الطباشيري قبل نحو سبعين مليون سنة فيمارس هواياته وخباله بحرية . أدرك تماما أن قلة من خريجي الصحراء الذين يألفون لمسات السخف وتألفهم يعتبرون مثل هذا السبق الحيواني جزء من التابو محرم المساس أو التعريض به, لكن زوايا العطانة الأثرية يجب أن تنبش وتطهر من الجذور . عيب أن نقلب قنوات التلفزة الشعبية التي تلوث في معظم تكوينها ذوق الناس بلا توقف فنجد نياقا تستعرض في غباء وعدم فهم لما يجري حولها أصلا ثم تنتهي المسرحية ذات الطابع البريختي بصفقات مالية هيلمانية لا يستوعبها العقل الذي يسكن منزلا بالإجار , أو العقل الذي تكسر ظهره قشة القروض , أو العقل الذي عجز عن تسديد الكمبيالات خاصته, أو العقل الذي اجترأ الصيدلية خلسة كي يؤمن حليبا لأطفاله بطريقة لا تشرعنها الصيدلية . رنا الشهري *كاتبة وإعلامية سعودية [email protected]