بسم الله الرحمن الرحيم عذرا خديجة بنت خويلد لم يعلموا أن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاكِ للإسلام فأجبتيه طوعا بلا صخب ، وأزلت عنه كل نصب ، فكان جزاء ذلك ، أن أبلغك الله السلام ، وبشرك ببيت في الجنة من قصب ، لا صخب فيه ولا نصب. عذرا خديجة بنت خويلد لم يعلموا أنك من حفظت بيت النبي صلى الله عليه وسلم ، وكنت له خير مُعين ، وقلت له : والله ما يخزيك الله أبدا ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق ، وقال عنك : "آمنت بي إذ كفر بي الناس ، وصدقتني إذ كذبني الناس ، وواستني بمالها إذ حرمني الناس ، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء " فيا ليت شعري هل من مركز ومؤتمر في هذه الفضائل .. ووقتها هل من مؤتمر ؟؟ عذرا خديجة بنت خويلد لم يعلموا أنك كنت تُدعين في الجاهلية (بالطاهرة) وكنت رمزا للعفاف ، ورمزا للحياء ، ورمزا للوفاء ، وكنتِ أول مسلمة ، وبدلا من أن يجعلوك رمزا لهم في هذه الفضائل ، رموك بالباقعة فجعلوا من اسمك الطاهر الشريف ، شعارا لفسادهم ، وتمريرا لمخططاتهم ، ثم لم يرعووا أن يرفعوا شعارهم بالزور بقولهم قدوتنا خديجة يا الله ألم يستحوا من الله تعالى ، وقد بلّغك السلام ، وبشرك بالجنة ؟ وقال عنك رسولنا الكريم (خير نسائها خديجة). و يا الله ألم يستحوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد كنتِ أفضل نسائه ، وقال عنكِ (إني رزقت حبها) ، واستأذنت أختك هالة يوما فتذكر صوتكِ وقال ( اللهم هالة ) من فرط الحنان إليكِ ، وقال عنك (ما أبدلني الله خيرا منها) ، و لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم بعثت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه في فداء زوجها بمال وبعثت فيه قلادة لكِ فلما رآها رسول الله صلى الله عليه و سلم رق لها رقة شديدة حبا لكِ وشوقا إليكِ وقال : إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها. فيا وليهم .. يا ويلهم كيف آذوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فيكِ .. وأنتِ .. أنتِ.. ويا ويلهم .. كيف سوّل لهم الشيطان أن يجعلوا من اسمك الطاهر الشريف رمزا لفسادهم القبيح .. فتبا لهم .. ثم تبا لهم .. عذرا خديجة بنت خويلد لم تخرجي يوما متبرجة مثلهم ، لتُظهري زينتك عند الرجال ، وتبادلينهم التهاني ، وتصافحيهم. ولم تجلسي مثل ما جلسوا ليسمعوا تلك المغنية المتبرجة ، التي أتوا بها لتنهق عليهم برقية ابليس ، وتزيد عليهم التلبيس. ولم تلبسي زياً للرجال كما لبسوا "البشوت" لأن حيائك الفطري يمنعك من ذلك ، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ، فقال (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال) .. فاللهم آمين .. اللهم آمين .. ولم تريهم يا خير النساء ، وأجسادهن تكاد تلتصق بالرجال ، ليصافحوهم مصافحة المحارم ولم تري إحداهن ، وقد جعلت صورة لأحد ولاة أمرنا الأخيار ، دؤبنا أن نقول عنه ، أنه في القلوب ، فجعلته خلف الظهور ، في باقعة هائلة ، لا أظنها حصلت منذ تأسيس دولتنا أخيرا أمي خديجة سامحيني على قلة حيلتي ، فوالله الذي نفسي بيده ، لوددت أن أبذل الغالي والنفيس ، في الذب عنك ، فسيرتك الناصعة ، ورايتك البيضاء ، وعشرتك الحنون لرسولنا صلى الله عليه وسلم خير البشر ، لم يدنسها سفورهم ، ولم يُنقص من قدرها فجورهم ، فرضي الله عنك وأرضاك، والحمد لله رب العالمين. كتبه الفقير إلى الله : محمد ابن الشيبة