رب كلمة قالت لصاحبها دعني ، ورب قتيل في قبره جراء ما نطق به لسانه ، قال الله تعالى:( لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه ". وقال:" من كان يؤمن بالله وليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت ". إن الكلام عظيم ، وبكلمة يرتفع الإنسان عند الله وعند خلقه ، وبكلمة يسفل ويبعد فيها الإنسان عند الله وعند خلقه ، فرب كلمة هوت بصاحبها في النار سبعين سنة ورب كلمة رفعت صاحبها منازل ودرجات عالية عند الله تعالى . كم من الناس عوقب وأوذي وقهر وأقصي بسبب لسانه كم من الناس أبعدهم الله وغضب عليهم ولعنهم بسبب ما نطقت به ألسنتهم كم من الناس رضي الله عنهم ووفقهم وسددهم وأكرمهم ورفع منزلتهم بما قالوا كم من الناس ينال الشهادة بقوله الحق عند سلطان جائر كم من الناس يلجم بلجام من نار لسكوته عن إذاعة حق يعلمه ويقدر عليه كم حصلت من صلة ومن بر ومن تآلف ومن كسب قلوب وتبديد عداوات وخصومات والسبب كلمة كم من فرقة وعداوة وقهر وتنافر حصلت حتى بين بعض الأقارب والسبب كلمة كم وكم وكم من خير عظيم أو شر مستطير حصل والسبب كلمة ألا فليتق الله أرباب الأقلام ورجال الإعلام فيما يكتبون ويسطرون وليعلم الواحد منهم أنه ما من كاتب إلا سيفنى *** ويبقى الدهر ما كتبت يداه فلا يكتب بكفه غير شيء *** يسره في القيامة أن يراه قيل لأحد السلف إلى متى الكتابة ؟ لكثرة كتاباته ومؤلفاته قال: لعل الكلمة التي أدخل بها الجنة لم أكتبها بعد!. لله در الهمم والمقاصد العالية والغايات النبيلة . ليحذر وليتق الله أقوام سخروا كتاباتهم في الهدم لا البناء وفي الضرر لا في النفع والفائدة احذر لسانك أيها الإنسان *** لا يلدغنك إنه ثعبان كم في المقابر من قتيل لسانه *** كانت تخاف لقاءه الشجعان ألا فليتق الله أقوام وليكفوا عن كتابات وكلمات القدح في مبادئنا وقيمنا وأعلامنا وهاماتنا الرفيعة قبل أن يجنوا مغبة ذلك وعواقبه الوخيمة كناطح صخرة يوما ليوهنها *** فلم يضرها وأوهى قرنه الوعلُ عبد الله عوبدان - شرورة