أبناء بين قسوة الآباء وإهمالهم إن الأبناء نعمة عظيمة من نعم الله تعالى لا يعلم قدرها وأهميتها كثير من الناس ، قال الله تعالى المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً وخير أملا ) واسألوا كيف هي حاجة من قدّر الله تعالى عليه العقم كيف هي حاجته للأولاد؟! لكن كثير من الناس ضيع تلكم الأمانة العظيمة وخانها وأهملها بإفراط أو بتفريط ! فمن الآباء من لا يستحق من معاني الأبوّة ولا حقوقها شيء فهو ظالم خائن مجرم يتعامل مع رعيته أشد ما يكون من قسوة وظلم وتعد وغيره ! وظلم ذوي القربى أشد مضاضة *** على النفس من وقع الحسام المهند من الآباء من يطرد ولده ومنهم من يعاقبه بأقسى أنواع العقوبة والإجرام فيصيبه بعاهة أو عقدة أو غير ذلك ، وفي المقابل هناك آباء ضيعوا الأمانة فعلاً بإهمالهم الذريع لأبنائهم فلا يسأل عنهم ولا عن صحبتهم ولا عن أهدافهم وغاياتهم وخوفهم من الله وتقواهم ، غاية أمره أن يؤكّلهم ويشرّبهم ويلبسهم ويتنتهي عند ذلك كل شيء بالنسبة له ، بل ربما ساعدهم فيما يفسد أخلاقهم وقيمهم ومبادئهم ثم يفاجأ بأن ابنه تدنس شرفه وهتك عرضه من قريب أو صديق أو زميل ترك له الحبل على الغارب ليذهب مع من شاء ويجيء مع من شاء من غير النظر إلى تدينه وخوفه من ربه وصفات الكرامة والشهامة فيه ، وآخر يتفاجأ بأن ابنه قد مسك عليه مع خمسين أو عشرين أو أكثر أو أقل في استراحة أو سهرة حمراء تدمر الدين والأخلاق ومعاني الرجولة بل قد سبق تلكم التجمعات أحوال وأمور والآباء في غفلتهم يعمهون ، وآخر يأذن لولده بأن يذهب مع أصداق سوء في نزهة فيأتي وقد هُتك عرضه أو كاد وآخر يقتل والده وآخر يقبض على ابنته مع سائق أجنبي أو في استراحة في حالة لا ترضي أي إنسان فيه أي معنى من معان الإنسانية وغير ذلك الكثير والكثير وحدث ولا حرج ، أين الآباء عن ذلك! أما علموا أنهم بتربيتهم لأبنائهم قد ترتفع رؤوسهم وقد تنزل؟ أما علموا أن الله سوف يسألهم عن رعاياهم أحفظوا أم ضيعوا ؟ أما علم أولئك أن الزمن تغير والناس تغيرت وكل شيء لم يعد كما عهدوا ؟! ألا فليتق الله أقوام فيمن ولاهم الله أمرهم وليحفظوهم قبل أن يشقوا بهم في الدنيا وربما في الآخرة . عبد الله عوبدان - شرورة [email protected]