يعاني المبتعثون في أستراليا قلة "السلع الرمضانية" وارتفاع أسعارها وانتهاء صلاحية أغلبها، وطالبوا بإيجاد حلولٍ تعينهم على تجاوز هذه الإشكاليات التي تحاصرهم خلال شهر رمضان. وقال الطالب علي اليوسف: "لا تقف معاناة المبتعثين السعوديين على الغربة فقط أو غياب الجو الأسري، بل تزيد معاناتهم عند رغبتهم في التبضُّع في بعض المتاجر العربية، التي تستغل حلول هذا الشهر الفضيل لتبالغ في بعض أسعار المنتجات التقليدية، التي تعوّد عليها السعوديون وأسرهم في رمضان كالتمر والقهوة العربية وشوربة كويكر واللقيمات وعجينة السمبوسة وغيرها من السلع". وأوضح: "أسعار هذه المنتجات تقفز إلى مبالغ خيالية، إذا ما تمت مقارنتها بالأسعار الموجودة في الأسواق، فنصف كيلو من تمر الخلاص أو السكري يصل إلى 20 دولاراً أي ما يعادل 80 ريالاً سعودياً، وكذلك الحال مع القهوة العربية والهيل التي يتزايد الطلب عليها في رمضان بشكلٍ لافتٍ جداً من قِبل السعوديين وأسرهم، فحبيبات قليلة من الهيل يتجاوز سعرها ال50 ريالاً سعودياً وعلبة الفيمتو تصل إلى 40 ريالاً". وأضاف اليوسف: "شجع ذلك أصحاب المتاجر التي تعود أصولهم إلى دول عربية أو إسلامية، وجعلهم يستغلون هذا الشهر الفضيل بشكل لا يتناسب مع روحانيته، وكل هذا بسبب علمهم بالدخل الجيد للمبتعثين السعوديين ولا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن يستغنوا عن هذه المستلزمات على مائدة الإفطار". وأضاف عبد الوهاب المرشد ماجستير إدارة صحية بجامعة فلندرز، أن "الحياة في الغربة، خاصة خلال شهر رمضان، صعبة جداً ولعل ما يزيد صعوبتها الحصول على المواد الغذائية التي تعوّدنا عليها في المجتمع السعودي تحديداً". وأشار إلى أن "المتاجر التي تجد فيها هذه السلع تكاد تكون محدودة وبالتالي العرض أقل من الطلب؛ الأمر الذي يرفع من أسعارها بشكل مبالغ فيه، وفي المقابل لا توجد حلولٌ أخرى، فالأنظمة في أستراليا تمنع دخول المواد الغذائية عن طريق المطار فلابد أن تشحن أي مواد غذائية تحتاج إليها من السعودية وهذا مكلف بسبب ارتفاع تكلفة الضرائب، إضافة إلى أنها تحتاج إلى وقتٍ طويل لوصولها، وهذا أمر مزعج جداً لأننا نضطر لشراء سلع بخمسة أضعاف قيمتها الأساسية". وأوضح فيصل العصيمي ماجستير في النانو تكنولوجي في جنوب أستراليا، قائلاً: "نعاني كثيراً عدم توافر جميع المنتجات الغذائية في رمضان ما يجعلني أحرص على الاتصال بأهلي قبل الشهر الفضيل بفترة كي يرسلوا لي الأساسيات كالتمر والقهوة وبعض المنتجات الأخرى، فلا أعتمد كثيراً على المتاجر المتخصّصة في المنتجات العربية أو الإسلامية نظراً لارتفاع أسعارها في موسم رمضان وقبله بفترة قصيرة ولكن أحياناً أضطر للشراء منها في حال انتهاء المخزون الرمضاني". وأضاف: "أتمنى أن تكون هناك حلولٌ لهذه المشكلة، لأنني عايشت ثلاثة مواسم رمضانية في أستراليا كانت من أصعب المواسم بسبب ارتفاع التكاليف". وقال وليد القحطاني طالب في كلية العلوم الصحية التابعة لجامعة فلندرز "المشكلة ليست فقط في غلاء الأسعار في هذه المتاجر، بل هناك مشكلة أكبر من ذلك بكثير وهي انتهاء صلاحية بعض المنتجات الغذائية". من جهته، تحدث صاحب مركز للتسويق محمود محمد وهو أسترالي من أصل سوداني وقال: "هناك الكثير من الأمور التي يجهلها البعض من المتسوّقين ومنها هذه البضائع التي تأتي من الخليج العربي فهي تأخذ دورة كاملة حتى تصل إلى منطقة جنوب أستراليا ونحن نقوم باستيرادها ليس بالسعر الأساسي الموجود في السعودية أو دبي، بل بسعر يصل إلى ثلاثة أضعاف سعرها الأساسي؛ وبالتالي لا نستطيع أن نبيعها بسعر السوق السعودي". وأضاف: "هناك أسباب أخرى تسهم في زيادة الأسعار منها الضرائب الموجودة هنا في أستراليا فلكل بضاعة يتم استيرادها قيمه نقدية من الضرائب، إضافة إلى أسعار إيجار المحل والفواتير والخدمات الأخرى ورسوم البلدية المحلية". وأكد محمود أن هذه البضائع لا تلقى رواجاً إلا عند العرب، خاصة الخليجيين منهم.