بالنسبة لمجموعة من المبتعثين الجدد في مقاطعة فلادلفيا بولاية بنسلفينيا الأميركية، فإنه شهر رمضان الأول الذي يقضونه بعيدا عن الأهل والأصدقاء وعن الوطن. فكل شيء تغير، حتى سفرة مائدة الإفطار تغيرت، فلم يبق أمامهم سوى البحث عن بدائل في الوقت الذي عجزوا فيه عن إيجاد أبرز مكونات هذه المادة وهما "التمر والقهوة". ياسر العتيبي ذهب إلى عدة متاجر باحثا عن التمر والقهوة العربية، إلا أن محاولاته باءت بالفشل، فما كان منه إلا أن بحث عن البديل. يقول "من كان يصدق أن استبدل التمر والقهوة بتشكيلة من الشوكولاته والقهوة الأميركية؟". وأضاف "ذهبت إلى عدة متاجر كغيري من السعوديين هنا بحثا عن التمر ولكن للأسف فالتمر هنا نادر جدا ولا يمكن العثور عليه بسهولة، فما كان مني إلا أن اشتريت بعض أنواع الشوكولاته من نوع سنكرس ليحل بديلا عن التمر". فهد الحربي، صديق ياسر، لم يجد إلا القهوة الأميركية الشهيرة لتحل محل القهوة العربية التي افتقد رائحتها وطعمها اللذيذ، على حد تعبيره. هي المرة الأولى التي يصوم فيها ياسر وفهد خارج حدود الوطن، وقلة الخبرة قادتهم إلى "سنكرس" ليحل بديلاً عن "التمر"، كما أنهما لا يعرفان الأماكن التي تباع فيها البضائع العربية الخالصة التي عادة ما تكون بعيدة عن مقر السكن بالإضافة إلى أن أسعارها مكلفة. يقول ياسر: "أشعر بالحيرة حين أتحدث إلى أصدقائي حول الإفطار، فخبرتنا قليلة ولا يوجد لدينا أحد ماهر في الطبخ، ولا توجد أماكن قريبة لشراء التمر والقهوة العربية"، والحل من وجهة نظر ياسر هو شراء كميات كبيرة من الحلويات إضافة إلى البن الأميركي ليكون متاعهم الذي يتزودون به في رمضان. وتتبين قلة خبرة بعض المبتعثين في الطبخ، فالمبتعث الجديد عبدالله الراشد لا يستطيع طبخ الوجبات المعقدة، على حد قوله. ويسخر من طريقته في الطبخ قائلا "إن جل ما يمكنه طبخه لا يتعدى قرص بيض". لم تكن حال عبدالله الراشد أفضل من ياسر وفهد، فالسفرة الطويلة التي كان يراها في السعودية ستختفي هنا في أميركا، وسيحل مكانها جريدة صغيرة يضع عليها "قرص بيض" وقليلا من الخبز وكأسا من الماء يبل به ريقه. ورغم وجود متاجر عربية منتشرة في أميركا، غير أن المنتجات العربية عادة ما تكون أسعارها تفوق المعقول. ففي فيلادلفيا، على سبيل المثال، وضع أحد المتاجر العربية إعلانا أعلن فيه توفر "تمر وبكميات كبيرة" مهنئاً المسلمين في ختام إعلانه بقدوم شهر رمضان المبارك، غير أن الأسعار عالية جدا كما يقول المبتعث محمد الزهراني. فعلبة تمر بحجم كف اليد يتجاوز سعرها 15 دولارا، غير أن القهوة العربية التي قد تجدها بصعوبة كبيرة في مدينة فيلادلفيا وأسعارها خيالية، مما يضطر الكثير إلى الاستعانة بالبن الأميركي كنوع من التوفير.