يعيش المواطن السبعيني محمد علي حسن زيلع، من المضايا، فصول معاناة إنسانية مؤلمة، وينتظر مع شهر رمضان المبارك يداً حانية لعلها تساعده على تجاوز تلك المعاناة مع زوجته وأطفاله الثلاثة، وتعويض سنوات المعاناة والفقر والحرمان. وتقطن عائلة زيلع في غرفة متواضعة ومتهالكة، تفتقد أدنى المواصفات الآدمية، ورغم ذلك فإنها مهدّدة بالمبيت في الشارع، بعدما أنذر ورثة المتبرّع بتلك "الغرفة" المواطن زيلع، بالخروج منها بأسرع وقت. وإضافة إلى معاناة السكن، فإن الفقر ينهش حياة عائلة المواطن، حتى رسمت قسوة الحياة تجاعيدها على وجهه الذي يفضل التزام الصمت وأصبح أسيراً لمهدئات الصحة النفسية التي يراجع عياداتها بين الفينة والأخرى طمعاً في الحصول على قرص ينسيه حجم معاناة عائلته المكوّنة من ثلاثة أطفال وأم؛ لم يستطع إكمال سير مراجعاته للجهات الحكومية من أجل ضمّها لدفتر عائلته بسبب ضيق ذات اليد. وسبق للمواطن زيلع الحصول على قرض أسري من بنك التسليف، وهو أمر ضاعف من أحلامه في الحصول على أرض يبني عليها بيتاً، لكنه لم يكن يعرف أن قرضه لا يبني له غرفة؛ لتكمل المعاناة فصولها حيث يخسر 750 ريالاً من ألفي ريال يقدّمها له الضمان الاجتماعي التابع لوزارة الشئون الاجتماعية، ويجد صعوبة كبيرة في سداده.
وقال جاره أحمد الحكمي: "حاولنا بشتى الوسائل أن نوفر له سكناً، خاصة بعد إنذار ورثة المتبرّع له بالخروج من الغرفة التي يسكنها بأسرع وقت، لكن دون جدوى، فقد تمت مخاطبة المسؤولين عن مشروع الإسكان التنموي بالسهي كونه الأقرب، إلا أنهم لم يردوا". وأضاف: "حاولنا أيضاً في أماكن أخرى لعل ذلك يسهم في تأمين مسكن يؤويه مع عائلته، وفي كل مرة تكون النتيجة سلبية، مؤكداً أن المواطن لديه برقيات للجهات المسؤولة للغرض نفسه. ولعل إلقاء نظرة فقط على الصور التالية للمكان الذي تعيش فيه هذه العائلة كفيلٌ برسم صورةٍ واضحةٍ عن مقدار المعاناة التي تتكبّدها, والأمل يحدوهم في تحرُّكٍ قبل فوات الأوان.