اتَّجه عدد من الشبان بمدينة عرعر للمتاجرة بالأغنام؛ للبحث عن الرزق الحلال الذي يحفظ كرامتهم، لكنهم صُدموا بواقع مرير، تمثل في العمالة الوافدة التي استولت – تقريباً - على سوق الأغنام بعرعر، على الرغم من مخالفتهم بامتهانهم مهنة غير مهنتهم. وقال بعض الشبان العاملين بسوق الأغنام بعرعر ل"سبق": إن العمالة الوافدة تؤجر لنا الأحواش بأسعار مرتفعة، وتضيّق علينا الخناق في البيع والشراء. فيما أكد آخرون أن بعض العمالة يشترون أغناماً مسروقة بأقل الأثمان، وهم يعلمون أنها مسروقة، ثم يبيعونها بأعلى الأثمان.
العمالة والربح المادي وقد رصدت "سبق" عاملاً بنجلادشياً، يُدعى "بلال"، يعمل في سوق الأغنام منذ أكثر من 10 سنوات، بالرغم من اختلاف عمله بالسوق مع مهنته في إقامته، ولا يكاد يصدق أن أغلب العمالة المتاجرة بالأغنام يأتون من بلادهم بمهن "سواق" ونحوه، ويتجهون للمتاجرة بالأغنام، ويصبحون من كبار تجار الأغنام، ويشترونها بأقل الأثمان من بعض الشباب الذين يبحث عن المادة بالسرقة، وهم يعلمون ويستغلونها!
خريجون يتاجرون بالأغنام! ويقول الشاب سلطان العمر، وهو خريج من كلية التقنية "دبلوم محاسبة"، ويعمل في المتاجرة بالأغنام من بعد تخرجه منذ سنة تقريباً: "لم تجد المتاجرة منفعة مالية كون المربح علي يتجاوز 60 ريالاً، وسيطرة العمالة على السوق بأكلمه، والتضييق علينا".
العمالة والفساد وعلى الرغم من الحملات الأمنية التي قامت بها شرطة منطقة الحدود الشمالية في وقت سابق، والقبض على أعداد ليست سهلة لمخالفي النظام في سوق الأغنام، إلا أن تلك الحملات لم تُثبت صرامتها، وذلك بعودة أعداد منهم للسوق والمتاجرة من جديد، بالرغم من مخالفة النظام!
تركتُ الدراسة واتجهت للمتاجرة! ويقول الشاب نايف الشمري، وهو حاصل على مؤهل "شهادة متوسطة"، إنه ترك الدراسة وعمل بالمتاجرة بالأغنام منذ ست سنوات تقريباً. وردًّا على سؤال "سبق": "لماذا لم تكمل الدراسة بالرغم من صِغَر سنك؟" ابتسم نايف، وقال: "الله كريم". وحول ربحه المادي من المتاجرة بالأغنام أجاب: "الربح ضعيف جدًّا، وخصوصاً للشباب السعودي؛ لأن الكثير منهم يبعد عن الشراء منا، ويذهب للعمالة، ويشتري الأغنام منهم". وتساءل: "لماذا أغلبهم يتجهون لهم ويتركون ابن البلد؟".
طالب جامعي يتاجر بالأغنام ويقول محمد طريد، وهو طالب جامعي، إنه يأتي لمساعدة والده في بيع الأغنام، وللاستفادة أيضاً. وعن الربح أجاب بأنه "للأسف ضعيف جدًّا، ولكن يستفاد منه في وقت (الزنقات)".
مطالبة بإبعاد العمالة وطالب الشبان عبر "سبق" الجهات المختصة بإبعاد العمالة الوافدة، التي احتلَّت سوق الأغنام منهم، وكذلك بتشجيعهم، وإعطاء الألوية لابن البلد في الشراء، والابتعاد عن العمالة.