لم تمنع المدارس والالتزامات الأسرية مجموعة من الشباب من الاتجاه إلى تجارة الصقور التي تعد حديثة ومبتكرة في أجندتهم، وقد جذبتهم إليها بكل ما فيها من تحديات وصعوبات وسهر الليالي والمثابرة والخطر وقطع المسافات، فاتجهوا إلى شراء وبيع الصقور وصيدها في مواقع برية على جنبات طريق جدة جازان الساحلي قرب الخمرة والشعيبة. في وقت أوعز فيه المتاجرون بالصقور أو من يسمون ب«الصقارين» أسباب التجارة إلى الربح والمتعة والترفيه، إضافة إلى جمال اقتناء الصقور والنظرة الاجتماعية بأنها تجارة مميزة وراقية. يؤكد سعد السالمي، طالب ثانوي، أنه امتهن المتاجرة بالصقور مع مجموعة من زملائه «إنها تجارة مربحة وفيها متعة كبرى، وقد تعلمت المهنة وأسعى حاليا لأن أطور نفسي من خلالها كي أصل إلى مستوى كبير من التجارة»، مضيفا أنه بدأها عن طريق شراء بعض أنواعها الرخيصة برأسمال في حدود ألفي ريال، وقد راقت لي الفكرة وأصبحت أشتاق إليها وأطلع مع زملائي إلى البر في الإجازات وإجازة نهاية الأسبوع». صيد وشراء ويشير السالمي إلى أنها مهنة تعكس المتعة الكبيرة من خلال التربية ومتابعة غذاء الصقور وتوفير لحوم الطيور التي نشتريها من السوق كي نوفر لها تغذية مناسبة وإيجاد بيئة مناسبة للعيش لها، فهي تحتاج إلى مواقع مخصصة كي تعيش، إضافة إلى تواصلنا مع تجار لهم خبرة في سوق الصقور من أجل أن نتعلم منهم أساليب تربيتها، وطريقة معيشتها، وكيفية المتاجرة بها، والحصول على تعليم متخصص وتدريب بشأن عمليات القنص التي يقوم بها قناصو الصقور في أوقات مختلفة من العام. ويستطرد السالمي أن رأسماله بدأ ينمو شيئا فشيئا من خلال المتاجرة في أسواق مخصصة للطيور والصقور في جدة ومواقع خارجها، مشيرا إلى أن لديه نحو عشرة صقور مختلفة الأنواع بعضها اشتراه، وآخر حصل عليه عن طريق الصيد. جيدة للشباب ويوضح «حامد» مربي صقور آخر أن الهواية فيها متعة عالية وهنالك من تحول إلى تاجر أو مستثمر يشار إليه بالبنان من جراء التجارة في سوق الصقور، وأشار إلى أن هنالك أنواعا مختلفة من الصقور تختلف باختلاف أنواعها، فهنالك الحر الذي تصل قيمته إلى نصف مليون ريال، والشاهين وغيرها من الأنواع باهظة الثمن، مضيفا أن هنالك خبراء مختصين في مجال بيع وشراء الصقور ويعرفون الصقور من شكلها وحركتها في الصيد، ويمتلكون خبرة كافية في هذا المجال، منوها إلى أن الفكرة جيدة للشباب خصوصا أنها كانت في فترة سابقة مقتصرة على فئة معينة من الأعمار وهم الذين تخطوا مرحلة الشباب، ولكن الشاب إذا استغل وقته وتاجر بها وتعلم خلفيات المتاجرة فإن ذلك سينعكس عليه إيجابا من خلال الأرباح من جهة وإشغال وقته بالمفيد والممتع من جهة أخرى .