يعتبر موسم الأضاحي هاجسا مخيفا للكثير من المواطنين الذين يرغبون في شراء الأضحية، وهذا العام، ارتفعت أسعار الأضاحي مقارنة بالعام السابق، لتلامس 1850 ريالا للخروف البلدي (النعيمي)، ويرى الكثيرون أن هذه الأسعار أصبحت خيالية، وعزوا ذلك إلى غياب الرقابة التامة من جانب وزارتي التجارة والزراعة على تجار المواشي ومربيها، بالإضافة إلى الغياب الرقابي المتواصل من البلديات. وطالب العديد منهم بأن تتدخل الجهات المسؤولة من أجل كبح جماح هذه الارتفاعات. ويعاني الكثيرون من هذه الإشكالية، ويصطدمون بعدم ضبط الأسعار في السوق، وبتلاعب العمالة المتواجدة فيه، ومحاولاتهم التلاعب على المواطن، ويطالبون بالقيام بدور رقابي صارم في أسرع وقت ممكن، ليتمكن المواطن من شراء الأضحية بسعر معقول، وتوزيعها على المحتاجين. أسعار الأغنام ويرى المواطن فهد الشهري الذي كان موجودا في سوق الخبر للأغنام أن سبب ارتفاع أسعار الأغنام يعود إلى تراكمات عديدة جاءت في وقت واحد، منها قلة الثروة الحيوانية في المملكة، ومنع الاستيراد من بعض الدول المجاورة لنا، مما تسبب في الكثير من الارتفاعات المتتالية كل سنة، وقال «أسعار الأضاحي قبل خمس سنوات تقريبا كانت قريبة من 800 ريال للذبيحة، وبدأت في الارتفاع تدريجيا إلى أن وصلت الآن ومن خلال جولتي في السوق إلى 1800 ريال للخروف النعيمي، وأعتقد أنها خلال الأيام القادمة وقبل يوم العيد بيوم ويومين سوف تواصل ارتفاعها إلى أن تصل 2000 ريال وأكثر». وأضاف «أكاد أجزم أن أصحاب ومربي المواشي هم كذلك سبب رئيسي في رفع الأسعار في وجه المواطن، وخاصة في أيام المناسبات والأعياد، فيستغلون بذلك حاجة المواطن في الشراء، ويقومون برفعها إلى هذه الأسعار، وعن دور الجهات الرقابية في الحد من الغلاء ورفع الأسعار قال الشهري: «الجهات الرقابية مختفية تماما عن المشهد، وكأن ليس لهم علاقة بما يحدث من تلاعب في الأسعار، واستغلال المناسبة، وهذا جعل الكثير من تجار ومربي الماشية يحددون الأسعار وفق مزاجهم وبدون حسيب ولا رقيب، فلا يوجد هناك تسعير للمواشي أو على الأقل مؤشر يصدر منها يحدد أسعارها، وليس هناك جولات ميدانية لتراقب المتلاعبين في الأسعار في السوق المركزي ولا يوجد أي اهتمام لهم على الرغم من أن هناك بعض الدول المجاورة تراقب بشكل مكثف أسعار المواشي بل وتخالف التجار الذين يقومون باستغلال المواطن وتفرض عليهم عقوبات مادية إذا تجاوزوا الأنظمة، وهذا كله يصب في مصلحة المواطن البسيط الذي يريد أن يكمل عيده بفرحة شراء الأضحية وتوزيعها على المحتاجين الفقراء» . المناسبات العامة وجاء المواطن عوض الهاجري (من سكان حي الثقبة) إلى سوق الغنم ليتعرف على أسعار الأضاحي، وقال: «لا أصدق ما يحصل في السوق»، متسائلاً «هل من المعقول أن نصل إلى هذه الأسعار الخيالية في الأضاحي، فالأسعار في ارتفاع من قبل خمس سنوات ناهيك عن وصولها لذروتها في المناسبات العامة كالأعياد والإجازات، بل أن الأسعار تختلف من شهر إلى آخر، فتلاحظ الزيادة في استمرار غريب وكأن ليس هناك رقيب أو حسيب لهذه المشكلة، مشيرا إلى أن حكومة خادم الحرمين الشريفين قامت بدعم الأعلاف والشعير، ولكن هناك عدم التزام من تجار المواشي بالتعليمات واستغلوا غياب الرقابة ورفعوا الأسعار، ولم يلتفتوا للمواطن البسيط الذي أصبح من المستحيل أن يشتري أضحية للعيد بهذا السعر الكبير، وهناك أمور كثيرة زادت من سوء الأمور، وهي قلة الثروة الحيوانية في المملكة، وقلة مربي المواشي القادرين على جلب المواشي وتربيتها لأنها أصبحت تكلفهم الكثير على عكس تجار المواشي الذين لهم سنوات في هذه المهنة». وأضاف : «أعتقد أن هناك حلولا جذرية، فلو تكاتفت ووزارة الزراعة ووزارة التجارة وبمساعدة الأمانة في إيجاد طريقة لتخفيض السعر، لاستطاعوا إقامة لجان مراقبة للأسعار في الأسواق والمحال التجارية، وفتح معابر أخرى للاستيراد من الدول المجاورة، ومراقبة دعم الأعلاف والشعير، وإلزام تجاره بالبيع بالأسعار التي تناسب المواطن وتكفل حقه في خفض أسعار الأضاحي أعتقد أنه سيكون هناك انخفاض بالتدريج لأسعار الأضاحي ورجوعها إلى المستويات المعقولة التي يطلبها المواطن». أضحية للعيد ولم يخف المواطن سالم عواجي امتعاضه الشديد مما يحصل من ارتفاع في أسعار الأضاحي كل عام وقال: «بالنسبة لي لا أملك المال الكافي لشراء أضحية للعيد ب 1800 ريال على الرغم من أني كنت أتمنى أن أدخل البهجة والسرور على أبنائي في شراء أضحية العيد، ولكن لم يعد باليد حيلة وأصبحت مضطرا أن أذهب لشراء كوبون أضحية العيد من أحد المراكز كالندوة العالمية للشباب الإسلامي، فهي تقدم كوبونات أضاحي العيد بحوالي 500 ريال وهم يتكفلون بشرائها وإخراجها عني وتوزيعها في احدى الدول الإفريقية المحتاجة». المواطنون يشكون غلاء أسعار الأغنام .. والتجار: لن نتنازل عن أرباحنا عندما تسأل التجار عن أسباب الزيادة، تأتي الاجابة السريعة بأن اسعار الاعلاف ارتفعت، رغم ان الدولة تدعم التجار وخاصة في قطاع الاعلاف. من عام لآخر، تشهد اسعار الاضاحي ارتفاعا وبشكل جنوني، في ظل نقص الانتاج المحلي وازدياد الطلب على المستورد، بالاضافة الى جشع تجار المواشي واستغلالهم للمواسم في تحقيق الأرباح، ولو كان على حساب المستهلك، يعزز ذلك غياب الرقابة، وتكثر شكاوى المستهلكين واتهاماتهم للجهات الرقابية في التقصير وعدم المتابعة، وعدم ملاحقة التجار الجشعين، مؤكدين فشل الجهات المعنية في احتواء الازمة. وعلى الجانب الآخر، عزا الباعة والتجار أسباب ارتفاع اسعار المواشي الى ارتفاع اسعار الاعلاف واحتكارها، وكذلك عدم كفاية الاعداد المستوردة من المواشي، مؤكدين أنهم ليسوا على استعداد للتنازل عن أرباحهم لخفض الأسعار. وزارت «اليوم» سوق الاغنام في الدمام، لتلتقي بعدد من الاطراف الداخلة في عملية شراء الأغنام، لرصد حالة السوق والوقوف على الاسعار، راغبة من وراء ذلك الوصول الى الحلول للأزمة والقضاء على البيروقراطية في الاداء.. وهنا كانت المحصلة.. زيادة مفتعلة وأكد ابراهيم الخلف ان موسم الاضاحي يشهد زيادة مفتعلة في اسعار الاضاحي عاما بعد آخر، من قبل التجار، موضحا أنه عندما تسأل التجار عن أسباب الزيادة، تأتي الاجابة السريعة بأن اسعار الاعلاف ارتفعت، مشيرا إلى ان الدوله تدعم التجار وخاصة في قطاع الاعلاف، ورغم ذلك الأسعار في ارتفاع، وأضاف «أؤمن بعبارة أن من أمن العقوبه أساء الادب» وما يحدث في سوق الأغنام، يكون على حساب المواطن. واضاف الخلف : لا توجد حلول لحل هذه المشكلة المزمنة على الاطلاق، والتي تكررت في الاعوام السابقة وهذا العام، داعيا الجهات المسؤوله الى تكثيف الرقابة وتحديد آليتها لمحاربة الغلاء المفتعل من قبل التجار، والتي ترهق ميزانية الاسرة. استغلال وعشوائية وفي السياق ذاته شدد المواطن عوض اليامي بأنه «ينبغي على المسؤولين بضرورة استيراد المواشي المستوردة وخصوصا في فترة الحج وعيد الاضحى المبارك، ومن ثم عرضها على السوق المحلية بأسعار معقولة، تحددها وزارة التجارة»، واستغرب اليامي من العمالة الوافدة المنتشرة في السوق والتلاعب الواضح منهم والزيادة الجنونية في الاسعار، حيث تجدهم يسيطرون على السوق وبشكل عشوائي ووسط غياب الرقابة. واضاف اليامي «من خلال جولتي في السوق اجد ان هناك تلاعبا في الاسعار من قبل الباعة، مشيراً إلى أن التلاعب وصل إلى الغش في بيع أنواع من الأغنام المستوردة، على أنها من الأنواع المحلية، وذكر ان هناك غشا تجاريا واضحا واستغلال بعض المواطنين الذين قد يفتقدون الى الوعي في الاستهلاك أو الذين لا يستطيعون التمييز بين الخروف العربي والآخر المستورد، ومن هنا على المستهلكين الاستعانة بذوي الخبرة في الشراء، تفاديا للغش التجاري المتعمد». حلول غائبة من جانبه، قال المواطن محمد العواجي إن ظاهرة ارتفاع اسعار المواشي تتكرر سنويا ولا حلول لها حتى اللحظة. وتساءل «لماذا لا نستفيد من التجارب الموجودة في بعض الدول العربية من خلال بيع الاضاحي بالاوزان، وبالتالي تستطيع الجهات الرقابية الحد من التلاعب في الاسعار، ولماذا لا تنشئ مراكز للمواشي ذات بيئه طبيعية وصحية تستوعب الانتاج المحلي والمستورد، وتقديم خدمة تليق بالمواطن، حيث وما ان تدخل السوق تجد الباعة المتهافتين عليك هنا وهناك ليعرض عليك ما هو موجود لديه من الاغنام المهجنة ويوهمون العميل بانها محلية، وبالتالي يقوم برفع الاسعار وعشوائية في السوق وفوضى في التنظيم مرجعا ذلك الى ضعف الرقابة على السوق. وقال إن أغلبية المساحات الموجودة في السوق لا ترقى الى المستوى المطلوب، ولا تحقق الاهداف المنشودة ايضا عدم توفر الاشتراطات الصحية والتي لا تخلو من الاوبئة والامراض وما تجلبه تلك المواشي». احتكار السوق وعلى الجانب الآخر، قال مستور الشمري (تاجر اغنام): ان تربية الاغنام مكلفة جدا، وخاصة بعد ارتفاع سعر الاعلاف التي يحتكرها تجار معينون، ولم تجد الجهات المسؤولة حلولا لحل هذه الازمة واحتكارها من قبل تجار الاعلاف والتلاعب بأسعارها، علما بان الدولة تقدم تسهيلات لهم، ورغم ذلك فان المواطن هو الضحية. واضاف الشمري ان «قلة الامطار ونقص الماء ايضا اديا الى ارتفاع السعر»، داعيا الجهات المسؤولة الى «انشاء شركة استيراد الاعلاف وبسعر مناسب في متناول الجميع، وهذا سيلغي ظاهرة احتكار الأعلاف من قبل التجار». واعتبر الشمري ان ارتفاع اسعار الاضاحي في الوقت الحالي يعد امرا اعتياديا يحدث سنويا وذلك بسبب زيادة الطلب وقلة العرض، وايضا بسبب قلة استيراد المواشي، اضافة الى ارتفاع السعر في بلد المنشأ، حيث كان له الاثر في ارتفاع السعر هنا. دعم وتشجيع وأكد تاجر اغنام (فضل عدم ذكر اسمه) وكنيته «أبو احمد» أن البلدية ووزارة التجارة على علم باحتكار التجار المستوردين للاغنام في سوق المواشي، وهذا الاحتكار نابع من غياب رقابة الاسعار، وهذا يؤكد أن الزيادة مفتعلة. واضاف ابو احمد انه لا يوجد تشجيع على تربية الثروة الحيوانية من قبل الجهات المعنية، بالاضافة إلى أنه لا توجد مساحات مراعي للتجار تساعد على تربية المواشي محليا، وتقوم البلدية بمضايقة مربي الماشية بتهديده بضرورة ازالة مكان المرعى، مؤكدا أنه «لو تم تخصيص مساحات (مراعي) للانتاج المحلي سوف تنخفض الاسعار دون ادنى شك». اسعار متضاربة وفي السياق ذاته افادت تقارير أن متوسط أسعار الأضاحي في المدن السعودية تشهد ارتفاعاً قياسيا، حيث ارتفع السعر عن العام الماضي والأيام العادية مقارنة بأيام عيد الأضحى المبارك وموسم الحج بنسبة تصل إلى 30 في المائة. وعقب ارتفاع أسعار الأضاحي بنسبة 30 في المائة، بلغ سعر خروف النجدي 2000 ريال في الدمام و 1700 ريال للنعيمي، وذلك بحسب النوع والحجم. وسجل مؤشر وزراة التجارة الاسترشادي لأسعار الأضاحي والذي يرصد أسعار عدد من أنواع الأضاحي المعروضة للبيع في السوق المحلي من أغنام وأبقار وإبل والذي يشمل ثماني مدن سعودية تغييرا طفيفا بمتوسط الأسعار. فيما سجل مؤشر وزراه التجارة الاسترشادي لأسعار الأضاحي في مدينة الدمام ارتفاعا للحجم الكبير من الجمال وكذلك ارتفاع أسعار الأبقار.بالإضافة الى الاغنام المحلية و المستوردة . غياب التاجر السعودي.. وسيطرة الأجانب سبب رئيسي في ارتفاع أسعار المواشي سنوياً على الرغم من أن المملكة أكبر مستورد للماشية في العالم إلا أن ارتفاع أسعار اللحوم مازالت قضية تشغل بال المواطنين في كل عام، خصوصاً قبيل عيد الأضحى الذي يشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين لشراء اللحوم والأضاحي، إذ تسيطر عمالة أجنبية على الأسواق بنسبة 80 بالمائة، فيما لا يتجاوز نصيب التجار من فئة المواطنين 20 بالمائة فقط. ويرجع ارتفاع الأسعار إلى أسباب كثيرة، في مقدمتها الطلب الهائل من حجاج بيت الله للأضاحي، وضعف الإقبال على المستورد مقارنة بالمحلي، إضافة إلى ارتفاع أسعار اللحوم البيضاء (الدجاج) على المستوى المحلي والعالمي . وكشفت جولة ل»اليوم» في سوق الأغنام في مدينة الرياض، لاستطلاع آراء تجار الأغنام والمواطنين ورصد حركة البيع والشراء في السوق، عن شكوى عامة من المستهلكين بسبب الأسعار، مقترحين عدة حلول للقضاء على استغلال الموسم من قبل بعض التجار. الأسعار مرتفعة ويقول سيف الحمدان: إنه استعد هذا العام لشراء أضحيته منذ وقت مبكر، وقد زار جميع أسواق الماشية في الرياض، ولكن تفاجأ بارتفاع أسعار الأغنام هذا العام مقارنة بالسنوات الماضية بنسبة تتجاوز 30% عن العام الماضي، مضيفاً بأنه مازال متردداً في الشراء على أمل أن تنخفض الأسعار عند الحد المعقول نظراً لكثرة الأضاحي التي يشتريها سنوياً بمبلغ يتجاوز 15 ألف ريال لوالديه وأقاربه متمنياً أن «يتم وضع حلول دائمة وقاطعة لارتفاع الأسعار والتي أثقلت ميزانية ودخل الأسرة السعودية وخصوصاً ذوي الدخل المحدود والذين أصبحوا يجدون صعوبة كبيرة في شراء اللحوم». المحلي أولاً ويؤكد خالد القحطاني (تاجر أغنام) أنه دخل هذا المجال منذ سنوات طويلة بتأثير من والده، الذي دعاه إلى استثمار الحوش الذي يملكونه لتربية المواشي في محافظة المزاحمية القريبة من مدينة الرياض، مضيفاً أنه من خلال عمله في هذا المجال يعرف رغبات الزبائن وطلباتهم حيث يفضل المواطنون شراء الأغنام المحلية وخصوصاً النجدي، والنعيمي وبأسعار مرتفعة حيث يصل سعر النجدي حالياً أكثر من 2000 ريال وفي المرتبة الثانية يأتي النعيمي الذي يتم تربيته محلياً بسعر يصل إلى 1500 ريال، يلي ذلك البربري والتيوس المحلية والتي يجاوز سعرها ألف ريال للواحدة، مبينا أنه في الغالب يتفاوت سعر المواشي حسب السن والتغذية وحجم الماشية». سوق مفتوح ويبين عبدالله بن مهنا أن سوق الأغنام سوق مفتوح ولا يوجد احتكار أو تحكم من قبل التجار أو الشركات التي تعمل في هذا المجال، إلا أن الماشية المستوردة هذا العام تعد قليلة مقارنة بالعام الماضي، وذلك بسب توقف استيراد الأغنام من سوريا إضافة إلى الإجراءات الصارمة والصعبة والمعقدة المفروضة على استيراد الأغنام من خارج المملكة، بسبب ضرورة التأكد من سلامتها من الأمراض قبل دخولها للمستهلك السعودي، وهذا ما تسبب في زيادة الأسعار كل عام، مطالباً الجهات المسئولة بتخفيف إجراءات واستيراد المواشي من خارج المملكة. سيطرة الوافدة ويعمل خالد الفاضل في مجال بيع وتربية المواشي في سوق العزيزية في الرياض منذ سنوات طويلة ويعرف أغلب العاملين في السوق، ويقول: «العمالة الوافدة تسيطر على تجارة وبيع المواشي بنسبة تتجاوز 80 % وتعمل لحسابها الخاص من خلال استئجار حوش المواشي وشراء الأغنام، حيث تقدم العمالة الوافدة للكفيل السعودي مبلغاً شهرياً ثابتاً وبقية الأرباح تدخل لحسابها الخاص»، مطالباً الشباب السعودي بالدخول في هذا المجال وعدم الخجل والكسل وضرورة العمل في تجارة الأغنام والتي تحقق مكاسب كبيرة وتعتبر منجماً يدر ذهباً على من يتعب ويعمل بجد واجتهاد ويطور عمله بدلاً من ترك العمالة الوافدة تسيطر على الأخضر واليابس». أغنام مريضة ويقول محمد أبو رأس: إنه يحرص على شراء الأضاحي قبل العيد بشهور طويلة نظراً لمعرفته بارتفاع أسعار اللحوم قبل العيد بمستويات قياسية حيث قرر شراء مجموعة كبيرة وجعلها ترعى في مزرعته، وقال: إن لديه معرفة بأنواع الأغنام والسعر المناسب لها وهل هي مريضة أم سليمة، مضيفاً أن العديد من تجار الأغنام أو الباعة الجائلين يبيعون أغناماً مريضة وهزيلة ويستغلون جهل الكثير من الزبائن بأنواع الأغنام وأسعارها، مطالباً الجهات المسئولة بفرض رقابة صارمة وعقوبات قاسية على البائعين وحماية المستهلكين من الغش والخداع ومصادرة المواشي المريضة ومنع من يتلاعب بصحة الزبائن من البيع والمتاجرة بأرواح الناس. دعم ضعيف ويقول سيف الصيعري الذي يعمل في تجارة المواشي: إن وزارة الزراعة على الرغم من جهودها في دعم الأعلاف وتوفيرها بأسعار مناسبة لمربي الماشية، إلا أن ذلك لم يعد كافياً حيث يجب عليها بذل الكثير من الجهد ووضع الحلول اللازمة لتوفير الماشية في الأسواق بكميات مناسبة بصفتها مسئولة عن الثروة الحيوانية في المملكة، ودعم مربي الماشية المحلية بدلاً من تقليص المساحات الزراعية الخضراء بحجة شح المياه في المملكة، متمنياً أن يتم تأسيس شراكات وطنية جديدة تستثمر في تربية الماشية وضمان دعم السوق بالكميات المطلوبة وتحديداً أثناء مواسم الإقبال على اللحوم، وهو شهر رمضان والعيدين، إضافة إلى فتح فرص عمل للشباب والذي يرغب في العمل في هذا المجال والذي يعرفه تمام المعرفة ولديه خبرة ومعلومات مناسبة تسهل له العمل والنجاح . تجار أفارقة يخفون أمراض أغنامهم ويبيعونها على أنها محلية بمجرد دخوله لسوق الأغنام، وجد المواطن عمر الغامدي عشرات التجار يرحبون به، يجذبه كل منهم جذباً، للشراء منه، احتار عمر أي الأنواع يشتري، فكل الخراف جيدة المظهر تبدو نشيطة وبصحة جيدة.. وكل الخراف سمينة ومليئة بأرطال اللحم، فتوكل على الله، وأشترى احدها.. ولكنه سرعان ما اكتشف العكس تماما، عندما ذبح أضحيته، إذ أخبره الجزار أنها مريضة، وأن لحومها غير صالحة للاستخدام، وأن النشاط الذي بدت عليه في السوق، هو نشاط وقتي، جراء حقنها بأدوية معينة، يمكث تأثيرها ساعات قليلة، أثناء عرضها في الأسواق. ومع قرب دخول عيد الأضحى المبارك، يبدأ تجار سوق الأغنام الكبار بحشد طاقاتهم وإمكاناتهم والسعي بكل ما يؤتون من قوة للسيطرة على كامل منافذ استيراد الأغنام لاسيما الشمالية منها، تمهيداً لاحتكار السوق وتحويل أرباحه إلى جيوبهم دون غيرهم مما يضاعف لهم المكاسب ويحقق لهم المردود الذي اعتادوه في كل عام. وكشفت جولة «اليوم» في سوق الغنم في الدمام الكثير من الأمور التي تغيب عن ذهن المستهلك والذي لا يعرف عن أنواع الأغنام واللحوم شيئاً سوى أن أسعارها ارتفعت دون أن يخوض في الأسباب التي دفعتها للارتفاع . العام الماضي ويقول عبدالله البقمي (تاجر أغنام): «هناك فرق بين العام الماضي وهذا العام ففي العام الماضي، كان السعر أغلى من هذا العام فقد وصل سعر الأضحية المعتادة إلى 2000 ريال العام الماضي، ولا أتوقع أن تصل إلى هذا السعر في هذا العام بسبب تهريب كميات كبيرة من الأغنام من قبل تجار إلى السعودية بطرق غير نظامية». وأضاف البقمي قائلاً «المشكلة ليست في الغلاء والرخص بقدر ما هي فيما يدخل السوق، وهو مغشوش، وهناك منافذ معروفة تدخل منها الأغنام وهي مريضة، وهذا ما يؤثر على السوق هنا وغالباً ما يتاجر فيه الأجانب الذين لا يهتمون بنوع الذبيحة بقدر ما يهتمون بسعرها الرخيص وهذا ما أثر على السوق بشكل كبير». السواكني السوداني ويضيف البقمي «يعتبر الخروف النعيمي البلدي من أفضل الأنواع المطلوبة، وهذا النوع لا يشتريه إلا من يعرف الأغنام، حيث ان هناك أغناما تشبهه إلا أنها مستوردة، ويأتي بعده النجدي والعِرب حيث انها أنواع جيدة ويتميز العرب بلونه الأسود، وهذان النوعان ايضاً جيدان، وبعد ذلك يأتي السواكني السوداني والصومال وهو ما غزا السوق الآن واستغله الأجانب في الضحك على الزبائن بحيث يبيعه الأجنبي على أنه نعيمي بلدي !! ثم بعد ذلك يأتي البربري وهو من أقل الأنواع طلبا في السوق السعودي، فهو يستورد من البرازيل واستراليا وغيرها وطعمه يختلف بشكل كامل عن النعيمي وهذا يتضح في المرق بعد طبخ اللحم». يحتلّون السوق وأشار البقمي إلى أن الغش كل الغش في السواكني، ولا يبيعه إلا الأفارقة الذين يحتلّون السوق، والدليل أنه عندما تقام جولات تفتيشية في سوق الغنم، ترى هؤلاء يهربون ويتركون أغنامهم , فهم عاثوا فساداً بالسوق وضيقوا الخناق على الباعة السعوديين المخلصين، فأصبح الزبون لا يصدّق المواطن لأنه يرى الأنواع الأخرى أرخص ولا يعلم أنها مستوردة وليست بلدية. سعر النعيمي وعن الحل الأمثل للقضاء على أو حتى خفض أسعار الأغنام قال عبدالرحيم بن جازي (تاجر أغنام) : يأتي الحل من وجوه متعددة، من أبرزها فتح المجال لعدد أكبر من التجار، لكي يستوردوا من الخارج، وهذا بدوره يقلل من سعر النعيمي البلدي، إضافة إلى دعم سوق الأعلاف بشكل أكبر، وفك حصاره والقضاء على الاحتكار في بيع الأعلاف والذي أصبح أمراً مقلقاً لتجار الماشية وتأتي نقطة هي الأهم ألا وهي القضاء على الغش الذي سيطر على السوق بأكمله، وذلك عن طريق عدم تمكين الأجانب من البيع والشراء فيه، لأننا نتحدّث عن شُحنات كبيرة من الأغنام، تأتي إلى السوق لتجار أفارقة وآسيويين، ويكونون على اتفاق بألا يقل السعر عن رقم معين، وهذا يلغي جانب المنافسة. اللحم المستورد وأشار جازي إلى أن «قلة الرقابة من الجهات المعنية سواء في وزارة التجارة أو البلديات جعلت الأجانب يتجرأون على السوق ويلعبون فيه كيفما شاؤوا على حساب التاجر السعودي الذي يهتمّ بسمعته قبل كل شيء». وعن نسبة إقبال الزبائن على شراء اللحم المستورد، يقول جازي: «الزبون لا يعلم أن هذا اللحم مستورد، وخصوصاً إذا كان البيع في الملحمة وبهذا يلعب تجار الملاحم الأجانب لعبتهم في البيع، فيباع الكيلو السواكني مثلاً أو البربري على أنه نعيمي أو نجدي، وهنا فرق كبير بين ما سعره 20 ريالا وما سعره يصل إلى 50 ريالا». نوع مرشوش أما ناصر سعيد الأكلبي (تاجر أغنام) فيقول: «بالفعل العام الماضي كان السعر أغلى لأن السوق كانت شحيحة بالأغنام، أما هذا العام، فأتوقع أن تقل الأسعار لأن المستورد كثير، وهو نوع من الغنم لا يقارن بالبلدي، ويتضح مع الطبخ. وأضاف البقمي قائلاً : ان هناك أساليب كثيرة للغش يتبعها التجار، فمنهم من يقوم بإعطائها حبوبا أو إبرا أو نوعا مرشوشا من الأعلاف بحيث ترى الذبيحة فتتوسّم فيها الخير، وترى فيها النعمة، وإذا بها مليئة بالأمراض وهذا ما يتضح أثناء الذبح». وأضاف «تأتي إلى السوق أنواع من الأغنام هزيلة ومريضة وبعد إعطائها إبرة معينة، يقوم الواحد منها بنشاط وحيوية لفترة، فإذا اشتراه الزبون اكتشف الغش هذه الأساليب الدنيئة يتخذها الأجانب الذين يعملون في بيع الغنم حتى أنك ترى البائع يقوم بشدّ أذن الخروف حتى يشتدّ جسمه فيوهم المشتري أنه سمين». في سوق حفر الباطن وأكد الأكلبي أن المواطن السعودي هو الضحية، حيث يثق في هذه العمالة وقد يغترّ بالسعر، وهذا ما يؤثر على قيمة النعيمي البلدي. وقال «هناك احتكار من قبل عدد من التجار يقومون بشراء الأغنام من الحدود وبيعها في سوق حفر الباطن وقد يشترون الرأس بقرابة 900 ريال ومن ثم يباع بقرابة 2000 ريال للمستهلك الذي لا يعلم أنه مستورد من الخارج، حيث يقسم البائع الأجنبي بأنه نعيمي بلدي، وهو في الواقع مستورد من سوريا أو الأردن وغيرها، ولا يتضح البلدي إلا للناس الفاهمين في سوق الأغنام». جهل الناس وعن أسعار اللحوم يضيف الأكلبي «تبعاً لارتفاع الأسعار، فقد ارتفعت أسعار اللحم في الملاحم، ووصل سعر الكيلو جرام إلى 35 ريالا في وقت سابق، والآن تقارب ال60 ريالا وهذا تجاوز للأنظمة واستغلال لعدم الرقابة في الأسواق». وأشار الأكلبي إلى أن الحلال في المملكة مرتفع بشكل عام وهذا ما يعطي مبررا للتجار بزيادة الأسعار بطرق غير معقولة، مستغلين جهل الناس. وذكر الأكلبي أن هناك تجارا يحتكرون السوق بحكم رأس المال، وبحكم الاتفاقات، ولا يتركون المجال لغيرهم، لكي يشتري حتى لا ينافسهم في السعر. وتابع الأكلبي «الحل الوحيد لخفض أسعار الحلال والغنم بالذات هو أن يفتح المجال لعدد أكبر من التجار لكي تتنوع المصادر، وبالتالي تنخفض الأسعار لأن التجار في هذه الحالة يكونون في وضع تنافس، وبالتالي كل تاجر يريد أن يكسب بشكل أسرع ويصرّف بضاعته ويتخلص منها تمهيداً لاستيراد كميات أخرى». سبل للحل وأشار جازي الى أن من سبل خفض أسعار الأغنام المحلية مثلاً تفعيل منع ذبح الإناث المنتجة لأن الفرق بين الخروف الذكر والأنثى «النعجة» كان قرابة 400 ريال. وفك حصار الأعلاف المحلية فالمسيطرون عليها الأجانب بحيث يشترون مشروعا كاملا ويحتكرونه فقد كان سعر «الشدة» 6 الآن 15 ريالا وهم يحتجزون الاعلاف وخصوصا إذا لم يأت ربيع. وكذلك طمع التجار في المستورد لأن أسعارها رخيصة عند دخولها ولكن التجار يرفعونها فالدول المجاورة تحدد الأسعار حسب الأوزان والدلال يقف مع التاجر ضد المستهلك. إضافة إلى وجود المناسبات مثل أم رقيبة فهي تستهلك آلاف الأغنام وترتفع تبعا لها أسعار الأعلاف وهذا يقلل وجوده لدى تجار الغنم. وهناك لعبة هي أساس الغش ويفعلها تجار ليس لديهم مواش بحيث يزكي التاجر على شيء لا يوجد عنده ليأخذ ورقة من مصلحة الزكاة على أساس تخفيض سعر الأعلاف ويذهب يشتريها بنصف السعر ويبيعها بأسعار غالية. انقطاع أغنام العراق وقال جازي : المفروض أن تكون الأسعار أكثر نزولا بسبب دخول المستورد ولكن لأنه دخل متأخرا لا أظن أن يقل السعر. وقال إن الارتفاع هو عالمي ونحن في السعودية تأثرنا كثيراً بانقطاع الأغنام العراقية بسبب التصحر الذي حصل على أرضهم نتيجة الحرب ولهذا فهي تستورد الآن بعد أن كانت تصدر لمن حولها ففي العام الماضي كانت الأسعار أقل من هذا العام حيث سجلت بحدود 1200 ريال إلى 1600 ريال للعام المنصرم بينما وصل سعر الرأس من الأغنام النعيمي للبيع بالجملة 1850 وتصل للمستهلك الفرد بالبيع المفرق إلى 2000 ريال . وعن طرق معرفة نوع اللحم قال جازي: في الملحمة يتضح من خلال الرأس والأرجل , والسواكني ليس فيه طبقات شحم والنعيمي والعرب فيها شحم وكذلك تعرف من طعم المرق وكذلك ألياف اللحم فالمحلي يكون طريا وأليافه قليلة وطرية.