نقلت صحيفة "السياسة" الكويتية عن مصادر عسكرية روسية أن "إسرائيل" تتجه إلى قلب الطاولة على واشنطنوطهران, في آن واحد, عبر شن هجوم عسكري مفاجئ لتدمير المنشآت النووية الإيرانية, الأربعاء المقبل, تزامناً مع المفاوضات التي تعقد بين طهران والقوى الكبرى في بغداد, استكمالاً للمحادثات التي جرت في إسطنبول الأسبوع الماضي. وحسب الصحيفة الكويتية، أوضحت المصادر الروسية أن المعلومات عن شن هجوم إسرائيلي على إيران بعد ثلاثة أيام, يتم تداولها على نطاق ضيق جداً في أروقة دوائر القرار بموسكو, وهو ما دفع رئيس الحكومة الجديد الرئيس السابق ديمتري مدفيديف إلى التحذير, أول أمس, من حرب في المنطقة بقوله: إن "العمليات العسكرية المتسرعة ربما تؤدي إلى حرب إقليمية شاملة حتى بالأسلحة النووية, رغم أنني لا أريد أن أخيف أحداً". وكشفت المصادر, استناداً إلى التقارير العسكرية الروسية, أن "إسرائيل" قررت ضرب إيران, بعد شعورها بأن ثمة صفقة ما تطبخ بين الإيرانيين والأمريكيين وصلت إلى مرحلة متقدمة جداً, تقضي بتنازل القوى الكبرى عن مطلبها المتمثل بوقف طهران تخصيب اليورانيوم, مقابل الحصول على تنازلات من إيران في ملفات إقليمية عدة, أبرزها سورية. وأضافت الصحيفة: يستند الإسرائيليون في تحليلهم, بحسب التقارير, إلى أن التسوية بين الإيرانيين والأمريكيين باتت في مراحلها الأخيرة, ما يعني أن طهران ستواصل برنامجها النووي, مقابل تنازلات سياسية في ملفات أخرى, ما سيؤدي حكماً إلى تصنيعها قنبلة ذرية, وهو ما ترى فيه الدولة العبرية تهديداً لوجودها. ووضعت المصادر العسكرية الروسية تأكيد السفير الإسرائيلي لدى الولاياتالمتحدة دانيال شابيرو قبل يومين, أن الخيار العسكري الأميركي ضد إيران "جاهز", في إطار إيصال رسالة إلى إدارة أوباما بأن الدولة العبرية باتت قاب قوسين أو أدنى من الهجوم على إيران. وبحسب المصادر, فإن هناك شبه إجماع في الأوساط العسكرية الروسية على أن الحكومة الإسرائيلية, بصيغتها المعدلة, هي "حكومة حرب", وأن تل أبيب تدرك أنها يمكن أن تفتح جبهة كبيرة عليها, من خلال انضمام "حزب الله" اللبناني و "حركة حماس" الفلسطينية إلى المواجهة, لكنها واثقة من قدرتها على حسم المعركة سريعاً على جبهتيها الشمالية والجنوبية.