روّج مسؤولون إسرائيليون أمس، أن خطر التهديد النووي الإيراني على الدولة العبرية، بات أكبر مما عاشته عشية حرب حزيران (يونيو) 1967، وسط تسريبات إعلامية أفادت بأن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع إيهود باراك يؤيّدان شنّ هجوم على طهران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في الخريف المقبل، وذلك رغم معارضة الجيش الإسرائيلي. ونقل آري شافيت في «هآرتس» عن مسؤول إسرائيلي بارز قوله: «السكين على رقبتنا أصبح الآن أكثر حدة مما كان عليه عشية حرب الأيام الستة» العام 1967. وأضاف: «لن نتعمد إطلاقاً جرّ الولاياتالمتحدة إلى حرب. لا بلد يذهب إلى حرب، على أمل أو توقّع بانضمام بلد آخر إليه. إن سلوكاً مشابهاً سيكون مقامرة غير مسؤولة». لكنه ذكّر بأن الوضع لم يكن مختلفاً عشية حرب 67، متسائلاً: «هل تعتقدون بأن الأميركيين قالوا عام 1967 لوزير الخارجية أبا إيبان ورئيس موساد مئير عميت شيئاً مختلفاً عما يقولونه لنا الآن»؟. ونسبت «هآرتس» إلى المسؤول البارز الذي بثّت إذاعة الجيش أنه باراك، قوله: «لا يمكن الاعتماد على الأميركيين في شنّ هجوم في الوقت المناسب على المنشآت النووية لإيران». وكتب ناحوم بارنياع وشمعون شيفر، وهما أبرز معلقَين في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن «نتانياهو وباراك ينويان شنّ هجوم على إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني (نوفمبر)، على رغم معارضة الجيش الإسرائيلي». وأضاف التقرير: «لا مسؤول في الدولة (العبرية) يساند فكرة هجوم إسرائيلي على إيران، سواء في الوسط السياسي أو الجيش أو حتى الرئيس» شمعون بيريز. وورد في التقرير الذي رجّحت وكالة «رويترز» أن يكون باراك مصدر معلوماته: «الاحترام الذي كان يشكّل سابقاً هالة حول رؤساء الحكومات ووزراء الدفاع، وساعدهم في حشد غالبية لاتخاذ قرارات عسكرية، ولّى ولم يعد له وجود. إما أن الناس باتوا مختلفين، وإما أن الواقع اختلف». وأشار التقرير إلى أن «باراك يعزو هذه المعارضة إلى الصدمة المتبقية من حرب لبنان الثانية (2006)، إذ أن جميع الشركاء في اتخاذ القرار آنذاك، أيدوا شنّ الحرب، وعندما تعقّدت الأمور شعروا بأنهم ساروا مثل قطيع وراء رغبة رئيس الوزراء (آنذاك إيهود أولمرت) وندموا، والعِبَر من العام 2006 تخيّم على القيادة في 2012». ونقل عن وزير الدفاع إن قادة الجيش الإسرائيلي المعارضين للضربة، خائفون من لجنة تحقيق بعد حرب محتملة، وحضهم على الاستقالة. وأضافت الصحيفة أن بعض مستشاري حكومتي إسرائيل والولاياتالمتحدة يعتبر أن ضربة لإيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية قد «تحرج (الرئيس باراك) أوباما وتعزز حظوظ انتخاب (خصمه الجمهوري ميت) رومني». أتى ذلك بعد نفي واشنطن ترجيح باراك تلقّي أوباما تقريراً جديداً من وكالة الاستخبارات القومية يؤكد تقديرات الدولة العبرية بتحقيق إيران تقدّماً «مهماً ومفاجئاً» يقرّبها من امتلاك قدرات تسلّح نووي. ونقلت «رويترز» عن ناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي قوله: «ما زلنا نرى أن إيران ليست على وشك امتلاك سلاح نووي». في غضون ذلك، تطرّق رجل الدين الإيراني كاظم صديقي إلى العقوبات الغربية على بلاده، قائلاً، خلال خطبة صلاة الجمعة أمس: «هذه القضية ليست أمراً جديداً بالنسبة إلى الشعب الإيراني الذي قاوم الحظر وانتصر عليه خلال الحرب» مع العراق (1980-1988). وشدد محمد حسن أبوترابي، نائب رئيس البرلمان، على أن إيران «قادرة الآن، من خلال ظروفها الخاصة، على مواجهة العقوبات وتحقيق أهدافها». وزاد: «نواجه الاستكبار العالمي بكلّ قوة، من خلال قيادة مقتدرة وواعية وشعب مجرّب وقوات مسلحة مقتدرة وتجارب دفاعية غنية». مفاعل بوشهر النووي