ذكّر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بخلاف بلاده مع الولاياتالمتحدة حول ايران، لكنه أثنى على «الاستعدادات الأميركية المثيرة للإعجاب» لمواجهة تحدي ملفها النووي، فيما اعتبر أحد أبرز حلفاء رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، أن الأيام الخمسين المقبلة ستكون «مصيرية» بالنسبة الى هذا الملف. وتطرّق باراك الى خلاف اسرائيل مع الولاياتالمتحدة في شأن ايران، قائلاً: «صحيح أننا نواجه تحدياً مشتركاً، لكن ساعاتنا تدقّ بإيقاع مختلف، وبيننا اختلافات أيضاً. وعلى رغم أن الولاياتالمتحدة أهم حليف لإسرائيل، وأن تعاونها الاستخباراتي ودعمها الأمني لإسرائيل هائل ولا نظير له، من حيث حجمه ونوعيته، وأنا مقتنع بأنه سيبقى كذلك تحت أي ظرف قد يحصل مستقبلاً، لكن الحكومة الإسرائيلية تحتفظ بحق اتخاذ قرارات سيادية في شأن مستقبل البلاد وأمنها، والولاياتالمتحدة تحترم ذلك». وأضاف خلال اجتماع لحزبه: «علينا ألا نخطئ في تقويم حجم الاستعدادات الأميركية المثيرة للإعجاب لمواجهة التحدي الإيراني على كل المستويات». أتى ذلك بعد ساعات على لقاء باراك الأميرال جيمس وينفيلد نائب رئيس أركان الجيوش الأميركية، الذي اختتم زيارة غير مُعلنة للدولة العبرية، ومناقشتهما «قضايا إقليمية وإيران طبعاً»، كما قال باراك، الذي اعتبرت صحيفة «هآرتس» أن كلامه تلميح إلى أن الاستعدادات الأميركية في الخليج قد تبعد ضربة إسرائيلية منفردة لإيران، كما كتب يوسي فيرتر في الصحيفة، أن مصدراً أميركياً بارزاً ابلغ سياسياً اسرائيلياً هذا الأسبوع أن الأميركيين باتوا يعتبرون أن باراك يعارض الآن هجوماً على ايران بدرجة الاقتناع ذاتها التي كانت تدفعه الى تأييد ضربة لها قبل شهرين. مرحلة «مصيرية» الى ذلك، اعتبر تساحي هنغبي، وهو وزير سابق ومن أبرز المقربين من نتانياهو، أن الأيام الخمسين المقبلة ستكون «مصيرية بالنسبة الى الملف النووي الايراني، كما بالنسبة الى اسرائيل، للمرة الأولى منذ تأسيسها، اذ إن التسليم بامتلاك إيران أسلحة نووية، سيطلق سباق تسلّح نووي في الشرق الأوسط برمته». وأبدى قناعته بأن نتانياهو «سيتخذ القرار الصحيح، في الوقت المناسب وعندما تقتضي الحاجة، وعلى الساحة السياسية في إسرائيل أن تضمن له هدوءاً في الداخل، ليتمكن من العمل في الاتجاه الصحيح»، مضيفاً: «ندرك أن الثمن باهظ، لكن نجد أننا مضطرون لدفعه، حتى نمنع أبناءنا من دفعه مستقبلاً، حين يكون الثمن باهظاً وأضعافَ ما سندفعه الآن». نتانياهو - شابيرو في غضون ذلك، أكد النائب الجمهوري مايك رودجرز، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي، حدوث سجال حادّ بين نتانياهو والسفير الأميركي في تل أبيب دان شابيرو الشهر الماضي، بسبب الملف النووي الايراني. وأشار رودجرز الى أن الاجتماع الذي حضره مع نتانياهو، كان مخصصاً للتعاون الاستخباراتي ومسائل أخرى، لكنه تطوّر إلى مشادة، اذ أبدى نتانياهو لشابيرو استياءً شديداً مما اعتبره افتقارَ موقف الإدارة الأميركية ل «الوضوح» في شأن ايران. وقال رودجرز: «الآن يعتقد الاسرائيليون بأن هذه الحكومة (الأميركية) ليست جادة حين تقول إن كل الخيارات مطروحة للبحث، والأهم ان الايرانيين لا يعتقدون ذلك أيضاً». ورجّح رودجرز أن تشنّ اسرائيل هجوماً على ايران إن لم تُظهر الولاياتالمتحدة للدولة العبرية مزيداً من «الوضوح» في شأن ما تعتبره «خطوطاً حمراً» في هذا الشأن. الى ذلك، دعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الاتحاد الاوروبي الى «زيادة الضغوط على ايران، وتشديد العقوبات عليها».