القدس المحتلة، طهران، بنغازي، كان (فرنسا) – أ ب، رويترز، أ ف ب – حذرت إيرانالولاياتالمتحدة أمس، من أنها ستتلقّى «ضربة قاتلة لم تختبر مثيلاً لها»، إذا شنت هجوماً على منشآتها النووية، فيما دعا الرئيسان الأميركي باراك أوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي إلى «ممارسة ضغط لم يسبق له مثيل» على طهران، ولوّحا بأنها قد تواجه «أقسى عقوبات ممكنة». في غضون ذلك، أفاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة «هآرتس» أمس، بأن 41 في المئة من الإسرائيليين يساندون شنّ هجوم على إيران، في مقابل معارضة 39 في المئة وامتناع 20 في المئة عن الإدلاء برأي. ورجّح 80 في المئة من المستطلعين، أن يؤدي أي هجوم على إيران، إلى اندلاع حرب إقليمية. تزامن ذلك مع اختتام قيادة الجبهة الداخلية للجيش الإسرائيلي أمس، تدريباً يحاكي تعرّض منطقة تل أبيب لهجوم بصواريخ تقليدية وكيماوية، شددت الدولة العبرية على أنه «غير مرتبط» بالسجال الدائر في شأن احتمال ضرب المنشآت الذرية الإيرانية. واعتبر وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي يشاي أن «الثرثرة وكل النقاش العام في شأن إيران، لا ضرورة له»، فيما رأى الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند أن «هجوماً إسرائيلياً على إيران ليس احتمالاً جنونياً، ولا عديم المسؤولية». في بنغازي، أسِفَ وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي لأن «الولاياتالمتحدة فقدت حكمتها وتعقّلها في التعامل مع القضايا الدولية، وباتت تعتمد على القوة فقط». وقال في إشارة إلى الأميركيين: «نحن مستعدون للأسوأ، لكننا نأمل بأن يفكروا مرتين قبل أن يضعوا أنفسهم على مسار تصادمي مع إيران». وسُئل صالحي عن إطلاق إسرائيل الأربعاء صاروخاً باليستياً قادراً على حمل رأس نووي، ويطاول مداه إيران، فأجاب: «هذا ليس مهماً، وليس شيئاً نشغل به أنفسنا». ونقلت صحيفة «حرييت» التركية عن صالحي أن إيران «مستعدة دوماً لحرب»، مضيفاً: «إيران كانت دوماً مهددة من إسرائيل. هذا ليس جديداً. نسمع تهديدات إسرائيل منذ ثماني سنوات. نثق كثيراً بأنفسنا، ويمكننا الدفاع عن بلدنا». لكن السفارة الإيرانية في أنقرة نفت أن يكون صالحي تحدث عن استعداد إيران لحرب، مشددة على أن طهران «لم تبدأ مطلقاً أي حرب، بل بقيت مستعدة دفاعياً، في إطار مقاومة طبيعية وشرعية». أما قائد بحرية «الحرس الثوري» الأميرال علي فدوي فحذر «الأميركيين من أنهم سيتلقون ضربة قاتلة لم يختبروا مثيلاً لها، إذا ارتكبوا حماقة» ضد إيران. وقال: «أعلن لأعداء إيران أن الحرس الثوري اكتسب قدرات أكثر بكثير مما تدركه» الولاياتالمتحدة. في كان جنوبفرنسا، قال أوباما بعد لقائه ساركوزي إنهما «ناقشا قضية التهديد المستمر الذي يشكّله البرنامج النووي الإيراني»، مضيفاً: «من المقرر أن تنشر الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع المقبل تقريراً عن البرنامج النووي الإيراني، واتفق ساركوزي معي على ضرورة ممارسة ضغط لم يسبق له مثيل على إيران، كي تفي بالتزاماتها». وحذر من أن طهران ستواجه «أقسى عقوبات ممكنة». وسُئل بن رودس، نائب مستشار الأمن القومي الأميركي، عن الخيارات العسكرية المتاحة للتعامل مع طهران، فأجاب: «نركّز على استراتيجية ديبلوماسية تزيد الضغط على الإيرانيين، من خلال ضغط مالي وعقوبات اقتصادية وعزلة ديبلوماسية». أتى ذلك بعدما أوردت صحيفة «ذي غارديان» البريطانية أن واشنطن ولندن قد تكونان تستعدان لهجوم على طهران. في بروكسيل، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن «الحلف لا ينوي التدخل في إيران، وليس منخرطاً في أي تحالف متصل بالمسألة الإيرانية». وقال مستدركاً: «لكن هذا لا يعني أننا لا نؤيد الجهود الدولية للتوصل إلى تسوية تفاوضية للمشكلة الإيرانية». لكن راسموسن رفض التعليق على أنباء عن تنفيذ سلاح الجو الإسرائيلي مناورات في قاعدة ل «الأطلسي» في إيطاليا الأسبوع الماضي، وهذا ما أكده ناطق باسم وزارة الدفاع الإيطالية، مشيراً إلى مشاركة إسرائيل ودول أخرى. لكن الجيش الإسرائيلي أكد أن المناورة أُعدّت قبل 8 شهور، ولا علاقة لها بهجوم على إيران.