أصرت السلطات الليبية على أن سيف الإسلام نجل الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، سيحاكم في ليبيا على الرغم من مطالب المحكمة الجنائية الدولية بتسليمها إياه. وأصدرت المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها أمر اعتقال لسيف الأسلام العام الماضي بعدما اتهمته سلطات الادعاء وجهات أخرى بالتورط في قتل المحتجين خلال الانتفاضة التي أطاحت بوالده في آخر الأمر. غير أن ليبيا تصر على أنه سيحاكم على أراضيها برغم عدم قدرتها حتى الآن على تخليصه من أيدي مقاتلي ميليشيا ألقوا القبض عليه في الصحراء بجنوب ليبيا في نوفمبر تشرين الثاني. ولا يزال سيف الإسلام في مكان سري في بلدة الزنتان بغرب البلاد. وقال مورينو أوكامبو لرويترز في مقابلة: إنه التقى العديد من المسؤولين ومنهم رئيس المجلس الوطني الانتقالي الحاكم والمدعي العام الذي أبلغه أن سيف الإسلام "في حالة جيدة". وقال رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبد الجليل: إن ليبيا ستتخذ الخطوات الضرورية لإظهار أنها قادرة على محاكمته. وقال عبد الجليل للصحفيين: "نحن على يقين أن المحكمة (الجنائية الدولية) وقضاتها سيتفهمون موقفنا وطموحات الشعب الليبي". وتقول المحكمة الدولية: إن قراراً لمجلس الأمن يلزم ليبيا بالتعاون معها وقد يتمخض تقاعس ليبيا عن تسليمه عن إحالتها للمجلس. وتريد الحكومة الليبية نقله إلى العاصمة ومحاكمته هناك. ويواجه سيف الإسلام عقوبة الإعدام إذا أدانته محكمة ليبية، وحكماً بالسجن إذا أدانته المحكمة الجنائية الدولية. وقال مورينو أوكامبو: "النظام القضائي هنا لا بأس به... وحقيقة أننا نناقش كيف يمكن تحقيق العدالة سواء على أيدي الليبيين أو المحكمة الجنائية الدولية تظهر أن القضية تتحرك". وأضاف: "قبل عام كان الوضع فوضى واليوم نحن نناقش قضايا قانونية وكل شيء مختلف". ورفضت المحكمة الجنائية الدولية هذا الشهر طلب ليبيا تأجيل تسليم سيف الإسلام ليواجه اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وأمرت المحكمة طرابلس "بالتقيد بالتزاماتها لتنفيذ أمر الاعتقال" وتسليمه من دون إبطاء. وطعنت ليبيا في القرار. وقال أحمد الجيهاني المحامي الليبي المسؤول عن القضية والذي ينسق بين الحكومة الليبية والمحكمة الجنائية الدولية: إنه متفائل بأن زيارة مورينو أوكامبو ستساعد في إقناع القضاة بالسماح لليبيا بمحاكمة سيف الإسلام على أراضيها. ولكن الحكومة لا تزال تواجه مأزقاً مع مقاتلي الزنتان الذين يرفضون تسليم سيف الإسلام. وسافر وفد من المجلس الوطني الانتقالي الليبي الحاكم يوم الاثنين إلى البلدة الغربية التي تقع على بعد 160 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس في محاولة للتوصل إلى اتفاق، لكنهم عادوا صفر اليدين. وقال خالد أحمد الزنتاني المتحدث باسم المجلس المحلي للزنتان: إن الوفد غادر البلدة دون التوصل لحل لأن مقاتلي الزنتان يعتقدون أن الحكومة لا تستطيع تأمين سيف الإسلام وأنهم يشعرون بالقلق من أن يهرب إذا نقل إلى طرابلس. وأضاف أنهم طالبوا بتشديد الأمن في طرابلس قبل أي تسليم في نهاية الأمر، وكذلك تقاضي مرتبات مقابل جهودهم، وقال إنهم يريدون أن تدفع الحكومة دعماً مالياً لمن يوفرون الحماية لسيف الإسلام. ويطالب مسؤولون من الزنتان أيضاً بمحاكمة القذافي في بلدتهم الواقعة بمنطقة جبلية. وقال بوبكر محمد رئيس المجلس العسكري في الزنتان الذي اجتمع مع وفد المجلس الوطني الانتقالي: إن مقاتلي الزنتان يريدون محاكمة سيف الإسلام في ليبيا ولن يسلموه لأي هيئة أجنبية. وقال: إنه يجب أن يقرر الليبيون أين سيحاكم وأن الزنتان قادرة على محاكمته. وقال مورينو أوكامبو إنه سيتوجه إلى مدينة مصراتة الساحلية خلال زيارته لليبيا. وأضاف: "أنا ذاهب إلى مصراتة.. لأن لدينا تفويضاً للتحقيق في جميع الجرائم التي ارتكبت هنا، لذلك علينا أن نرى ما تحقق ليبيا فيه". ويحتجز المقاتلون في مصراتة بعض معاوني القذافي، لكن لم يتضح على الفور ما هي الأماكن التي سيزورها مورينو أوكامبو خلال وجوده في المدينة الواقعة شرقي العاصمة. ومن المقرر أن يقدم مورينو أوكامبو تقريراً إلى مجلس الأمن الدولي عن ليبيا في مايو.