طرابلس - رويترز، أ ف ب - قال لويس مورينو أوكامبو مدعي جرائم الحرب في المحكمة الجنائية الدولية إن ليبيا أبلغته أنها تعد دعواها ضد سيف الإسلام نجل معمر القذافي حيث تقوم بجمع روايات الشهود والوثائق بينما تسعى إلى إقناع المحكمة التي تتخذ من لاهاي مقراً لها للسماح لها بمحاكمته على الأرض الليبية. وكانت المحكمة الجنائية الدولية أصدرت العام الماضي أمر اعتقال لسيف الإسلام بعدما اتهمه مدعون مع آخرين بالضلوع في قتل محتجين خلال الانتفاضة التي أدت في نهاية المطاف إلى إطاحة والده الذي حكم البلاد 42 عاماً. وطالبت المحكمة ليبيا بتسليم سيف الإسلام، لكن طرابلس تصر على أنه سيحاكم على أراضيها بعد إلقاء القبض عليه في الصحراء جنوب ليبيا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. وزار مورينو أوكامبو ليبيا الأسبوع الماضي في اطار التحقيقات التي تجريها المحكمة في الجرائم التي ارتكبت خلال الحرب في ليبيا والتقى برئيس المجلس الوطني الانتقالي ورئيس الإدعاء الليبي. وقال مورينو أوكامبو في مؤتمر صحافي أمس: «أفهم أن لديه (الادعاء الليبي) أكثر من 30 شاهداً وأن لديه وثائق وأنه القى القبض (على اشخاص)، لذلك أفهم أن لديه قضية قوية (ضد نجل القذافي)، لكنني لا أعرف التفاصيل»، مضيفاً انه لم يطلع على المعلومات لأنها لا تزال سرية في هذه المرحلة من التحقيق. وقال: «على ليبيا أن تقدم الحجة للقضاة». ومن المقرر أن تقدم طرابلس دعواها للمحكمة الجنائية الدولية يوم 30 نيسان (ابريل) عن سبب وجوب محاكمتها للقذافي في ليبيا وليس خارجها. ولليبيا الحق في محاكمته على أراضيها في اعقاب اعتقاله هناك. وستتحرك المحكمة الجنائية الدولية فقط إذا اعتبرت الدولة غير قادرة أو غير مستعدة للتحقيق أو المحاكمة لأسباب من بينها انهيار النظام القضائي. وقال مورينو اوكامبو إن من غير المرجح في ما يبدو إجراء أي محاكمة قبل أول انتخابات حرة تجريها ليبيا في حزيران (يونيو). وأضاف: «لا يوجد موعد نهائي بالنسبة إلى القضاة. اقترح شهرين أو ثلاثة لكن في الوقت الحالي لا اتوقع محاكمة في ليبيا قبل ذلك لأن العملية تتطلب اتهاماً في البداية». وتشكك جماعات عدة لحقوق الانسان في ما إذا كان النظام القضائي الليبي يمكنه الوفاء بالمعايير القانونية الدولية في الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الانتقالية جاهدة لفرض سيطرتها على عدد ضخم من الجماعات المسلحة. ولم تقنع الحكومة الليبية حتى الآن مقاتلي الزنتان الذين أسروا سيف الإسلام بتسليمه اليها. وقال مورينو أوكامبو إنه حصل على معلومات تفيد بأن نجل القذافي لم يلق معاملة سيئة. وأضاف: «(مكان سيف الإسلام) هو أمر يخص السلطة الوطنية». على صعيد آخر، أفاد مصدر طبي وكالة «فرانس برس» السبت أن المواجهات التي اندلعت ليل الجمعة - السبت بين قبيلة التبو وكتيبة تابعة للجيش الليبي في الكفرة جنوب شرقي ليبيا اسفرت عن ثلاثة قتلى على الأقل و17 جريحاً. وقال ممرض في مستشفى يقع داخل حي سكني للتبو: «لدينا حتى الآن ثلاثة قتلى و17 جريحاً»، موضحاً أن غالبية الجرحى في وضع دقيق. وكانت مصادر محلية تحدثت في وقت سابق ليلاً عن قتيلين وأربعة جرحى. وتوقع الممرض ارتفاع الحصيلة لأن «المواجهات مستمرة والمستشفى يمكنه فقط توفير علاج أوّلي». وقال أحد القاطنين في حي للتبو في الكفرة في اتصال هاتفي مع «فرانس برس»: «يتم إطلاق النار منذ السادسة صباحاً»، مضيفاً أن سبب المواجهات لا يزال غير واضح. وقال ممثل وزارة الدفاع في المدينة العقيد فرج بوشعالة ل «فرانس برس» إن «المعارك توقفت» وإن «المفاوضات مستمرة بين زعماء القبائل لحل المشكلة نهائياً». وكان عيسى عبدالمجيد منصور احد زعماء التبو افاد الجمعة ان القبيلة تتعرض لقصف من كتيبة «درع ليبيا» التابعة للجيش الليبي. وأوضح وسام بن حميد قائد كتيبة «درع ليبيا» أن المعارك اندلعت بعدما قتلت قبيلة الزوية أحد أفراد قبيلة التبو بالرصاص. وأضاف: «رد التبو باطلاق النار على كل السيارات التي تعبر في جوار حيهم. لقد طلبنا منهم الانسحاب من دون جدوى. هناك الآن مواجهات بأسلحة متوسطة».