شكا عدد من الأهالي سوء حالة المساجد في محافظة المجاردة والمراكز السبعة التابعة لها، خاصة التي تقام بها صلاة الجمعة مما مجموعه 150 جامعاً و 700 مسجد. وانتقدوا ما وصفوه بالإهمال لأثاث المساجد وتركها دون نظافة إضافة إلى إمامة الوافدين لأغلبيتها، وتردي الساحات الخارجية ومخالفة أوقات الأذان والإقامة، وعدم العناية بتحسين أوضاع الأئمة الذين ليس لهم دخول سوى تلك المكافآت المقطوعة. وقال محمد البارقي إمام أحد المساجد الصغيرة: "إن حال المساجد في بارق يدعو للشفقة، فأدوات الكهرباء والسباكة تهالكت وانتهى عمرها الافتراضي لدرجة مقززة". كما شكا من "تردي مستوى نظافة دورات المياه والاهتمام بأماكن الوضوء، وكأن لسان حالها يقول هل من تغيير؟". وأضاف البارقي: "المصلون يتذمرون من انتشار العمالة الوافدة لإمامة الصلاة على الرغم من تعيين مواطنين بها، خاصة في أوقات المواسم مثل رمضان أو الأعياد أو الإجازات الرسمية، نظراً لتمكين بعض أئمة المساجد العمالة من ذلك وتركهم للأمانة الملقاة على عواتقهم". أما محمد سعيد الشهري من المجاردة فقال: "أبرز الملاحظات على المساجد بالمجاردة هو تأخر الأئمة عن الأوقات المعتمدة رسمياً لإقامة الصلاة، وإلزام بعض أئمة المساجد للمؤذنين بعدم إقامة الصلاة إلا حين حضورهم". وشكا أيضاً من "تكليف بعض الأئمة بصيانة مرافق المساجد بداية من أجهزة الإذاعة الداخلية أو الخارجية على حسابهم الخاص والإتيان بعمال لنظافة المساجد وإصلاح الأعطال لدورات المياه وبرادات الماء وإجراء صيانة لأجهزة التكييف، وكأن الأمر لا يخص الأوقاف من قريب أو بعيد، وعند مخاطبتهم يجيبون بأن هذا من الإحسان وعمل الخير". وتساءل سعيد الشهري: "إلى أين تذهب الميزانيات التي تصرف لمثل هذه الخدمات؟".
"سبق" حاورت مدير مكتب الأوقاف والدعوة والإرشاد بالمجاردة الشيخ حجر بن سالم العماري الذي أفاد بأن هناك ثمانية جوامع الآن ضمن برنامج الصيانة التي أسندت لمؤسسة من الوزارة. وأما بالنسبة لعدد المراقبين في المجاردة ومراكزها فقال: إن "الحاجة قائمة لوجود الكثير ولكن العدد الموجود قد يفي بالغرض في الوقت الحالي". وعن التعجيز في قبول المؤذنين والأئمة، نفى العماري وجود "تعجيز بل بالعكس هناك تيسير في حدود الضوابط من مسوغات التوظيف بالإضافة إلى مرور المرشح على لجنة استشارية برئاسة قاضي المحكمة وعضوية مشايخ". وقال: "هناك 510 موظفين ما بين إمام ومؤذن ومراقب في مكتب الأوقاف بالمجاردة". وأما فيما يخص إمامة الوافدين، فقال: "هناك منع من قبل وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف لإمامتهم ويعد ذلك تجاوزاً وهو من اختصاص المراقبين بوجوب إشعار المرجع (إدارة الأوقاف بمنطقته) وكذلك يعد قصوراً من قبل إمام المسجد من حيث تمكينه من العمل.
وعن الزيارات المفاجئة للمساجد والتأكد من وجود الأئمة والمؤذنين وقيامهم بالعمل المسند إليهم، قال العماري: "نعم هنالك زيارات مفاجئة وأقوم بها شخصياً للمرور على المساجد والجوامع ولدي جدول موضح به الزيارات المعلنة وآخر للزيارات المفاجئة ولا يطلع عليه أحد". وأضاف: "هناك الكثير من اللقاءات والاجتماعات الدورية بمراقبي الأوقاف للتأكد من وجود الأئمة والمؤذنين أو انقطاعهم عن العمل أو معرفة القصور ومعالجته". وأوضح العماري أنه "تم خلال السنة الماضية طي قيد ثلاثة مراقبين وعشرة أئمة وخمسة مؤذنين بناء على قصورهم أو غيابهم أو انقطاعهم عن العمل". وعن آلية تحسين الأئمة والمؤذنين والخدم، قال: "لدينا معايير لذلك، من ضمنها مثلاً عدد جماعة المسجد والمناشط التي يقوم بها الأمام ومؤهلاته ومدى تعاونه مع إدارة الأوقاف". وأكد العماري أنهم بحاجة ماسة إلى رفع مكتب الأوقاف بمحافظة المجاردة إلى إدارة متكاملة وفتح فروع لها في مركزي بارق وجمعة ربيعه وزيادة عدد الدعاة. وقال: إن الأوقاف بالمجاردة لديها العديد من الأوقاف التي تبلغ 940 وقفاً، المؤجر منها 90 فقط وهنالك سعي حثيث لتأجيرها. داعياً من يرغب في ذلك إلى التقدم لمكتب الأوقاف بالمجاردة، ونوه أنه لم تأتهم أي وظائف خلال هذه السنة الحالية.