حصلت "سبق" على التفاصيل الكاملة لمشكلة العاملين في قِسْم المراقبة النهائية بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف، الذين يبطئون الإنتاج بدرجة كبيرة جداً؛ لوجود خلافات مع الشركة المشغِّلة لهم "سعودي أوجيه"، التي تفاقمت منذ شهرين، والتي وصلت إلى أن المراقب الواحد منهم لا يراقب سوى مصحف أو اثنَيْن، رغم أنهم يتقاضون رواتبهم. وتبادل الموظفون والمسؤولون في "سعودي أوجيه" الاتهامات؛ فالموظفون المحتجون يتهمون الشركة بأنها لا تعطيهم حقوقهم، ورواتبهم متدنية، والعلاوات التي مُنحت لهم هزيلة، ودافعت الشركة بأنها ملتزمة بعقود العمل، وأنها منحت الموظفين علاوات ما بين 75 و180 ريالاً.
وأكدت المصادر ل"سبق" أن القضية لا علاقة لها بالمجمع، وإنما بين الموظفين في قسم المراقبة النهائية والشركة المشغلة "سعودي أوجيه"، القائمة على إدارة وتشغيل وصيانة وتدريب العاملين.
وقالت المصادر إن القضية ليست جديدة بل عرضت على الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات العمالية في محافظة جدة بالقرار رقم 147 المؤرَّخ بتاريخ 21-3-1427ه، وأنه تم ردها من هيئة الخلافات العمالية.
وجاء في نص القرار:
أولاً:رد طلبات المدعي كافة؛ لما جاء بالحيثيات.
ثانياً: قرار ابتدائي يحق للطرفين استئنافه لدى اللجنة العليا بالرياض خلال ثلاثين يوماً من التبليغ.
كما تم رد الدعوى من الهيئة العليا لتسوية الخلافات العمالية بالرياض بالقرار رقم 431/ 1/ 702 المؤرَّخ في 18-4-1431ه، ونص القرار: "تأييد قرار الهيئة الابتدائية لتسوية الخلافات في جدة رقم 147 بتاريخ 21-3-1427ه".
وقد جاء في المادة 225 من نظام العمل "لا يجوز لأي من الطرفين المتنازعين إثارة النزاع الذي صدر قرار نهائي بشأنه من إحدى الهيئات المنصوص عليها في هذا الباب أمام هذه الهيئة أو غيرها من الجهات القضائية الأخرى".
وأكدت المصادر ل"سبق" أن جميع العاملين في الشركة، البالغ عددهم 1123 موظفاً، حصلوا على زيادة في الرواتب عام 2009م بنسبة 7%، بحد أدنى 250 ريالاً، وزيادة في عام 2011م بنسبة 10% بحد أدنى 500 ريال، وزيادة في الرواتب في 1-1-2012م بنسبة 5%، وتم رفع الحد الأدنى لمجموع ما يتقاضونه من مخصصات مالية إلى 3000 ريال، بخاصة للعمال ومن في مستواهم في عام 2011م، وتعديل رواتب 350 موظفاً، ومنح العاملين راتب الشهرين تجاوباً مع المكرمة الملكية، وتخصيص 2000 ريال لكل موظف لعلاج الأسنان، إضافة إلى التامين الطبي و3 أشهر من الراتب لبدل السكن.
وعلى الجانب الآخر أكد عدد من الموظفين في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف أنهم مستمرون في إضرابهم الذي بدؤوه منذ شهرين، متهمين الشركة المشغِّلة بأنها لم تنفِّذ لهم أي مطلب من طلباتهم سوى منحهم علاوة لا تتجاوز ال 5 %.
وقالوا إن الرواتب تتراوح ما بين 1500 و3000 ريال، ووصفوا هذه الرواتب بالمتدنية جداً، وأوضحوا أن الشركة لم تفعل شيئاً، وأن العلاوة تتراوح بين 75 ريالاً و180 ريالاً.
وقال فارس العوفي، المتحدث عن المتضررين، إنه ليس ممتنعاً عن العمل، وفي انتظار وعد إمارة المدينةالمنورة بحل مشكلته. وبيّن أنه يدافع عن زملائه.
وقال أحد العاملين إنه حاصل على درجة الماجستير، وراتبه لا يتجاوز ألفَيْ ريال، ولم يُمنح سوى علاوة 75 ريالاً.
وأكد الأمين العام لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الدكتور محمد العوفي أن هؤلاء الموظفين ليسوا تابعين للمجمع، بل هم تابعون لشركة "سعودي أوجيه"؛ فهي المسؤولة عنهم.
وقال: "أنا لست مسؤولاً عن الشركة، ولا أتحدث بدلاً منها". مشيراً إلى أن أي معلومات عن هذا الموضوع لدى "سعودي أوجيه"؛ لأنها المسؤولة عنهم.
أما نزيه كالو، المدير التنفيذي للشركة، فقال إن الشركة منحت الموظفين كل العلاوات والحوافز الممكنة، ونفى وجود موظفين أجانب وصلت علاوتهم ل7000 ريال، وقال إن الموظفين والسعوديين تتراوح علاوتهم التي حصلوا عليها بين 75 و180، وهؤلاء الموظفون في قسم الحاسب.
وقال: نفذنا المرسوم الملكي بجعل الرواتب لا تقل عن 3 آلاف. وعن إمكانية احتواء الأزمة بين الشركة والموظفين الممتنعين عن العمل قال: "إن طلباتهم لا تنتهي".
وعن الموظف الحاصل على الماجستير وراتبه 2000 ريال قال كالو: لكل وظيفة درجة محددة؛ فمن يحمل الماجستير ويعمل بوظيفة لا تحتاج إلا لمستوى الثانوي لا قيمة لشهادته. واتهم الموظفين الذين يبطئون العمل بأنهم يعطلون الإنتاج.
وقال: هؤلاء صراعهم معنا تاريخي؛ فهم يريدون أن يحسنوا مكتسبات وظائفهم، ونحن لا نمنعهم من المطالبة بذلك، بل قدمنا حوافز وعلاوات لجميع الموظفين لتأمين مستقبل الموظفين. مؤكداً أنهم يريدون حل الموضوع بهدوء، ومشيراً إلى أن الممتنعين في قسم واحد فقط، وهم المراقبون الذين يختمون المصحف قبل التوزيع، وهم من أبطؤوا العمل لدرجة أن الإنتاج وصل لمصحف واحد في اليوم بعد أن كان 155 نسخة يومياً، وربع يس 850 نسخة.